المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌لا عدوى (2) - خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان - جـ ١٢٩

[عبد الرحيم الطحان]

فهرس الكتاب

الفصل: ‌لا عدوى (2)

‌لا عدوى (2)

(لقاء ديني)

للشيخ الدكتور

عبد الرحيم الطحان

بسم الله الرحمن الرحيم

لا عدوى 2

وهى أول الروايات أوليس كذلك.

هذه إخوتى الكرام: اثنتا عشرة رواية منها كما تقدم معنا صحيح بنفسه ومنها ما هو منجبر بغيره تثبت هذا المعنى ألا وأنه لا عدوى ولا يعدى سقيم صحيحا.

هذه الرويات إخوتى الكرام: تؤيد الحديث الذى ورد فيه أن نبينا عليه الصلاة والسلام أكل مع مجذوم وقال كل ثقة بالله وتوكلا عليه والحديث مروى من طريق جابر ابن عبد الله رضى الله عنهما أخرجه أهل السنن الأربعة إلا النسائى ورواه الإمام ابن حبان فى صحيحه وابن خزيمة فى المستدرك وصححه ووافقه عليه الذهبى فى الجزء الرابع صفحة تسع وثلاثمائة ورواه ابن السنى فى كتابه عمل اليوم والليلة ورواه البيهقى فى السنن الكبرى فى الجزء السابع صفحة تسع عشرة ومائتين وراوه ابن شاهين فى الناسخ والمنسوخ من حديث نبينا الأمين عليه الصلاة والسلام صفحة تسع وأربعمائة وسأنقل إليكم بعد النقول منه عما قريب إن شاء الله ناسخ الحديث ومنسوخه ورواه سعيد ابن منصور فى سننه والضياء المقدسى فى الأحاديث الجياد المختارة وعبد ابن حميد وابن أبى عاصم وأبو يعلى كما فى جامع الجوامع للإمام السيوطى فى الجزء الأول صفحة ثمان وعشرين وستمائة ورواه الطحاوى فى شرح معانى الآثار فى الجزء الرابع صفحة تسع وثلاثمائة ولفظ الحديث عن جابر ابن عبد الله رضى الله عنهما قال أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع مجذوم فأخذ بيده ووضعها فى القصعة وقال كل ثقة بالله وتوكلا عليه والحديث إخوتى الكرام من حيث الصناعة الحديثية والبحث فى الإسناد ضعيف والحاكم عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا عندما صححه وأقره عليه الذهبى كما قلت فى ذلك شىء من التساهل كما سيأتينا فى الإسناد رجل ضائع لكن الحديث يشهد لمعناه ما تقدم معنا من أنه لا عدوى كل ثقة بالله وتوكلا عليه إذا كان لا عدوى كل ثقة بالله وتوكلا عيه والكتاب ابن الجوزى

ص: 1

فى كتابه العلل المتناهية فى الأحاديث الواهية فى الجزء الثانى صفحة ست وثمانين وثلاثمائة أورد الحديث تحت عنوان حديث فى الأكل مع المجذوم ثم قال قال الدار قطنى تفرد به المفضل وهو المفضل ابن فضالة عن حبيب ابن الشهيد عن محمد ابن المنكدر عن جابر ابن عبد الله قال يحيى يعنى ابن معين ليس المفضل بذاك وقال العقيلى لا يتابع عليه إلا من طريق فيها لين ثم ساق الطريق الثانى من غير طريق المفضل عن محمد ابن المنكدر عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوتى بطعام ومجذوم قاعد فى ناحية القوم فدعاه فأقعده إلى جنبه فقال كل بسم الله وإيمانا بالله وتوكلا عليه قال أحمد إسماعيل المكى منكر الحديث قال يحيى لم يزل مخلطا وليس بشىء وقال على لا يكتب حديثه وقال النسائى متروك الحديث إذن عندنا فى الإسناد الأول مفضل ابن فضالة وتابعه إسماعيل المكى مع أنه أضعف منه استحى للمفضل المفضل ابن فضالة فى تقدير الحافظ تأكد منه يقول عنه ضعيف لكن لا يصل الحديث إلى درجة الترك ولا النكارة والشاهد الذى من طريق آخر متابع ضعيف لكن معنى الحديث بوجه عام يشهد له ما تقدم لا عدوى ولا طيرة المفضل عندك عدد من الرواة المفضل ابن فضالة اقرأ لى الذى كما قلنا نحن الآن خرج له أهل السنن الأربعة إلا النسائى واضح هذا، هذا إذا عندك من رجاله

ما ينفعنا هذا فى مسلم أريد الآن قدت لأن من رجال هؤلاء فقط ومعه خرج له فى الصحيحين اقرأ عن مفضل ابن فضالة..أبو مالك البصرى أخو مبارك ضعيف..ضعيف هذا الذى أريده ورمز له..

ص: 2

لأنه أخرج حديثه كما قلت أهل السنة الأربعة إلا النسائى لم يرمز له ب س وحديثه فى آخر كتاب الطب من سنن أبى داود آخر حديث فى كتاب الطب هو هذا الحديث حديث جابر وأبو داود سكت عنه وعلى اصطلاحه صالح والحاكم صححه وأقره عليه الذهبى كما قلت فيه المفضل من ناحية الصناعة الحديثية فيما يظهر الإسناد ضعيف يضاف إليه المتابعة لا تقويه بقى المعنى العام ثابت وتشهد له الأحاديث المتقدمة عن نبينا عليه الصلاة والسلام لا عدوى وهنا كل ثقة بالله وتوكلا عليه فإن قيل سيأتينا فر من المجذوم كما تفر فرارك من الأسد نقول هذا لا يتعارض مع الأكل مع المجذوم ولا مع لا عدوى كل واحد يمشى فى طريق كما سيأتينا عندما نجمع بينهما بعون ربنا على كل حال هذا جانب أول من هذه الأحاديث تنفى العدوى ولا يأذى شىء شيئا.

ص: 3

جانب ثانى: وهو الذى سأذكره لتحل المعارضة بينهما وقد مرت الإشارة إلى بعض الجانب الثانى ضمن حديث أبى هريرة لا يورد ممرض على مصح وهنا حديث آخر فيه هذا المعنى رواه الإمام أحمد فى المسند ومسلم فى صحيحه والنسائى فى سننه وابن ماجة فى سننه أيضا وراوه الإمام ابن أبى شيبة فى مصنفه فى الجزء الثامن صفحة عشرين وثلاثمائة وفى الجزء التاسع صفحة أربع وأربعين ورواه الحربى فى غريب الحديث وابن شاهين فى الناسخ والمنسوخ صفحة ثمان وأربعمائة وهو فى السنن الكبرى للإمام البيهقى فى الجزء السابع صفحة ثمانى عشرة ومائتين وعندكم هنا الإمام ابن الأثير ينبغى أن يعزوه الآن إلى مسلم والنسائى أوليس كذلك قصر غاية التقصير فعزاه إلى النسائى فقط ولم يعزه إلى صحيح مسلم رمزله س عن الشريد ابن سويد رضى الله عنه قال كان فى وفد ثقيف رجل مجذوم فأرسل إليه النبى عليه الصلاة والسلام ارجع فقد بايعناك أخرجه النسائى فقط وهو فى صحيح مسلم يعنى لو قال أخرجه مسلم فى صحيحه دون النسائى لكانت أيضا يعنى الخطيئة أيسر من أن يحذف صحيح مسلم ويقتصر على سنن النسائى واصطلاحه يلزمه أن يذكر مصدرين سم أخرجه مسلم والنسائى والحديث فى صحيح مسلم كما قلت لكم إخوتى الكرام فانتبهوا لذلك مع من خرجه من أصحاب الكتب الأخرى وقد روى الحديث أيضا مرسلا فى مسند أبى داود الطيالسى كما فى منحة المعبود فى الجزء الأول صفحة ست وأربعين وثلاثمائة ورواه ابن شاهين أيضا فى الناسخ والمنسوخ فى المكان المشار إليه من حديث يعلى ابن عطاء عن أبيه أن النبى عليه الصلاة والسلام عندما جاء وفد ثقيف وفيهم رجل مجذوم وأراد أن يبايع نبينا المعصوم عليه الصلاة والسلام قال له النبى عليه الصلاة والسلام قولوا له فليرجع فإنى قد بايعته ويعلى ابن عطاء العامرى الطائفى توفى سنة عشرين ومائة أو بعدها ثقة حديثه فى صحيح مسلم والسنن الأربعة وأما أبوه فهو مقبول وحديثه فى البخارى وفى السنن الثلاثة

ص: 4

يعنى الأربعة ألا سنن ابن ماجة فى النسائى والترمذى وأبى داود وعليه هو مرسل لأنه ليس بصحابى وهو عطاء يعلى ابن عطاء عن أبيه أن النبى عليه الصلاة والسلام قال له قولوا فليرجع فإنى قد بايعته.

هذه أحاديث إخوتى الكرام تنفى العدوى وأحاديث ظاهرها تثبت ذلك فما الجمع بين هذه الأحاديث أذكر هذا بعد صلاة المغرب إن شاء الله وصلى الله على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وسلم تسليما كثيرا والحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين ورضى الله عن الصحابة الطيبين وعمن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

ص: 5

إخوتى الكرام: تقدم معنا سرد الأحاديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام التى تنفى العدوى وتقدم معنا أيضا بعض الأحاديث ظاهرها يفيد اثبات العدوى فر من المجذوم كما تفر من الأسد فر من المجذوم فرارك من الأسد لا يوردن ممرض على مصح ارجع فقد بايعناك للمجذوم وأبى أن يبايعه وأن يصافحه عليه صلوات الله وسلامه هذه كما قلت تقابل القسم الأول والقسم الأول تقدم معنا أيضا معه أن النبى عليه الصلاة والسلام أكل مع مجذوم وقال كل ثقة بالله وتوكلا عليه وحول الحديث اختلاف فى درجته لكن معناه من حيث العموم ثابت عن نبينا الميمون عليه الصلاة والسلام لا عدوى لا يعدى شىء شيئا لا يعدى سقيم صحيحا ما التوفيق بين هذه النصوص كما قلت هذا لا بد من التعرض له بعد الأدب النبوى على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه والذى تقدم معنا أننا لا ندخل إلى البلدة التى فيها الطاعون ولا نخرج منها لا نخرج منها فرارا فنتوكل على الله ونثق به ثم بعد ذلك لا ندخلها هذا كما تقدم معنا من باب التعليم والإرشاد وتحصين أنفسنا مما نخشى عليها من الهلاك والعطب والفساد كذاك له تعليل هذا له تعليل وهنا ما المسلك السديد نحو هذه الأحاديث فى هذا الموضوع.

ص: 6

إخوتى الكرام: تقدم معنا مرارا أن الأحاديث إذا تعارضت من حيث الظاهر لأئمتنا نحو هذا التعارض أربعة مراحل الأول ثم الثانى ثم الثالث ثم الرابع أولها الجمع وإذا أمكن لا يعدل عنه إلى غيره وثانيها النسخ ونقدمه على ما بعده لأننا بالنسخ نترك كلام بعض النبى عليه الصلاة والسلام لبعض كلامه لبينة تدل على ذلك فما أدخلنا عقولنا فى النسخ والطرق الثالث الترجيح وقلت الترجيح نؤخره عن النسخ لأنه فيه إعمال الجهد البشرى وقد نخطأ فى الترجيح وتقدم معنا أن المرجحات ذكرها الإمام الحازمى فى أول الاعتبار فى الناسخ والمنسوخ من الآثار فبلغت خمسين مرجحا وهذا ذكرته فى آخر الموعظة أيضا فى موعظة الثلاثة ضمن مباحث النبوة والإمام العراقى فى لوكته على ابن الصلاح كما تقدم معنا إخوتى الكرام فى صفحة ست وثمانين ومائتين فى التقييد والإيضاح قال إن المرجحات تزيد على مائة وأحصاها فبلغت عشر مرجحات ومائة مرجح المرحجات بلغت هذا ثم قال وثم وجوه أخر للترجيح بعد هذه المرجحات يوجد أيضا وجوه أخر للترجيح والإمام السيوطى فى تدريب الراوى صفحة ثمان وثمانين وثلاثمائة يقول استوفاها الإمام العراقى فى لوكته على ابن الصلاح كما ذكرت لكم فإذا ما أمكن الترجيح وهو الطريق الثالث نتوقف ونعتبر كأن هذه النصوص لم ترد فى هذه القضية ونلجأ إلى الأدلة الشرعية العامة الأخرى فى هذه المسألة وهذه كما قال أئمتنا صورة فرضية نظرية وضعت لبيان ما ينبغى أن نفعله نحو النصوص لكن لا يوجد فى الحقيقة نصان لا يمكن أن نجمع بينهما ولا أن ننسخ واحدا منهما بالآخر ولا أن نرجح بينهما لا يمكن من باب ما تحتمله القسمة العقلية نحو النصوص المتعارضة من حيث الظاهر فأولها الجمع قال الإمام العراقى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا فى ألفيته:

والمتن إن نافه متن آخر

وأمكن الجمع فلا تنافر

كمتن لا يورد مع لا عدوى

فالنفى للطبع وفر عدوى

أو لا فإن نسخ بدا فاعمل به

أو لا فرجح واعملن بالأشبه

ص: 7

إذن المتن إن نافاه متن آخر وأمكن الجمع فلا تنافر فلا تعارض ضرب مثالا بما نبحث فيه قال كمتن لا يورد لا يورد ممرض على مصح من عنده إبل مريضة لا يوردها على من عنده إبل صحيحة كمتن لا يورد هذا حديث مع لا عدوى تعارض لا يورد ممرض على مصح لا عدوى لا يورد ممرض على مصح ومعه فر من المجذوم فرارك من الأسد معه ما يقابل لا عدوى أكل مع مجذوم وقال كل ثقة بالله وتوكلا عليه كمتن لا يورد مع لا عدوى فالنفى للطبع فهذا أحد أوجه سبعة من أوجه الجمع كما سيأتينا يعنى لا عدوى فى ذاتها ونفسها إنما بتقدير الله جل وعلا فالنفى للطبع ليس كما هو اعتقاد المشركين يعنى إذا جاء البعير الأجرب سيجرب الإبل..فالنفى للطبع لا يوجد شىء بطبعه يعدى إلا بتقدير الله فهو سبب من الأسباب الظاهرة فالنفى للطبع وفر عدوى أى مسرعا فيما يضرك واضح هذا وفر عدوى مسرعا تعدو بسرعة أو لا ما أمكن الجمع فإن نسخ بدا فاعمل به أو لا فرجح واعملن بالأشبه نحو هذه الأحاديث أئمتنا سلكوا المسالك الثلاثة غفر الله لنا ولهم فسلكوا الجمع وسلكوا النسخ وسلكوا الترجيح فلنبدأ بما هو ضعيف ثم نختم بما هو قوى.

ص: 8

الطريق الثانى: من أوجه كما قلت الموقف نحو الأحاديث المتعارضة النسخ الجمع الآن دعونا منه نبدأ الآن بالنسخ فما بعده النسخ قال به بعض الناس من أئمة الإسلام رحمة الله ورضوانه عليهم أجمعين منهم عيسى ابن دينار من أئمة المالكية الكبار توفى سنة اثنتى عشرة ومائتين للهجرة وهو فقيه الأندلس وفقيهها أبو محمد الغافقى القرطبى كان مجاب الدعوة خيرا صالحا ورعا صلى الصبح بوضوء العشاء أربعين سنة فمن الذى يقول الآن بدعة رحمة الله ورضوانه عليه صلى الصبح بوضوء العشاء أربعين سنة انظروا ترجمته العطرة فى السير فى الجزء العاشر صفحة أربعين وأربعمائة وفى ترتيب المدارك فى طبقات أصحاب سيدنا الإمام مالك عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا فى الجزء الثانى صفحة ست عشرة فى ترتيب المدارك وله كرامة عند موته كما كان مجاب الدعاء فى حياته خلاصتها أنه فى مرض موته قيل له من يصلى عليك قال ابنى وكان ابنه فى السفر فلما قبض ولده ما جاء من السفر وجهز وأحضروه إلى المصلى من أجل أن يصلى عليه بدأوا يلتفتون من يصلى عليه فجاء ولده من السفر على دابته وما عرفوه أنه ولده قالوا تقدم فصلى على هذا الميت فصلى عليه عليه رحمة الله ورضوانه ابنى يصلى على فجاء وصلى عليه هذا أئمتنا ختموا ترجمته بذلك هذا العبد الصالح عيسى ابن دينار قال الأحاديث التى تدل على اجتناب المرضى والمجذومين منسوخة بحديث النبى عليه الصلاة والسلام لا عدوى فر من المجذوم هذا منسوخ لا يوردن ممرض على مصح هذا منسوخ هذا نسخ بقول النبى عليه الصلاة والسلام لا عدوى وبفعله بعد ذلك كل ثقة بالله وتوكلا عليه قال الإمام العراقى فى شرح ألفيته فى الجزء الثانى بحدود صفحة ثلاث وثلاثمائة وذهب إلى هذا المسلك أى إلى النسخ بين هذه الأحاديث أيضا ابن شاهين فى كتاب الناسخ والمنسوخ من الآثار لأنه أورد الأحاديث التى تثبت العدوى فى الظاهر والتى تنفيها ضمن الناسخ والمنسوخ كأنه يرى أنه يوجد بينها نسخ

ص: 9

يقول حديث آخر فى المجذومين لا تديموا النظر إلى المجذومين إلى آخره سيأتينا هذه الأحاديث ثم بعد ذلك يقول الخلاف فى ذلك كأنه يذهب إلى ما ذهب إليه عيسى ابن دينار من أنه كان فى أول الأمر ثم نسخ ولذلك يقول الخلاف فى ذلك ثم أورد كل ثقة بالله وتوكلا عليه الأحاديث يوردها بأسانيدها وحديث أبى ذر سيأتينا رضى الله عنهم أجمعين أن نبينا الأمين عليه الصلاة والسلام قال كل مع صاحب البلاء تواضعا لربك وإيمانا به وأثر آخر ختم به هذا الأمر وهو أثر عبد الله ابن عباس وسيأتينا يقول أجلس ابن عباس مجذوما معه يأكل فقال له عكرمة قال عكرمة فكأنى كرهت ذلك فقال ابن عباس فلعله خير منك وسيأتينا خير منك ومنى حتى قال ابن عباس فى غير رواية ابن شاهين قد جلس مع من هو خير منى ومنك يأكل معه يعنى النبى عليه الصلاة والسلام ابن شاهين يرى أيضا النسخ كعيسى ابن دينار والحافظ ابن حجر أضاف القول بالنسخ إلى عيسى ابن دينار فى الفتح والإمام العراقى كما قلت لكم فى شرح ألفيته له شرح عليها فى المكان المشار إليه أضاف القول بالنسخ إلى ابن شاهين عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا أبو حفص عمر ابن أحمد ابن عثمان ابن شاهين توفى سنة خمس وثمانين وثلاثمائة للهجرة هذا المسلك الأول وهذا فى الحقيقة مع سلامته من حيث الظاهر فيه تخطى للطريق الأول فإذا أمكن لا يجوز أن نعدل عنه والجمع ممكن فإعمال الدليلين خير من إهمال أحدهما والقاعدة عند أئمتنا لا يصار إلى النسخ والترجيح عند إمكان الجمع لا يصار إليهما إلا عند تعذر الجمع فإذا أمكن لا نعدل عنه لأننا نعمل بجميع كلام الشارع الذى لا ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام ونحمل كل واحد من كل صنف من كلامه على حالة معينة فهذا كما قلت مع وجاهة مسلكه وجلالة من قال به فيه تجاوز للطريق الأول ألا وهو الجمع أبعد من تخطى الطريق الأول والثانى وذهب إلى الترجيح والذين سلكوا الترجيح على طرفى نقيض منهم من رجح الأخبار التى تدل

ص: 10

على نفى العدوى على تلك لا عدوى ومنهم من رجح الأخبار التى ظاهرها يفيد اثبات العدوى على الأخبار التى تنفى العدوى ترجيح يقول هذا ثابت وهذا ثابت لكن ذاك أرجح فكأنه هو المحفوظ وهذا شاذ لأنه مخالف للراجح الأرجح الثابت فهذا له حكم الشذوذ وذاك له حكم الصحة والثبوت فهو المحفوظ سلكوا كما قلت هذا الذين قالوا بهذا انقسموا إلى قسمين الفريق الأول كما قال الحافظ ابن حجر فى الفتح رجحوا الأخبار الدالة على نفى العدوى وقالوا بتزييف الأخبار الأخرى التى تدل على عكس ذلك وهذا يختلف عن النسخ واضح هذا أن يقول لا يوجد نسخ لكن كأنه يقول تلك حصل فيها شذوذ حصل فيها خطأ حصل فيها وهم فى الضبط والنقل أما هناك يقول كل منهما صحيح لكن هذا فى البداية وذاك فى النهاية فنسخ فر من المجذوم بقوله لا عدوى هنا يقول لا عدوى هو الراجح وذاك بمثابة الشاذ الذى وهم فيه الرواة فيختلف عن النسخ بكثير ولذلك قلت لكم النسخ عندنا يقدم لأنك تدرك كلام الشارع بكلام الشارع ولا يمكن أن ننسخ إلا بنص أو قول صحابى أو بتاريخ أو بإجماع وهى طرق النسخ الأربعة.

ص: 11

وأما الترجيح: مائة وعشر مرجحات مرجحاته هناك طرق أخرى للترجيح فمثلا لو قدر أن الحديث فى الصحيحين يقدم على حديث فى سنن ابن ماجة هذا مرجح حديث يتسلسل بالأئمة الحفاظ المتقنين يرجح على غيره تقدم معنا فى الترجيح بين رواية الرجل والمرأة من جملة المرجحات مرجحات كثيرة فهنا دخل كما قلت جهد البشر فقد يخطأ وقد يصيب وأما هناك نص هذا فى البداية وهذا فى النهاية نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها قول صحابى عرف التاريخ الإجماع وهى طرق النسخ الأربعة إذن هنا رجحوا الأخبار الدالة على نفى العدوى وزيفوا ما عداها التى تدل على عكس ذلك وقووا قولهم هذا بعدة أمور فقالوا الأخبار التى تعارض ذلك شاذة لما قالوا أولا ورد عن أمنا عائشة رضى الله عنها وأرضاها ما يدل على وهم الرواة فى تلك الروايات ثبت فى تفسير الطبرى ومصنف ابن أبى شيبة فى الجزء الثامن صفحة تسع عشرة وثلاثمائة أنها قالت لما قيل لها أن النبى عليه الصلاة والسلام قال فر من المجذوم كما تفر من الأسد والحديث تقدم معنا فى صحيح البخارى وغيره قالت ما قال النبى صلى الله عليه وسلم ذلك ما قال النبى عليه الصلاة والسلام ذلك كأنها تريد أصحاب هذا القول يقولون إذن هذا غير محفوظ..ثم قالت كان لى مولى فيه هذا الداء وكان ينام على فراشى ويأكل من صحافى ولو عاش لكان كما كان يقول لكن هناك فيه مولى عندها هذا يأكل فى صحافها وينام على فراشها أى فى بيتها ثم بعد ذلك فيه هذا الداء والنبى عليه الصلاة والسلام يطلع ولو كان فر من المجذوم كما تفر من الأسد يعنى ثابتا لو كان لهذا المجذوم أخرج من هذا البيت ولما أكل فى صحافى ولا ما نام على فراشى هذا كلام أمنا عائشة رضى الله عنها قلت فى تفسير الطبرى ومصنف ابن أبى شيبة.

ص: 12

والمرجح الثانى: قالوا الأخبار التى وردت بنفى العدوى لا عدوى كثيرة شهيرة ولا يضر تردد أبى هريرة رضى الله عنه فى هذا تقدم معنا لا عدوى وقف عنها وبدأ يقول لا يورد ممرض على مصح قالوا لا يضر لأن الرواية محفوظة من رواية غيره تقدم معنا عن اثنى عشر صحابيا هذا مما ورد ولو جمعت لحصيت أكثر من ذلك وعادتى كما تقدم معنا دائما إذا زادت الرواية عن عشرة يعنى حصلنا المطلوب وهو أنه وصف التواتر حصل فى هذه القضية اللهم صل على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

الدليل الثالث: عندهم قالوا الأخبار الأخرى المعارضة لهذا هل التى ترخص بالفرار والتى تشير فى ظاهرها إلى اثبات العدوى قليلة فلا تقاوم هذه الأخبار الكثيرة الشهيرة المتضافرة.

ص: 13

الدليل الرابع: عندهم قالوا يمكن أن تأول بعض الأدلة التى ظاهرها يدل على نفى العدوى بما لا يثبت العدوى يمكن أن تأول الأخبار التى ظاهرها يثبت العدوى بما لا يكون فيه دليلا على اثبات العدوى يمكن وأن تلك إذن هى السليمة لا عدوى وأما التى فيها اثبات العدوى فى الظاهر يمكن أن تأول يكون لها مخرج فمثلا حديث الشريد ابن سويد تقدم معنا فى صحيح مسلم وسنن النسائى وغيرهما أوليس كذلك عندما قال ارجع فقد بايعناك أوليس كذلك تقدم معنا يقول ليس صريحا بسبب الجزام يعنى ليس من أجل علة الجزام قال له ارجع فقد بايعناك العلم عند الله يعنى هو فيه داء الجزام فوقع أن النبى عليه الصلاة والسلام قال له ارجع فقد بايعناك لكن ما العلة هل العلة فى الجزام أو لاعتبار آخر فيه هذا ما ذكر يعنى ما قيل ارجع فقد بايعناك لأنك مجذوم هذا ما ورد هنا أنا أقول هذا لو سلم فى هذا يبقى معنا كما كما تفر من الأسد فى حديث فر من المجذوم هنا لا مجال للتأويل على كل حال هم يتصيدون يعنى أدلة ظاهرها يقوى قولهم يحكم بالشذوذ على القول المقابل وهذا كما قلت مسلك المرجحين لاثبات لا عدوى ونفى ما عداها مسلكهم سديد لكن تجاوزوا خطوتين وطريقين النسخ وقبله الجمع فإذا لم يمكن النسخ يمكن أن يعنى نرجح وإذا لم يمكن الجمع يمكن أن نرجح الجمع ممكن قبل النسخ فعلام الترجيح.

والفريق الثانى: قابل هذا فرجحوا الأحاديث التى تثبت الفرار من المجذومين والمرضى التى أيضا لا يورد فيها ممرض على مصح رجحوا هذه الأخبار على الأخبار التى تنفى العدوى لا عدوى وسبب ترجيحهم عدة أمور أيضا.

أولها: رجوع أبى هريرة رضى الله عنه عن روايته لا عدوى يدل على أنه يشك فى صدور هذا عن النبى عليه الصلاة والسلام إذن حديث لاعدوى محفوظ والمحفوظ فر من المجذوم والمحفوظ لا يورد ممرض على مصح والمحفوظ ارجع فقد بايعناك إذن يقولون لشكه أو لثبوت عكسه عنده من أجل هذا رجع عن قوله فى رواية لا عدوى.

ص: 14

الدليل الثانى: عندهم هو نفس الدليل المتقدم الثانى قالوا الأخبار الدالة على اجتناب المرضى والمجذومين والفرار منهم أكثر مخارجا وطرقا وواقع الأمر ليس كذلك لكن هذا ما قالوه فى الترجيح وواقع الأمر تلك أكثر.

القول الثالث: عندهم كما أن أولئك فى القول الرابع قالوا يمكن أن نصرف بعض الأحاديث التى قالوا ظاهرها تثبت العدوى عن ما قالوه فليس فيها موضوع اثبات العدوى ليس ارجع فقد بايعناك من أجل أن الجزام يعدى لا الله عليم بأى شىء صرفه وهنا هؤلاء قالوا ممكن أن نقول إن بعض ما أثبتموه وظاهره ينفى العدوى فيه تأويل وأنه ليس يعنى فيه نفى للعدوى فحديث كل ثقة بالله وتوكلا عليه قالوا أولا رجح الترمذى وقفه على ابن عمر فليس هو مرفوعا إلى نبينا عليه الصلاة والسلام ثم على تقدير ثبوته ليس فيه أنه أكل معهم بل وضع يده فى القصعة ليس فيه أنه جلس وأكل معهم وصاحبه وكما قلت ما قالوه يعنى يمكن أن يقبل من ناحية ما سلكوه من طرق الجمع لأجل إزاة التعارض لو أنهم أيضا تخطوا طريقين اثنين فلا نقبل هذا القول إلا إذا لم يمكن المصير إلى الجمع ولا إلى النسخ.

إذا انتهينا من هذين القولين وهو القول بالنسخ لا يصح الاعتماد عليه والقول بالترجيح لا يصح الاعتماد عليه وما أحد قال من أئمتنا بالقول الرابع وهو التوقف فماذا بقى عندنا القول الأول وهو الجمع وهذا الذى سلكه أئمتنا فقرروا عدة أوجه يمكن أن تصل معنا إلى سبعة أوجه فى الجمع بين هذه الأخبار اضبطوها إخوتى الكرام.

ص: 15

الأمر الأول: وهو القول الأول فى الجمع لا عدوى يثبت نفى العدوى جملة فلا يعدى شىء شيئا ولا يعدى سقيم صحيحا لا عدوى طيب وفر من المجذوم ولا تديموا النظر إلى المجذوم كما سيأتينا قال هذا ليس من أجل اثبات العدوى لما قال هذا رعاية لخاطر المجذوم المصاب المبتلى لما لأن المصاب إذا نظر إليه الصحيح تعظم مصيبته وينكسر خاطره يعنى أنت لو رأيت أعور تحب النظر فيه ينكسر خاطره يا عبد الله غمض عينيك يعنى لا داعى أن تخبره أنه أعور أعور أعور بتقدير الله وهذا الشىء الذى فيه يثاب عليه لكن أنت عندما تجلس تتأمله ولو جئت قلت له أين عينكم الوضع يعنى تكسر خاطره حقيقة يشعر بنقص مع أنه بغير اختياره لكن يشعر بنقص فأنت غض الطرف وهذا المجذوم هذا مصاب بجدرى هذا مصاب بعلة بآفة لا يعديك إذا جلست بجواره ولا إذا دلكت جلدك بجلده..يا عبد الله أنت عندما تجلس إليه وهو أنت صحيح وهو المصاب وتنظر إليه ينكسر خاطره فاتركه مع أصحابه الذين ألفهم والبقية خليهم بعداء بعيدين عنه وهذا ما ذهب إليه الإمام مالك وابن خزيمة عليهم جميعا رحمة الله فقالوا الفرار لا من أجل الفار إنما من أجل المصاب المبتلى لئلا تكسر خاطره إذا رأيت مجذوما ابتعد عنه من أجل يعنى ألا تنظر إليه يقول هذا يحقرهم وشىء قدره الله عليه وحقيقة طريق من طرق الجمع المعتبرة وقرروا هذا بحديث نبينا عليه الصلاة والسلام لا تديموا النظر إلى المجذومين انتبه ما قال فر يقول إذا اجتمعت مع مجذوم لا تحد النظر فيه لا تجلس تتأمل هذه العلة التى فيه والجذام داء أولا كريه الرائحة فى الإنسان إذا أصيب به يفيح منه رائحة النتن يصاب..جلده يتساقط ويسيل منه الدم ويتساقط جلده فأنت لا تديم النظر إليه يعنى إذا جلست معه غض الطرف فنظرك إليه يكسر خاطره لا تديموا النظر إلى المجذومين قال..

ص: 16

فى هذا الحديث فإذن هناك فر أيضا يعنى إن أردت أن لا تراه ولا يراك هذا أيضا حسن وإذا قدر أنك جلست معه لا تحد النظر إليه لئلا تكسر خاطره لا تديموا النظر إلى المجذومين والحديث ثابت عن نبينا الأمين عليه الصلاة والسلام رواه الإمام أحمد فى المسند فى الجزء الأول صفحة ثلاث وثلاثين ومائتين ورواه ابن ماجة فى سننه فى الجزء الثانى صفحة اثنتين وسبعين ومائة بعد الألف قال الإمام البوصيرى كما فى التعليق على سنن ابن ماجة فى الزوائد الزجاجة فى زوائد سنن ابن ماجة فى الجزء الثالث صفحة اثنتين وأربعين ومائة قال إسناده الثقات ورواه ابن أبى شيبة فى مكانين من مصنفه فى المجلد الثامن أربع وأربعين ورواه الإمام البخارى..روى فى سنن ابن ماجة رواه الإمام ابن ماجة من طريق فاطمة بنت الحسين رضى الله عنها وأرضاها عن ابن عباس رضى الله عنهم أجمعين وأما طريق معجم الطبرانى الكبير رواه من طريق عمر ابن دينار عن ابن عباس فكأنه يقول هنا طريق ثان يختلف عن طريق سنن ابن ماجة ولذلك أورده فى المجمع والعلم عند الله جل وعلا.

ص: 17

والحديث رواه الطبرى وابن عساكر والبيهقى فى السنن الكبرى انظروا الجزء السابع صفحة تسع عشرة مائتين ورواه ابن شاهين فى الناسخ والمنسوخ صفحة ست وأربعمائة والإمام الحربى فى غريب الحديث فى الجزء الثانى ثمان وعشرين وأربعمائة والضياء المقدسى وأبو داود الطيالسى كما فى منحة المعبود فى الجزء الأول صفحة سبع وأربعين وثلاثمائة والحديث كما قلت إسناده صحيح رجاله ثقات عن عبد الله ابن عباس رضى الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وسلم قال لا تديموا النظر إلى المجذومين وفى رواية فى مسند أبى داود الطيالسى والبيهقى لا تحدوا النظر إلى المجذومين لا تديم ولا تحد النظر إليه وإذا نظرت أطرق بصرك والحديث له شواهد رواه الطبرانى فى معجمه الأوسط والكبير كما فى المجمع فى المكان المشار إليه عن معاذ ابن جبل والرواية الأولى عن عبد الله ابن عباس رضى الله عنه قال الإمام الهيثمى فى المجمع شيخ الطبرانى الوليد ابن حماد الرملى لم أعرفه وبقية رجاله ثقات لا تديموا النظر إلى المجذومين رواية معاذ رضى الله عنهم أجمعين ورواه أبو يعلى والطبرانى فى معجمه الكبير والبيهقى فى السنن الكبرى والطبرى وابن عساكر من رواية الحسن ابن على رضى الله عنهم أجمعين قال الإمام الهيثمى فى المجمع اللهم صل على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا قلت من رواية الحسين إخوتى الكرام ابن على لأن فاطمة بنت الحسين تروى أيضا عن أبيها من رواية الحسين ابن على رضى الله عنه أجمعين عن النبى عليه الصلاة والسلام أنه قال لا تديموا النظر إلى المجذومين إلى المجذمين وإذا كلمتموهم فليكن بينكم وبينهم قيد رمح مقدار رمح رواه أبو يعلى والطبرانى وفى إسناده أبى يعلى الفرج ابن فضالة وثقه أحمد وغيره وضعفه النسائى وغيره وبقية رجاله ثقات وفى إسناد الطبرانى يحيى الحمانى وهو ضعيف وبقية رجاله ثقات كل من الطريقين يتقوى بالثانى إخوتى الكرام طريق الطبرانى فيه يحيى كما قلت

ص: 18

الحمانى وهكذا طريق السنن الكبرى للإمام البيهقى ويحيى الحمانى قال أئمتنا فى ترجمته حافظ منكر الحديث وهو من رجال مسلم استحال يحيى الحمانى حافظ منكر الحديث غاية ما عيب عليه مع كلام كثير أورد الحافظ ابن حجر فيه قرابة خمس صفحات أنه كان يسرق الحديث سيأتينا معنى السرقة إن شاء الله يحيى ابن عبد الحميد الحمانى فى حرف الياء

اقرأ يحيى ابن عبد الحميد ابن عبد الرحمن

حافظ إلا أنه يتهم بسرقة الحديث من كبار..مات..من رجال مسلم على العين والرأس..

ص: 19

رضى الله عنه وأرضاه يحيى ابن عبد الحميد الحمانى إخوتى الكرام السرقة تطلق على ثلاثة أنواع سرقة الحديث أولها وهو ما يريده أئمتنا والثانى وأما الثالث كما قال الإمام الذهبى أنحسها أولها أن ينفرد راو بالرواية فى حديث عن شيخ فيدعى بعض التلاميذ والناس مشاركته فى رواية هذا الحديث انفرد راو فى رواية حديث عن شيخ ما روى هذا الحديث عن هذا الشيخ إلا هذا الراوى أجاب أنا سمعت أيضا من هذا الشيخ هذه سرقة الحديث فكأنه الآن أخذه منه ذاك كان مختص به معروف به هو يرويه هذا جاء وأخذه منه والثانى أيضا هناك أن يعرف راو برواية حديث الحالة الثانية أن يعرف راو بالسماع من شيخ ما روى عنه إلا راو فقط هذا الشيخ، هذا الشيخ روايته من طريق فلان فقط هناك رواية أما هنا شيخ فهنا يدعى فى مشاركته لهذا الشيخ هناك فى مشاركته بالرواية قد يكون هذا الشيخ سمع منه آلاف لكن هذا الحديث بعينه ما سمعه إلا واحد وقال أنا سمعت معه والحالة الثانية شيخ لم يسمع منه واحد فقط قال أنا سمعت معه هذان كما قلت نموذجان لسرقة الحديث والنموذج الثالث يقول عنه الذهبى أنحس من هذين أن يسرق الكتب من مؤلفيها وأصحابها قال وسرقة الأجزاء والكتب أنحس من ذلك عليهم جميعا رحمة الله إذن راو انفرد بالرواية عن شيخ فادعى مشاركته فى الحمل عن ذلك الشيخ راو انفرد بالرواية فى رواية معينة فى حديث بعينه قال أنا شاركت سرقة الأجزاء والكتب من المصنفين..

ص: 20

هذه أنحس على كل حال يحيى ابن عبد الحميد الحمانى يقول اتهم بسرقة الحديث يعنى يأتى إلى راو انفرد بالحديث يقول أنا شاركتك فيه وإلى راو انفرد بالرواية عن شيخه يقول أنا سمعت من ذلك الشيخ أيضا هذا الذى أخذ عليه والعلم عند الله جل وعلا على كل حال كما قلت فى إسناد الطبرى والطبرانى والبيهقى يحيى الحمانى وفى إسناده أبى يعلى الفرج ابن فضالة فى كل منهما كلام كل منهما يتقوى بالثانى يضاف إلى هذا رواية معاذ يضاف إلى هذا رواية عبد الله ابن عباس وقلنا هى حسنة بنفسها لا تديموا النظر إلى المجذومين.

رواية رابعة: عن سيدنا على رضى الله عنه وأرضاه رواها شيخ الإسلام عبد الله ولد الإمام المبجل عليهم جميعا رحمة الله الإمام أحمد ابن حنبل فى زياداته على المسند عن على ابن أبى طالب رضى الله عنه وأرضاه عن النبى عليه الصلاة والسلام قال لا تديموا النظر إلى المجذمين وإذا كلمتموهم فليكن بينكم وبينهم قيد رمح يعنى مقدار رمح رواه عبد الله ابن أحمد وفيه الفرج ابن فضالة فى رواية أبى يعلى التى تقدمت معنا فيها الفرج ابن فضالة وثقه أحمد وغيره وضعفه النسائى وغيره وبقية رجاله ثقات إن لم يكن سقط من الإسناد أحد حقيقة رجعت لإسناد المسند فما تبين لى سقوط أحد يعنى هل فى الأمر شىء يحتاج الأمر لبحث يقول بقية رجاله ثقات إن لم يكن سقط من الإسناد أحد والعلم عند الله جل وعلا.

ص: 21

خلاصة الكلام: مروى من طريق عبد الله ابن عباس رضى الله عنه ومن رواية معاذ ابن جبل وسيدنا الحسين ابن على ووالده على رضى الله عنهم أجمعين لا تديموا النظر إلى المجذمين إلى المجذومين والحديث كما قلت لا ينزل عن درجة الحسن الرواية الأولى وبهذه الطرق يرتقى إلى درجة الصحيح بغيره والعلم عند الله جل وعلا الحافظ ابن حجر عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا فى الجزء العاشر صفحة تسع وخمسين ومائة حكم على إسناد سنن ابن ماجة بأنه ضعيف وقواعد التعديل والترجيح لا تساعد الحافظ فيما قال فرجال كما قلت إسناد ابن ماجة ثقات ويقول إسناده سنده ضعيف هذا فى الجزء العاشر صفحة تسع وخمسين ومائة مع أنه كما قلت له هذه الشواهد والحديث لا ينزل عن درجة الحسن والعلم عند الله جل وعلا.

ص: 22

إذن هذا الجمع الأول لا يوجد عدوى ولا يعدى شىء شيئا وما أجمل هذا القول وأحسنه لربط القلوب بعلام الغيوب إذن لما نفر يا عبد الله لئلا تكسر خاطر المجذوم وخاطر المصاب وإذا قدر أنك اجتمعت به وما يعنى ابتعدت عنه لا تحد أيضا النظر إليه مما يدل على أنه ليس من أجل عدوى أننا نفر إنما لئلا يكسر خاطره وهذا من يقوله إمام دار الهجرة نجم السنن وبعده إمام الأئمة الإمام ابن خزيمة هذا نقلوا له من بين أئمة الإسلام إمام الأئمة عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا تفضل هذا هو هذا من باب كما قلت لك لا زال نحافظ على شعوره هو أنت لو اقتربت منه واحتككت به هو يتأثر يعنى هو يتأفف من نفسه ويظن أنه فى منقصة هو يظن أنه فى منقصة فأنت تقترب منه تلتصق به يشعر كأنه يعنى أنك الآن تتأذى به يجد فى نفسه شيئا فأنت لئلا تكسر خاطره..مسافة فلا تحد النظر إليه وبينك وبينه مسافة هو الآن مرتاح يعنى يعلم أنك ما تتأفف به لو جلست بجواره يقول أنا أخشاك يعنى هذا إخوتى الكرام يعنى مثل أحيانا لو قدر إنسان مسكين يعنى هذه تقع فى الأعراف الدنيوية إنسان مسكين لو جاء بعده من له شأن وقدر وكذا ولاصقه فى الجلوس بجنبه ذاك يتمنى أحيانا لو بلعته الأرض ما يعرف كيف سيجىء لأنك لو بعيد عن الآخر لراحة له الآن من أجل تقديم هذا الكبير الذى لو شاء يضم نفسه يجلس على ركبتيه يضبط نفسه لما..قيده يعنى لو ابتعد عنه مسافة رمح لأخذ النفس طليقا صحيحا من هذا الباب وهنا كذلك يعنى حتى نبتعد مسافة رمح لا من أجل العدوى بقيت من أجل ضعفه يتصرف كما يريد ولا تحرجه لأنك عندما تلتصق به هو يشعر كما قلت بضيق يريد يتنفس يقول اخشى الآن هذا يفسر يعنى ألا يؤذى يضبط نفسه هذا يعمل الإنسان بشر يقدر شعور الآخرين فيتضايق أنت..

ص: 23

أحد فتجعل بينك وبينه مقدار رمح وإذا نظرت إليه لا تحد النظر وأكرمه أما لو كان المراد فيه عدوى لما كان هناك رمح لم يمنع العدوى ونفس الإنسان يصل ما شاء الله من مسافات يعنى عندما يتنفس فليس هو موضوع نفس موضوع كما قلت هذا من أجل رعاية خاطره دعه يتصرف كما يريد وجه من أوجه الجمع المعتبرة وإذا قال أئمتنا واحتملها الدليل فلا جدال ولا قيل كما قلت مرارا واحتمله الدليل وقال به إمام جليل نسلم ثم بعد ذلك يوجد أوجه أخرى من أوجه الجمع يوجد لكن نحن أمام أحاديث كما قلت متعارضة فى الظاهر ماذا سنعمل قال لا عدوى هذه صيغة ثابتة محكمة تنفى العدوى بجملتها طيب نفر من المجذوم ولا يورد ممرض على مصح وكذا قال هذا كله من باب رعاية خاطر المصاب فقط لا أنه يوجد عدوى تنتقل من السقيم إلى السليم.

الوجه الثانى: من أوجه الجمع لو انتهينا منها فى خمس دقائق نريد ننتهى من هذه الأوجه أوجه سبعة ما أريد أن أبدأ بها فى الموعظة الآتية فاصبروا بعض الشىء إخوتى الكرام لأنها إذا انتهت معنا اليوم كان حتى فى نيتى أن نبدأ بشىء من الأمر الرابع الذى كما قلت التحصن من سبعة تخلية وبعد ثمانية تحلية خمسة عشر بعدد أبواب النار والجنة نتخلى عن سبع فلعل الله يحفظنا من أبواب جهنم السبعة ونفعل ثمانية لعله يمن علينا بدخول أبواب الجنة الثمانية نحصن أنفسنا فى الدنيا والآخرة فهذه هل تكلمنا على واحد منها لكن إذا ما أمكن فالأقل ننتهى من هذا المبحث.

ص: 24

الأمر الثانى: من أوجه الجمع النفى والإثبات فى حالتين مختلفتين كيف هذا فحديث لا عدوى لمن قوى يقينه وعظم توكله وتعلق قلبه بربه فلا يضره أن يخالط من..كما فعل خير العباد عليه الصلاة والسلام كل ثقة بالله وتوكلا عليه وكما فعلت أمنا الطاهرة المطهرة مع المجذوم الذى فى بيتها ينام على فراشها ويأكل فى صحافها وقوله فر هذا من أجل سد باب اعتقاد العدوى فالإنسان لا يباشر ما يكون سببا فى مرضه فإذا أصيب يثبت العدوى التى نفاها الشارع فيقع فى المحذور لا عدوى إذا كان يقينك قوى وخالطت المرضى لن تتأثر خالط إذا فى يقينك ضعف إذا خالطت فتقول هذا بسبب فلان يا عبد الله فر وأرح نفسك لئلا تقع فى الشرك فى العدوى وما معها من الطيرة التى نهينا عنها لا عدوى هذا لمن يقينه قوى عندك ضعف خذ بالرخصة والشارع أباح لك أن تبتعد عن المصاب الذى فى مرضه يعنى انتشار إلى غيره لا عدوى فى الأصل وإذا فى يقينك ضعف لك أن تفر وهذا الجواب الثانى قال به الإمام ابن خزيمة أيضا والطبرى وإليه ذهب الإمام الطحاوى فى شرح معانى الآثار فى الجزء الرابع صفحة سبع وثلاثمائة وعشر وثلاثمائة وذهب إليه الإمام ابن أبى جمرة وهو عبد الله ابن سعد ابن سعيد الأندلسى توفى سنة خمس وتسعين وستمائة وقيل تسع وتسعين وستمائة من بلاد الأندلس وذهب إلى مصر وقبر فيها وتوفى وكم حوت مصر من صالحين من بلاد الله جميعا يأتون إليها ويتوفون فيها رحمة الله على المسلمين أجمعين قال الإمام ابن كثير فى البداية والنهاية فة ترجمته فى الجزء الثالث عشر صفحة ست وأربعين وثلاثمائة فى البداية والنهاية وترجمه فى وفاة سنة خمس وتسعين وستمائة يقول كان قوالا بالحق أمارا بالمعروف نهائا عن المنكر واختصر صحيح البخارى سماه جمع النهاية فى بدء الخير والغاية والكتاب مطبوع على ما أحضرته على كل حال وشرحه هو فى أربعة أجزاء فى مجلدين كبيرين سماه بهجة النفوس وتحليها بمعرفة ما عليها وما لها هذا القول

ص: 25

الذى قاله ابن أبى جمرة موضوعه فى الجزء الرابع من بهجة النفوس لابن أبى جمرة صفحة واحدة وثلاثين ومائة فقال كما قلت النفى لمن قوى يقينه وذاك لمن ضعف يقينه ولا عدوى فى الحقيقة قال الحافظ ابن أبى جمرة وقد فعلهما النبى عليه الصلاة والسلام ليتأسى به كل من الطائفتين قال لذاك ارجع فقد بايعناك فحتى الإنسان أراد أن يبتعد لا يقال له يعنى أنت كفرت لا الأمر فيه سعة وقال لذاك كل ثقة بالله وتوكلا عليه وقال لا عدوى حتى لو أن الإنسان أكل لما نقول له عرضت نفسك للتلف فعل كلا من الأمرين من أجل أن يقتدى به الفريقان من قوى يقينه ومن يخشى على يقينه من الضعف إذا خالط المرضى وأصيب قول معتبر كالقول الأول.

ص: 26

القول الثالث إخوتى الكرام: قبل أن ننتقل للقول الثالث يدخل فى القول الثانى بعض الأحاديث التى فيها أيضا هذا التوجيه وهو أنه لا يوجد تشاؤم ولا طيرة ولا عدوى لكن أنت إذا يعنى تخوفت من شىء وخطر فى نفسك شىء ابتعد عنه وسلم نفسك ولا داعى أن تدخل نفسك فى ضيق وحرج مما يشهد لهذا أيضا لهذا الجمع ما ثبت فى كتاب الأدب المفرد للإمام البخارى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا والأثر رواه الإمام أبو داود فى السنن والبيهقى فى السنن الكبرى فى الجزء الثامن صفحة أربعين ومائة ورواه الإمام ابن قتيبة بسنده فى تأويل مختلف الحديث صفحة واحدة وسبعين والحديث فى جامع الأصول فى الجزء السابع صفحة أربعين وستمائة وإسناد الحديث حسن من رواية أنس ابن مالك رضى الله عنه وأرضاه قال قال رجل يا رسول الله عليه الصلاة والسلام إنا كنا فى دار كثر فيها عددنا وكثر فيها أموالنا فتحولنا إلى دار أخرى فقل فيها عددنا وقلت فيها أموالنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذروها فإنها ذميمة طيب هل هذا تشاؤم تطير لا لما كأن النبى عليه الصلاة والسلام يقول لهم هل البقاع كلها لله جل وعلا لكن أنتم بدأ يقع فى نفوسكم شىء من هذه الدار قلتم أموالنا كانت كثيرة لما جئنا لما افتقرنا عددنا كان كثيرا لما جئنا هنا مات أكثرنا فبدأتم هذه الديار كأنكم تقولون لها اعتبار هذه دار نحس يا عباد الله أريحوا أنفسكم ما أكثر الدور ذروها فإنها ذميمة ما دام هذا الاعتقاد عندكم اتركوها واذهبوا إلى غيرها خلاص افعلوا على حسب اعتقادكم ما هو مباح ولا داعى أن تتشاءموا وتقيموا فى هذا المكان قال الإمام ابن الأثير فى جامع الأصول أى مذمومة وإنما أمرهم بالتحول عنها إبطالا لما وقع فى نفوسهم من أن المكروه إنما أصابهم بسبب الدار وسكناها فإذا تحولوا عنها انقطعت مادة ذلك الوهم وزال ما خامرهم من الشبهة والوهم الفاسد والله أعلم وهذا حقيقة يعنى مجرد أحيانا بعض الإخوة يأخذ سيارة يجرى

ص: 27

حادث يجرى حادث يقول هذه مشأومة نقول يا عبد الله لا شؤم فيها لكن أنا أنصحك ومرارا وقلت دعها يا عبد الله واشترى غيرها وأنا أقول لكم عن نفسى عادتى خاصة بالنسبة للسيارات لو أخذتها ووجدت فيها مشكلة ليس من باب يعلم الله لا تشاؤم ولا تطير أقول ما أريد أن يكون معى شىء فيه مشاكل خلاص أتخلص منه وأستريح ما تعين على أن أكون مع هذه السيارة يعنى مشكلة مشكلة خلاص تخلص منها وخذ غيرها وأنت فى سعة هنا كذلك لا يوجد كما قلت شؤم فى هذه السيارة المسكينة جماد ما الشؤم الذى فيها ولا فى هذه الدار ولا فى هذه البقعة لكن أنت بدأ يقع فى نفسك هذا الوهم كل ما تدخل لهذه الدار يقول يا لطيف ستنزل عليه على قاصمة الظهر يا عبد الله خذ غيرها وإذا دخلت قل ما شاء هذه دار وسيعة فسيحة ما فيها لا ضر ونكد نعمة هذا مطلوب هذا كما قلت لكم هذا لحديث يشهد لهذا الجمع وهو الجمع الثانى أوليس كذلك وأيضا يدخل فى هذا الباب ما تقدم معنا حديث فروة ابن مسيك المرادى وتقدم معنا وهو فى سنن أبى داود والسنن الكبرى للإمام البيهقى تقدم معنا إخوتى الكرام حديث فروة ابن مسيك المرادى عندما قال للنبى عليه الصلاة والسلام عندنا أرض يقال لها أرض أبين هى أرض ريفنا وميرتنا وهى وبيئة أو قال وبائها شديد فقال له النبى عليه الصلاة والسلام دعها عنك فإن من القرف التلف وقلت معنى الحديث فإن التلف من القرف أى تصاب بالتلف والآفات والنكبات إذا قارفت أى اقتربت والقرف المقاربة من هذا المكان الذى ترى فيه وباء ترى فيه ما فيه من الضر إن من القرف التلف إن التلف من القرف كما تقدم هذا يدخل فى هذا المعنى وفى ذلك عدة أحاديث لو ذكرتها أيضا قبل أن ننتقل إلى القول الثالث حديث رواه الإمام البزار كما فى المجمع فى الجزء الخامس صفحة خمس ومائة من رواة عبد الله ابن عمر رضى الله عنهم أجمعين يدخل فى هذا المعنى وفى قوله ذروها فإنها ذميمة عن ابن عمر رضى الله عنهما أن قوما جاءوا

ص: 28

إلى النبى عليه الصلاة والسلام فقالوا يا رسول الله دخلنا هذه الدار ونحن ذو وفر فافتقرنا وكثير عددنا يعنى عندنا مال وفير فافتقرنا وكثير عددنا فقل عددنا وحسنة ذات بيننا فساء ذات بيننا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوها فهى ذميمة فقالوا يا رسول الله عليه الصلاة والسلام كيف ندعها قال بيعوها أو هبوها ليتهم يهبوها إذا الإنسان يتشائم من بيته فليحوله إلى بعض خلقه لهو عباده بيعوها أو هبوها لمن تريدون رواه البزار وقال أخطأ فيه صالح ابن أبى الأخضر والصواب أنه من مرسلات عبد الله ابن شداد أوليس كذلك قلت وصالح ضعيف يكتب حديثه وفيه أيضا فى الإسناد سعيد ابن سفيان ضغفه الإمام المدينى وذكره ابن حبان فى الثقات ونقل تضعيف المدينى له إخوتى الكرام أما صالح الذى يقول ضعيف ضعيف يعتبر به وهو من رجال أهل السنن الأربعة وتوفى بعد أربعين ومائة للهجرة وأما سعيد ابن سفيان هو سعيد ابن سفيان الجحدرى البصرى صدوق كما قال الحافظ ويخطأ وهو من رجال الإمام الترمذى وتوفى سنة أربع أو خمس بعد المائتين وقال الإمام ابن حجر فى التهذيب والتاريخ فى الجزء الرابع صفحة أربعين قال ابن حبان قال ممن يخطأ ونقل كلام ابن المدينى الذى يقول هنا الهيثمى ذكره فى الثقات ونقل كلام ابن المدينى فيه وقال إنه يخطأ لكن قول هنا الإمام البزار الصواب أنه من مرسلات عبد الله ابن شداد وهو عبد الله ابن شداد ابن الهاد انتبه أثره إذا كان من مرسلات عبد الله ابن شداد يعنى ليس هو من رواية ابن عمر وقد رواه من مرسل عبد الله ابن شداد البيهقى فى السنن الكبرى فى الجزء الثامن صفحة أربعين ومائة عن عبد الله ابن شداد ابن الهاد أن امرأة من الأنصار جاءت إلى نبينا المختار على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه فقالت سكنا دارنا هذه ونحن كثير فهلكنا وحسن ذات بيننا فساءت أخلاقنا وكثير أموالنا فافتقرنا قال أفلا تنتقلون عنها ذميمة قالت فكيف نصنع قال تبيعونها أو

ص: 29

تهبونها.

قال الإمام البيهقى هذا مرسل انتبه لتعليق الإمام ابن التركمانى فى الجوهر النقى على سنن البيهقى يقول عبد الله ابن الهاد ابن شداد يعنى لو لم يكن حتى الحديث من رواية عبد الله ابن عمر ليس بمرسل ولد على عهد النبى عليه الصلاة والسلام قال الإمام العجرى هو من كبار التابعين الثقات وهو معدود فى الفقهاء توفى سنة واحدة وثمانين فقط قبل المائة وحديثه مخرج فى الكتب الستة قال الإمام ابن التركمانى فى التعليق على سنن البيهقى هذه المرأة صحابية لأن امرأة من الأنصار جاءت إلى النبى عليه الصلاة والسلام وابن شداد وهو عبد الله ابن شداد ابن الهاد سمع من قدماء الصحابة كعمر وعلى ومعاذ وقوله إن فلانا قال كذا هو يقول أن امرأة من الأنصار كقولهم وقوله إن فلانا قال كذا كالعنعنة انتبه لهذا الفقه الدقيق عند جماهير أصحاب الحديث فالحديث مرفوع يعنى عندما يقول عبد الله ابن شداد ابن الهاد أن امرأة من الأنصار هو لا يحكى أنه وقع فحضر الواقعة بنفسه أن بمعنى عن وعليه بما أنه هو روى عن الصحابة الكبار كبار كعمر وعلى وغيرهما رضى الله عنهم أجمعين فإذن ما يريد هذه المرأة وعليه عبد الله ابن شداد ابن الهاد عن امرأة من الأنصار قالت فإذا كان الحديث عن عبد الله ابن عمر رضى الله عنه فالرفع ظاهر ولا انقطاع وإذا كان من رواية عبد الله ابن شداد فكذلك لأن قوله أن امرأة لا يفيد أنه حضر بنفسه وقد قرر أئمتنا أن صيغة أن بمعنى عن كالعنعنة فإذا قال عن امرأة من الأنصار لا يعنى أنه حضر وإلا سنحكم على جميع روايات التابعين بأنها مرسلة لأنه يقول عن ابن عمر أوليس كذلك لإذا قال أن ابن عمر قال أو عن ابن عمر أنه قال الأمر واحد وهنا عبد الله ابن شداد ابن الهاد يروى عن امرأة من الأنصار فالحديث متصل مرفوع وليس بمرسل.

ص: 30

هذا تحقيق الإمام ابن التركمانى فى الرد على الإمام البيهقى عليهم جميعا رحمة الله وعليه قول البزار هنا كقول البيهقى الصواب أنه من مرسلات عبد الله ابن شداد كيف من مرسلات عبد الله ابن شداد كما قلت وهو لو قال أن امرأة أو قوما جاءوا بمعنى عن أناس من الصحابة قالوا للنبى عليه الصلاة والسلام وعدم تسمية أعيان لا يضر بعد التحقق من أنهم صحابة وهناك امرأة صحابية والعلم عند الله جل وعلا هذا حديث للبزار وغيره كما قلت من رواية ابن عمر ومن رواية عبد الله ابن شداد وهو متصل وليس بمرسل.

ص: 31

حديث آخر رواه الطبرانى فى معجمه الكبير من رواية سهل ابن حارثة الأنصارى قال اشتكى قوم إلى النبى عليه الصلاة والسلام أنهم سكنوا دارا وهم عدد فقلوا فقال هلا تركتموها وهى ذميمة رواه الطبرانى فيه يعقوب ابن حميد ابن كاسب وثقه ابن حبان وغيره وضعفه جماعة إذن صار معنا عدة روايات رواية أنس التى تقدمت معنا ذروها فإنها ذميمة أوليس كذلك وبمعناها رواية فروة ابن نسيك إن من القرف التلف ورواية ابن عمر ورواية سهل ابن حارثة ورواية عبد الله ابن شداد أوليس صار خمس روايات فيها هذا المعنى وهى أن الإنسان يبتعد عن المكان الذى لا يرتاح إليه لا لوجود شؤم فيه فلا شؤم لا بالمكان ولا فيما تستعمله من حاجات مباحة إنما أنت إذا وقع فى خلدك وذهنك شىء نحو هذا فتخلص منه واسترح وانتهى الأمر وهنا كذلك لا عدوى والعدوى منتفية لمن قوى يقينه وعظم توكله على ربه وفر من المجذوم لمن ضعف يقينه وهنا هذه الدار بدأ يحصل فى قلوبكم ما يحصل هنا تتخلصوا منها والعلم عند الله جل وعلا ما أعلم العشاء قريب بقى معنا خمسة أقوال خمسة دقائق نعم على كل حال إخوتى الكرام بالنسبة لشهر رمضان المبارك نسأل الله أن يبلغنا دخول هذا الشهر الكريم وأن يمن علينا بصيامه وقيامه إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين ستكون الدروس فيه فى يوم السبت والأحد بعد صلاة الفجر فى هذا المسجد المبارك وفى يوم الأثنين بعد العصر جمعا بين المصلحتين لأن بعض الإخوة يريدون بعد الفجر وبعض الإخوة يريدون بعد العصر وبعض الإخوة عندهم ارتباط بعد العصر وهذا المسجد فيه دروس بعد العصر فى تحفيظ القرآن أوليس كذلك إلا يوم الإثنين فليس فيه درس الأحد فيه فدعونا نجمع هذا الأمر وهى أربعة أسابيع نسأل الله أن يتقبل منا السبت والأحد فقط استعينوا بالله سبت وأحد بعد الفجر إلى ساعة ونصف على أكثر تقدير بحيث نملؤ شريطا واحدا ويوم الإثنين بعد العصر إن أحيانا الله، وصلى الله على نبينا محمد وعلى جميع

ص: 32

الأنبياء والمرسلين وسلم تسليما كثيرا.

ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا اللم ارحمهم كما ربيونا صغارا اللهم اغفر لمشايخنا ولمن علمنا وتعلم منا اللهم أحسن لمن أحسن إلينا، اللهم اغفر لمن وقف هذا المكان المبارك اللهم اغفر لمن عبد الله فيه، اللهم اغفر لجيرانه من المسلمين اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وسلم تسليما كثيرا والحمد لله رب العالمين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ص: 33