المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌لآفات الرديةفي الشهوة الحسية - خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان - جـ ١٣٤

[عبد الرحيم الطحان]

الفصل: ‌لآفات الرديةفي الشهوة الحسية

ا‌

‌لآفات الردية

في الشهوة الحسية

(2)

(لقاء ديني)

للشيخ الدكتور

عبد الرحيم الطحان

الآفات الردية

في الشهوة الحسية (2)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين ورضى الله عن الصحابة الطيبين وعمن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا سهل علينا أمورنا وعلمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا يا أرحم الراحمين.

اللهم زدنا علما نافعا وعملا صالحا بفضلك ورحمتك يا أكرم الأكرمين.

سبحانك الله وبحمدك على حلمك بعد علمك سبحانك اللهم وبحمدك على عفوك بعد قدرتك، اللهم صل على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

أما بعد إخوتى الكرام..

لازلنا فى دراسة فصل مستطرد ضمن مباحث النبوة وقد دخلنا فيه وعلقناه كما فى دخلنا فى مباحث سنن الترمذى فى بحث أيضا مستطرد ضمن مباحث الترمذى فيما يتعلق بالجن عند قول النبى عليه الصلاة والسلام لا تستنجوا بالروث ولا بالعظم لفإنه زاد إخوانكم من الجن عند هذا الحديث كنت أظن أننا سننهى الكلام على الجن بموعظتين أو بثلاث مواعظ فلعل الأمر سيأخذ منا أكثر من عشر مواعظ وهكذا فى مبحث النبوة دخلنا فى هذا المبحث كما قلت المستطرد وشاء الله له أن يطول وعلى كل حال نحن إن شاء الله نتدارس أحكاما شرعية على أى نوع كانت المباحث.

إخوتى الكرام: الذى جرنا إلى هذا المبحث خلق نبينا عليه الصلاة والسلام وقد تقدم معنا أن الأمور التى يعرف بها صدق النبى والرسول على نبينا وعلى أنبياء الله ورسله جميعا صلوات وسلامه أربعة أمور.

ص: 1

أولها: النظر إلى النبى عليه الصلاة والسلام فى نفسه وخلقه وثانيها النظر إلى دعوة النبى عليه الصلاة والسلام ورسالته التى بعث بها وثالث الأمور النظر فى المعجزات التى أيد الله بها رسله خير البريات على نبينا وعليهم جميعا صلوات الله وسلامه ورابعها تأمل حال أصحابه فهم صورة لشيخهم لنبيهم الذى رباهم على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه وقد شرعنا فى مدارسة الأمر الأول منها النظر إلى النبى عليه الصلاة والسلام فى نفسه فى خلقه وخلقه وقد انتهينا من مدارسة الشق الأول المتعلق بخلق النبى عليه الصلاة والسلام ودخلنا بعد ذلك فى الشق الثانى من الأمر الأول من التى يعرف بها صدق النبى والرسول على نبينا وأنبياء الله ورسله جميعا صلاته وسلامه.

ص: 2

الأمر الثانى: كما قلت الشق الثانى خلق النبى عليه الصلاة والسلام وقلت إن خلق النبى عليه الصلاة والسلام ينقسم إلى قسمين إلى خلق مع الخلق وإلى خلق مع الحق أما خلقه مع الخلق فتقدم معنا له سبعة أنواع وأقسام خلقه عليه الصلاة والسلام مع أهله الكرام خلقه عليه الصلاة والسلام مع أصحابه والمؤمنين به من أمته خلقه عليه الصلاة والسلام مع الملائكة الكرام على نبينا وعليهم جميعا صلوات الله وسلامه خلقه عليه الصلاة والسلام مع أعدائه من شياطين الإنس خامسها خلقه عليه الصلاة والسلام مع أعدائه من شياطين الجن سادسها خلقه عليه الصلاة والسلام مع الحيوانات العجماوات سابعها خلقه عليه الصلاة والسلام مع الجمادات الصامتات وأول هذه الأمور السبعة خلقه عليه الصلاة والسلام مع أهله الكرام على نبينا وعليهم جميعا صلوات الله وسلامه على آل بيته صلوات الله وسلامه بعد أن انتهينا من مدارسة خلق نبينا عليه الصلاة والسلام مع أهله الكرام قلت ينبغى أن نتعرف على أمهاتنا أزواج نبينا على نبينا وعليهن صلوات الله وسلامه وقلت هذا يدعونا قبل أن نتعرف عليهن ونتدارس ترجمة موجزة لهن قبل هذا ينبغى أن نتكلم على حكمة التعدد التى خص الله بها نيبه عليه الصلاة والسلام زيادة على ما أباح لهذه الأمة وينبغى أن نتكلم على حكمة التعدد فى الأمة وينبغى أن تكلم على مقاصد النكاح بوجه عام وقلت هذه الأمور الثلاثة يندرج تحتها خمس وعشرون حكمة خمس حكم لمقاصد النكاح العامة وعشر حكم للتعدد فى حق الأمة وعشر حكم للتعدد فى حق نبينا عليه الصلاة والسلام.

ص: 3

أما مقاصد النكاح العامة وكنا نتدارسها ومن مشروعيته أولهاكما تقدم معنا تحصين النفس البشرية من كل آفة ردية حسية أو معنوية وثانيها إنجاب الذرية التى تعبد وتوحد رب البرية

الأمور المالية والحكمة الرابعة تذكر لذة الآخرة وكنا نتدارس ما يتعلق بالحكمة الخامسة كما تقدم معنا مرارا ارتفاق كل من الزوجين بصاحبه وبأهل صاحبه من أهله وعشيرته هذه الحكم الخمسة كنا فى الحكمة الرابعة وهى تذكر لذة الآخرة قلت هذه الحكمة لا بد لها من تمهيد لنتكلم عليها هذا التمهيد بدأته إخوتى الكرام فى الموعطة الماضية أعظم الشهوات الحسية عند المخلوقات شهوة النكاح وقضية الجنس فهى إذن أعظم الشهوات عند المخلوقات ومع عظمها وتعلق النفوس بها قلت فيها آفات وآفات فإذا كانت هذه الشهوة فى هذه الحياة فيها تلك الآفات وتتعلق بها نفوس المخلوقات فمن باب أولى ينبغى أن تتعلق أن تتعلق همتنا بهذه الشهوة التى تكون فى جنة ربنا وليس فيها آفة من الآفات التى سأذكرها فى هذه الشهوة الجنسية فى الحياة الدنيوية وبضدها تتميز الأشياء وكنا إخوتى الكرام نتدارس الآفات التى تكون فى شهوة النكاح فى هذه الحياة غالب ظنى أننى ذكرت خمس آفات أكملها بخمس آفات أخرى توجد فى شهوة النكاح فى هذه الحياة لا يوجد شىء منها فى شهوة النكاح التى سيحصلها المؤمنون فى نعيم الجنات الآفة الأولى تقدم معنا الكلام عليها وتقريرها قلت صورة النكاح فى هذه الحياة ممتهنة ثانيها قلت لا تحصل هذه الشهوة ولا يمكن أن يحصلها الإنسان إلا بتعب وجهد ونصب ثالثها يترتب تعب عليه وعلى زوجه كل منهما يتعب ولذلك يجهد الإنسان زوجه ويجتهد ويجهد نفسه عندما يقوم بقضاء تلك الشهوة رابعها كما تقدم معنا لا تطيب إلا عند الحاجة إليها فإذا فقد الإنسان الا حتياج إليها لا يفكر بها ولا تخطر على باله ولذلك الصغير لا يشعر بها وهكذا الهرم وهكذا وهكذا وقلت هذا من منغصات الشهوة ومن مكدراتها ومن وجود النقص

ص: 4

والآفات فيها أنك لا تشتهيها إلا إذا احتجت إليها إذن هى شهوة ليست كاملة والآفة الخامسة وهى آخر ما ذكرت من الآفات وسأتبعها بالآفات التى بعدها إن شاء الله.

قلت إن حقيقة شهوة الجنس فى هذه الحياة كما هو الحال فى سائر المشتهيات الحقيقة دفع ألم بألم والتخلص من تعب بتعب هذه هى شهوات الدنيا والأمر كما قال القائل:

أصبحت فى دار البليات

أدفع آفات لآفاتج

ولذلك لا يوجد فى هذه الحياة شهوة خالصة من جميع الوجوه وبكل الاعتبارات إلا الإيمان بالله إلا ذكر الله إلا محبة الله جل وعلا أما الشهوات الأخرى ففيها نغص ونكد قبل تناولها وعند تناولها وبعد تناولها وكنت بينت ما فى شهوة الطعام من نقص وامتهان فى مباحث سنن الترمذى وهنا شهوة الجنس أيضا كما قلت إننا نتخلص من ألم بألم وندفع تعبا بتعب فليس إذن هى لذة خالصة ولذات الدنيا كما قال أئمتنا هى كلذة الأجرب عندما يحك جلده فإذا حك الجلد خدش الجلد وسال الدم يتلذذ لكن بما يؤذيه الأجرب لا يصبر عن الحك يحك وترى الدم يسيل من جلده يتلذذ بحكه لنفسه ويؤذى نفسه ويخدش جلده ويخمش وجهه ويسيل الدم من جسمه وهو يتلذذ وهكذا الشهوات الدنيوية بأسرها بلا استثناء هى كلذة الحك عند الأجرب يلتذ بالحك لكن هل هذا لذة حقيقية لا يتلذذ بما يتأذى به وهذه شهوات الدنيا كلها وهذه هى دار النقص ودار البلاء ودار الآفات ولا عيش إلا عيش الآخرة ولو كان هناك شهوة واحدة كاملة لربما ركن الناس إليها وقالوا يوجد شهوة كاملة نتمتع بها من جميع الوجوه لا لا يوجد فى هذه الحياة شهوة كاملة خالصة لا يوجد إنما الشهوات الكاملة التى فيها نقص بوجه من الوجوه فى الدار التى من دخلها لا يمسه فيها نصب ولا يخرج منها نسأل الله أن يمن علينا برضوانه وبدار كرامته إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين.

ص: 5

الآفة السادسة إخوتى الكرام: من آفات شهوة الجنس شهوة التمتع بما أحل الله من النساء من الآفات فى هذه الحياة أن النفس لا تشبع منها ولا تقنع بما عندها مع أنه ما عندها يكفيها ويزيد على حاجتها يعنى عنده زوجة يريد ثانية تزوج ثانية يريد ثالثة تزوج ثالثة يريد رابعة طيب بعد يقول أريد النفس البشرية طبيعتها لو كان فى حوزتها جميع نساء الدنيا إلا واحدة فقط لقال أريد تلك الواحدة جميع نساء الدنيا بلا استثناء هن فى حوزته وفى عصمته وتحت رغبته إلا واحدة يقول أريد تلك ماذا عندها ما أعلم لعل حاجتى عندها يا عبد الله ما عند تلك عند هذه ما عند هذه عند هذه لكن هذه النفس البشرية إذن النفس البشرية لا تشبع من هذا مع أنه تكفيها منها شىء قليل يكفيه منها لكن هكذا النفس البشرية تتطلع كما قلت ولا غرو فى ذلك ولا عجب هذه الدار هى دار النقص وهى دار الذل وهى دار الحاجة وهى دار الفقر وهى دار الجشع ولذلك النفس تصاب بهذه الآفات نحو هذه الشهوة ونحو غيرها كما لو أنه لو ملك واديا من ذهب لأحب ثانيا طيب يا عبد الله الوادى يكفيك ويكفى ذريتك إلى عشرة قرون وادى من ذهب يريد ثانيا ولو كان عنده واد ثان لابتغى ثالثا ولو أعطيته ثلاثين لطلب الزيادة ولا يملأ جوفه إلا التراب ويتوب الله على من تاب وهنا كذلك شهوة كما قلت مع ما فيها من الآفات فيها هذه الآفة أن الإنسان لا يقنع منها ويتطلع ونفسه تزهد فيما يملكه وتتطلع إلى ما لا تملكه ولا يقنع يعنى من هذه الشهوة بما يكفيه إلا الكيس الفطن العاقل اللبيب وهم قليل قليل الذين حالهم كما قال الله {والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون} وأما أكثر الناس فحاله أن يتمتع من هنا وهناك ولا يقنع بما يحصل من واحدة إلى أربع وهذا كما قلت حال هذه الحياة.

وليس العجب ممن هلك كيف هلك

إنما العجب ممن نجا كيف نجا

ص: 6

ومن حماقة الإنسان أن يتعلق بغير ما عنده مع أن ما عنده يسد مسد ما يتعلق به بل ربما كان ما عنده أفضل بكثير مما ليس عنده لكن دار النقص وهذه النفس كما قلت فيها النقص وفيها الفقر لذلك تتطلع إلى غير ما تملك من المشتهيات مع أن ما تملكه كما قلت يكفى النفس ويزيد عليها والسبب فى هذا قصور عقل الإنسان ونظره إلى الظاهر وعدم وصوله إلى حقيقة الأمر إلى الأمر الباطل والإمام ابن الجوزى عليه رحمة الله له نحو هذا الأمر توجيهات ونصائح سديدة ذكرها فى كتابه صيد الخاطر فمنها ما ذكره فى صفحة واحدة وستين ومائتين يقرر فيه شأن العاقل وشأن الحمقى فيقول تحت عنوان من عرف النساء رضى بزوجته يقول أكثر شهوات الحس النساء وقد يرى الإنسان امرأة فى ثيابها فيتخايل له أنها أحسن من زوجته أو يتصور بفكره المستحسنات وفكره لا ينظر إلا إلى الحسن من المرأة فقط فيسعى فى التزوج والتسرى فإذا حصل له مراده لم يزل ينظر فى عيوب الحاصل التى ما كان يتفكر فيها فيمل ويطلب شيئا آخر ولا يدرى أن حصول أغراضه فى الظاهر ربما اشتمل على محن منها أن تكون الثانية لا دين لها أو لا عقل لها أو لا محبة لها أو لا تدبير لها فيفوت أكثر مما حصل وهذا المعنى هو الذى أوقع الزناة فى الفواحش لأنهم يجالسون المرأة حال استتار عيوبها عنهم وظهور محاسنها فتلذهم تلك الساعة هذه الساعة يعنى تدخل على نفسهم اللذة عندما جالسها من حيث الظاهر دون أن يسبر غورها وأن يعرف حقيقتها ثم ينتقلون إلى أخرى فليعلم العاقل ألا سبيل إلى حصول مراد تام كما يريد ما دام فى هذه الحياة لا يمكن أن يحصل ما يريد، ما يريد هذا لا يكون إلا فى دار كرامة الله لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد.

ص: 7

يقول الإمام ابن الجوزى وما عيب نساء الدنيا بأحسن من قوله عز جل {ولهم فيها أزواج مطهرة} وذو الأنفة يأنف من الوسخ صورة وعيب الخلق معنى فليقنع لما باطنه الدين وظاهره الستر والقناعة فإنه يعيش مرفه السر طيب القلب ومتى استكثر فإنما يستكثر من شغل قلبه ورقة دينه إذن هذا حقيقة من آفة هذه الشهوة أنه عندك ما يكفيك ويسد حاجتك وأنت مع ذلك تتطلع إلى شىء آخر ربما كان أنزل مما عندك وذكر نحو هذا فى صفحة ثمانين ومائتين تحت عنوان لذات الدنيا مشوبة بنغص ثم قال عليه رحمة الله إن النفس لا تقف على حد بل تروم من اللذات ما لا منتهى له وكلما حصل له غرض برد عندها وطلبت سواها هذا الغرض الذى كان عنده حرارة فى طلبه وحصله إذا حصل عنده برد طلبه وفتر يريد شيئا آخر فيفضى العمر فيفنى العمر ويضعف البدن ويقع النقص ويرق الجاه ولا يحصل المراد وليس فى الدنيا أشد بلاهة ممن يطلب النهاية فى لذات الدنيا وليس فى الدنيا على الحقيقة لذة إنما هى راحة من مؤلم يدفع بلية ببلية يتخلص من ألم بألم فالسعيد من إذا حصلت له امرأة أو جارية فمال إليها ومالت إليه وعلم سترها ودينها أن يعقد الخنصر على صحبتها وأكثر أسباب دوام محبتها ألا يطلق بصره فمتى أطلق بصره أو أطمع نفسه فى غيرها فإن الطمع فى الجديد ينغص الخلق خلقه وينغص الخلق أى القديم الذى عنده من زوجة قديمة وينقص المخالطة ويستر عيوب الخارج فتميل النفس إلى المشاهد الغريب ويتكدر العيش مع الحاضر القريب كما قال الشاعر:

والمرء ما دام ذا عين يقلبها

فى أعين الناس موقوف على الخطر

يسر مقلته ما ضر مهجته

لا مرحبا بسرور عاد بالضرر

فى أعين العلم موقوف على الخطر

ص: 8

طيب حصل الثانية ما النتيجة ثم تصير الثانية كالأولى وتطلب النفس الثانية ثالثة وليس لهذا آخر بل الغض عن المشتهيات ويأس النفوس من طلب المستحسنات يطيب العيش مع المعاشر مع من يعاشره وتعاشره ومن لم يقبل هذا النصح تعسر فى طريق الهوى وهلك على البارد وربما سعى لنفسه فى الهلاك العاجل أو فى العار الحاضر فإن كثيرا من المستحسنات لسن بصينات ولا يفى التمتع بهن بالعار الحاصل ومنهن المبذرات فى المال ومنهن المبغضة للزوج وهو يحبها كعابد صنم إلى آخر كلامه فى هذا الأمر إذن هذا من آفة هذه الشهوة أن النفس لا تقنع بما يكفيها وهى فقيرة تريد المزيد وفى ذلك إضرار عليها فى هذه الحياة وإضرار أيضا لها بعد الممات والإمام ابن الجوزى يقرر هذا أيضا فى كتابه ذم الهوى فى صفحة اثنتين وخمسين وستمائة وهكذا الإمام ابن القيم الجوزية فى كتابه روضة المحبين وهو كذم الهوى لكن الهوى إذا صرف فى الحلال فحقيقة مباح وروضة وإذا صرفته فى غير ذلك فيذم وتمنع منه فذاك نظر إلى جانب وهذا إلى جانب فذاك سمى كتابه ذم الهوى وهنا هوى مباح فسماه روضة المحبين يذكر الإمام ابن الجوزى وبعده الإمام ابن القيم عليهم جميعا رحمة الله فى هذا الكتاب فى ترجمة الخليفة المتوكل حقيقة أمرا عجيبا والمتوكل هو جعفر ابن المعتصم توفى سنة سبع وأربعين ومائتين للهجرة ومن الغريب أنه مات مقتولا قتله أعوانه بتآمر مع ولده المستنصر ثم بعد أن تآمر مع أعوان أبيه على قتل أبيه دبر هؤلاء مكيدة فقتلوا الابن فكان يقول لأمه وقد قتل بعد أبيه بخمسة أشهر ونصف خسرت الدنيا والآخرة تعجلت قتل أبى فقتلت المستنصر يتآمر على قتل أبيه الخليفة المتوكل انظر فى حال المتوكل يقول الإمام ابن الجوزى خرج مرة وهو واجم أى ساكت كأنه مشدوه فقال له وزيره ما لك عليك علامة الحيرة والدهشة ووضعك ليس بطبيعى قال فى الدار عشرون ومائة جارية ما فيهن واحدة تطلبها نفسى عنده من الجوارى مائة وعشرون من الغيب

ص: 9

الحسان يقول نفسى ملتهن ما تتطلع إلى واحدة من هؤلاء تريد شيئا آخر شيئا غريبا هذا حقيقة من علامة النقص فى هذه الشهوة وكما قلت لو كان النساء كلهن فى عصمتك إلا واحدة لقلت أريد تلك الواحدة ماذا عندها مائة وعشرون ثم بعد ذلك يفكر فى إرواء شهوته يقول نفسى لا تميل إلى واحدة من هؤلاء هذا حقيقة من الآفة التى فى هذه الشهوة فى هذه الحياة والسبب فى ذلك إخوتى الكرام أن عين الهوى عوراء ولو كان الذى يهوى يبصر لقنع بواحدة وإذا أراد أن يتوسع فأحل الله له ثانية وثالثة ورابع وقف عند الحد وانتهى لكن عين الهوى عوراء يرى المستحسنات ولا يعلم ما فيهن بعد ذلك من آفات وبليات فيريد أن يعدد وأن يجدد وفى ذلك حتفه وهلاكه فى العاجل والآجل وكما قلت هذا من النقص الذى فى هذه الشهوة وجميع الشهوات فى هذه الحياة لا يخرجن عن هذا الوصف ألا وهو النقص يقول الإمام ابن الجوزى عليه رحمة الله فى ذم الهوى صفحة ثلاث وخمسين وستمائة فى علاج هذا الأمر فى علاج الهوى الذى يدعو صاحبه إلى أن ينظر بعين واحدة ويغمض الأخرى يقول له يقول ومما يداوى به إذا أردت أن تداوى هواك ومما يداوى به الباطل أنت تفكر أن محبوبك ليس كما فى نفسك فأنت تنظر إلى شىء والواقع بخلافه فاعمل فكرك فى عيوبه تسلو عنه إذا تفكرت فيما عنده من عيوب زهدت فيه إن الآدمى محشو بالأنجاس والأقذار وإنما يرى العاشق معشوقه فى حال الكمال ولا يصور له الهوى عيبا لأن الحقائق لا تنكشف إلا مع الاعتدال وسلطان الهوى حاكم جائر يغطى المعايب فيرى العاشق القبيح من معشوقه حسنا وبهذا السبب يعرض الإنسان عن زوجته ويؤثر عليها الأجنبية وقد تكون الزوجة أحسن من الأجنبية والسبب أن عيوب الأجنبية لم تبن له قود تكشفها المخالطة ولذلك إذا خالط هذه المحبوبة الجديدة وكشفت له المخالطة ما كان مستورا مل وطلب أخرى إلى ما لا نهاية ثم نقل عن سيدنا عبد الله ابن مسعود رضى الله عنه وأرضاه أنه قال إذا أعجبت

ص: 10

أحدكم المرأة فيذكر مناتنها ما فيها من نتن من بول وغائط وحيض ونفاس ومخاط وبصاق أذكر هذه المناتن نفسك تزهد فيها.

ومرة اغتصب بعض الفجار امرأة وأرادوا الاعتداء عليها فمن خوفها تغوطت فى ثيابها فتركوها وهربوا عنها شاردين من النتن وكريه الرائحة التى فاحت منها إذا أعجبت أحدكم المرأة عجبته المرأة فليذكر مناتنها ثم نقل عن امرأة عفيفة صينة صالحة أن بعض الغواة تعرض لها وراودها فقلت ويحك تعلم ما هنالك هنالك بالوعة وأنت تريد أن تبول فيها هى أنتن من الكنيف تعلم ما هنالك يعنى أسرتك هذه الشهوة أنت ما تعلم ما يوجد فى ذلك المكان استحى يا عبد الله من نفسك هذا أمر عن طريق الحلال يطلب مع ما فيه من نقص لما ترتب عليه من خيرات وفضائل أما بعد ذلك تعلق همتك بهذا الأمر وتجعله غاية وإن كان من الحرام أما تعلم ما هنالك هذه بالوعة أنتن من الكنيف أما يردعك هذا عن همتك الدنيئة إذا أعجبت أحدكم المرأة فليذكر مناتنها.

ص: 11

حقيقة إخوتى الكرام: هذا علاج لمن ينظر بعين واحدة وكما قلت نساء الدنيا فيهن ما فيهن وفينا كذلك ولذلك هذا الكلام موجه للنساء أيضا فإذا أعجبها الرجل فلتذكر مناتنه يعنى لا تظن أن المرأة فيها نتن والرجل ليس كذلك الآدمى محشو بالأقذار والأنجاس وأوله كما قال أئمتنا نطفة مذرة وآخره جيفة قذرة وهو بينهما يحمل فى جوفه العذرة ابن آدم تأمل حالك وحال غيرك تغسل الخراءة فى اليوم بيدك مرتين فقف عند حدك وعلق قلبك بربك جل وعلا وإياك وهذه الشهوات الحسيات الزائلات فإن تيسرت عن طريق الحلال لما يترتب عليها من خير تناولتها بالصفة الشرعية وإلا فعندك فيها ما يزهدك فيها هذا عدا عما بعد ذلك عند الله من الوعد والوعيد والترغيب والترهيب هذا هى الشهوة بنفسها لو تأملتها لزهدت فيها ووالله لولا ما يترتب عليها من طيب الخصال لأعرض عنها عقلاء الرجال لولا أن هذه الشهوة هى الطريق لإنجاب الذرية هى أيضا تذكر باللذة العظيمة التى سينالها الموحدون بجوار الحى القيوم فى دار كرامته لأعرض العاقل عنها يقول هذه فيها ما يدعو إلى الإعراض عنها إذن هذا من آفاتها النفس لا تشبع منها وعندها ما يكفيها يعنى هى الواحدة تكفى وتكفى أمثاله معه وتراه يتطلع يا عبد الله اتق ربك وعلق همتك بما عند الله جل وعلا.

ص: 12

الآفة السابعة: فى آفات الشهوة الجنسية فى هذه الحياة إخوتى الكرام هذه الشهوة محفوفة بالأخطار يترتب عليها حسب العباد وينتج منها فساد الزوجة والأولاد وكم من إنسان ذبح من أجل زوجته، زوجته جميلة وأرادوا الاعتداء عليها فذبحوه وكم من إنسان ذبحته زوجته الفاسدة وولده الفاسد كم فهى إذا فعلت عن طريق حلال محفوفة بالأخطار مع أنها عن طريق حلال كما قلت تبتلى بحسد من قبل الناس عنده زوجة جميلة يحسد ويتآمرون على قتله وسيأتينا أن حاكم مصر أراد قتل خليل الرحمن إبراهيم على نبيناو عليه صلوات الله وسلامه من أجل زوجته سارة فتخلص إبراهيم على نبيناو عليه صلوات الله وسلامه من ذلك بقوله إنها أختى شأنك بها لست أنا بزوجها لا كما سيأتينا والحديث فى الصحيحين قال إنها أختى وإذا أردتها خذها أما إذا كانت زوجة ذاك لا بد من أن يقتل زوجها ليتمتع بها بعد ذلك قال أختى سآخذها خذها والله جل وعلا سيحول بينك وبينها إنما إذا قال زوجتى قبل أن يأخذها سيبطش به والسبب فى تطلع الملك إليها السبب عندما دخلت إلى بلاد مصر جاءه أعوانه قالوا دخلت امرأة جميلة وضيئة لا تصلح إلا أن تكون لك هى مع إنسان دونك أنت الملك ينبغى أن تكون هذه المرأة الجميلة عندك وسيأتينا الحديث فى ذلك وهكذا بعد ذلك فساد الزوجة والأولاد إذن شهوة محفوفة بالأخطار أما كما قلت الحسد الذى يتعرض له صاحب الزوجة الجميلة من قبل الأشرار بسبب ما فى زوجته من حسن وجمال فهذا واقع فى جميع الأعصار وكما قلت حصل لخليل الرحمن إبراهيم على نبينا وعليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وقد نجا الله خليله وزوجه من المكيدة التى دبرت لهما.

ص: 13

ثبت الحديث بذلك فى المسند والصحيحين ورواه أبو داود فى سننه والإمام الترمذى فى سننه وهو من أعلى الأحاديث درجة وصحة فهو فى الصحيحين كما قلت والحديث من رواية أبى هريرة رضى الله عنه وأرضاه وفيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكذب إبراهيم النبى على نبيناو عليه الصلاة والسلام قط إلا ثلاث كذبات ثنتين فى ذات الله وفى بعض الروايات كلها فى ذات الله يماثل أى يجادل بها عن دين الله وإنما قال ثنتين فى هذه الرواية لأن الثالثة زوجته سارة قد يظن أن له تعلق بها ومن أجل مصلحته دفع ما دفع وقال ما قال إنما الأمر أيضا من أجل الله وفى ذات الله والكلام إخوتى الكرام وسيلة إلى المقاصد وإذا كان لا يتوصل إلى المقصود إلا بالكذب تعين الكذب وإذا كان المقصود واجبا ولا يمكن أن تصل إليه إلا بالكذب تعين أن تكذب ولا حرج عليك فى ذلك فإذا هرب مظلوم من ظالم وجاء الظالم وبيده سكين يريد أن يقتله والمظلوم عندك فى البيت قال أين فلان تقول ما رأيته ما دخل بيتك ما دخل بيتى ولا أعرفه ولا يعرفنى وهذا واجب عليك ولو أردت أن تتصف بالورع البارد وتقول الكذب حرام تقول دخل إلى بيتى وهو فى الحجرة الفلانية ودخل فقتله فأنت شريكه فى القتل يجب عليك أن تكذب نعم إذا أمكن أن تورى هذا أحسن وأن تفهم المخاطب شيئا وأنت تريد شيئا كما قال علماء اللغة والكلام أوسع من أن يكذب ظريفة تقول ما رأيته أى ما ضربت رأته وهو يفهم منك ما رأيته بعينيك هذا موضوع آخر على كل حال قوله إنى سقيم عندما ذهبوا إلى عيدهم وعبادتهم غير ربهم إنى سقيم وقوله بل فعله كبيرهم هذا محل الشاهد وواحدة فى شأن سارة فإنه قدم أرض جبار وهى أرض مصر ومعه سارة وكانت أحسن الناس هذه هى محل3646هى لو كانت زوجة عادية لما تطلع هذا الملك إليها وكانت أحسن الناس فقال لها إن هذا الجبار إن يعلم أنك امرأتى يغلبنى عليك فإن سألك فأخبريه أنك أختى فإنك أختى فى الإسلام فإنى لا أعلم فى الأرض

ص: 14

مسلما غيرى وغيرك فلما دخل أرضه رآها بعض أهل الجبار فأتاه فقال لقد قدم أرضك امرأة لا ينبغى لها أن تكون إلا لك فأرسل إليها فأتى بها فقام إبراهيم على نبيناو عليه صلوات الله وسلامه إلى الصلاة فلما دخلت عليه لم يتمالك أن بسط يده إليها هذا الجبار فقبضت يده قبضة شديدة فقال لها قبضت يدك ووقفت وشلت وما استطاعت أن تتحرك لما مد قبضت وشلت ويبست اليد فليس فيها حركة فقال لها ادعى الله أن يطلق يدى ولا أضرك ففعلت فعاد فقبضت أشد من القبضة الأولى فقال لها مثل ذلك ففعلت فعاد فقبضت أشد من القبضتين الأوليين فقال ادعى الله أى يطلق يدى فلك الله ألا أضرك ففعلت وأطلقت يده ودعا الذى جاء بها فقال له إنك إنما جئتنى بشيطان ولم تأتنى بإنسان فأخرجها من أرضى وأعطها هاجر أمة خادمة قال فأقبلت تمشى فلما رآها خليل الرحمن إبراهيم على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه انصرف فقال لها مهيم أى ما أمرك وما حالك وما شأنك وماذا جرى قالت خيرا قالت كف الله يد الفاجر وأخدم خادما قال أبو هريرة فتلك أمكم يا بنى ماء السماء وكما قلت الحديث فى الصحيحين وغيرهما:

إخوتى الكرام: سأذكر بعض الروايات الأخرى لهذا الحديث إنما هنا خليل الرحمن إبرهيم على نبينا وعليه أفضل الصلاة وأتم التسليم كيف أعطى زوجته إلى هذا الجبار وأيضا تخلص أن يقول إنها أختى هذه أختى كيف هذا.

ص: 15

إخوتى الكرام: هو على يقين أن الله جل وعلا سيحفظ زوجة نبيه الكريم زوجة خليله إبراهيم محفوظ فإذا كان الأمر كذلك لا داعى أن يعرض نفسه للخطر أن يدخل مع الجبار فى مشكلة ومشاكلة لا داعى هذه محفوظة ولن تصل يد الجبار إليها وورد فى بعض الآثار أن الله جعل القصر كالقارورة الصافية فكان إبراهيم يراهما ويسمع كلامهما وهو يصلى ويناجى ربه وهى أيضا مع الجبار لكن أمامه كأنها قارورة زجاجة صافية يراهما أيضا ويسمع حتى يطمئن تمام الاطمئنان لو أيضا ما رأى وما سمع لربما قالت ما فعلت شيئا ويقع فى نفسه ما يقع فى نفوس البشرية إذن اعلم هذه مصونة محفوظة وهذه زوجة نبى وتقدم معنا أن نساء الأنبياء يصن عن الفواحش وإذا كانت لا تزنى زوجة النبى باختيارها فلا يمكن أن يقع الزنى أيضا بها باضطرارها والله يصونها من هذه الفاحشة فى الحالتين لا باختيار ولا باضطرار لا يمكن أن تقع منها كرامة لنبيها لزوجها للنبى على نبينا وأنبياء الله جميعا صلوات الله وسلامه فهو مطمئن إذن قال أنا أخ لها وهى أختى لينجو بنفسه وتلك ناجية ما عنده شك فى ذلك وهذا إخوتى الكرام هو الجواب المعتمد فى هذه يعنى الحادثة وما قيل إن خليل الرحمن إبراهيم هى أختى لأنه كان فى دين الملك أحق الناس بالمرأة أخوها وعليه هى أختى وأنا سأتزوجها فلا تقربها أنت لأن الأخ أولى بها من غيرها فقيل كان الملك يرى نكاح المحارم وأراد خليل الرحمن إبراهيم أن يقول إنها أختى من أجل أن يمنع الملك عنها لأنه لو علم أن هذه المرأة أخت لهذا الإنسان يقول هو أولى بها فلا داعى أن نعتدى عليها لكن هذا فى الحقيقة غير سليم لم لأن هذا الجبار إن أراد عن طريق النكاح يمكن أن يقال هذا لكن هو لا يريدها عن طريق النكاح يريدها عن طريق السفاح فلا يمنعه مانع سواء كان الذى معها أخ لها وسيتزوجها أو كان زوج وليس بأخ سيقتله إذن كما قلت الجواب الأول هو المعتمد خلص نفسه وهو ضامن كما قلت خلاص زوجه سارة.

ص: 16

السبب كما قلت فيما حصل له فى هذه المحنة حسن سارة وجمالها رضى الله عنها وأرضاها ولوكانت كسائر النساء لما تعرض لها الجبار ولما ذهبت إلى تلك المجنة وله فى أخرى أى لأبى هريرة رضى الله عنه فى رواية أخرى مسندة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هاجر إبراهيم على نبيناو عليه الصلاة والسلام بسارة فدخل بها قرية فيها ملك من الملوك أو جبار من الجبابرة قيل لها دخل إبراهيم فقيل له دخل إبراهيم بامرأة هى من أحسن النساء.

وفى بعض الروايات قالوا له إن ها هنا رجلا معه امرأة من أحسن الناس فأرسل إليه أن يا إبراهيم من هذه التى معك قال أختى ثم رجع إليها فقال لها لا تقرى بحديثى فإنى أخبرتهم أنك أختى والله إن على الأرض يعنى ما على الأرض مؤمن غيرى وغيرك فأرسل بها إليه فقام إليها فقامت توضأ وتصلى فقالت اللهم إن كنت آمنت بك وبرسولك وأحصنت فرجى إلا على زوجى فلا تسلط على يد الكافر فغط حتى ركض برجله غط أخذه الغطيط وهو الصراع أى صرع والغيبوبة ركض برجله بدأ يفحص برجليه ويضطرب كأنه مخنوق فقالت اللهم إن يمت يقال هى قتلته يعنى لا أريد أن يموت يمتنع منى لا أريد أن يموت وإلا نقع فى مشكلة أخرى مع أنواعه وزبانيته فأرسل ثم قام إليها فقامت توضأ وتصلى وتقول اللهم إن كنت آمنت بك وبرسولك وأحصنت فرجى فلا تسلط على هذا الكافر فغط حتى ركض برجله قال أبو هريرة فقالت اللهم إن يمت يقال هى قتلته فأرسل فى الثانية أو فى الثالثة فقال والله ما أرسلتم إلى إلا شيطانة ارجعوها إلى إبراهيم وأعطوه هاجر فرجعت إلى إبراهيم فقالت أشعرت أن الله كبت الكافر وأخدم وليدة وفى بعض الروايات قيل للجبار إنه نزل هاهنا رجل معه امرأة هى أحسن الناس قال فأرسل إليه فسأله عنها فقال إنها أختى بنحو الروايات المتقدمة.

ص: 17

إذن محفوفة بالأخطار إن تزوجت جميلة تحسد من قبل الناس وتتعرض لمشاكلهم ثم هذه الزوجة قد تفسد وتكون فاسدة فتصاب ببلاء من قبلها تأتى بذرية فاسدة تصاب ببلاء من قبل هذه الذرية وقد أشار الله جل وعلا إلى هذا فى كتابه فى سورة التغابن فقال جل وعلا {يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم} إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم هذه هى أخطار فى هذه الزوجة فيما ينتج عنها من أولاد فيما تتعرض له أيضا من مشاكل وحسد العباد وسبب نزول هذه الآية ما ثبت فى تفسير الطبرى وسنن الترمذى وقال الترمذى حسن صحيح والأثر رواه الإمام الحاكم فى المستدرك فى الجزء الثانى صفحة تسعين وأربعمائة وصححه وأقره عليه الذهبى رواه عبد ابن حميد والإمام السريابى والإمام الطبرانى فى معجمه الكبير ورواه ابن مردويه فى تفسيره وابن أبى حاتم فى تفسيره وابن المنذر فى تفسيره عن ابن عباس رضى الله عنه وإسناد الأثر كما قلت صحيح هذه الآية قال نزلت فى قوم من أهل مكة أسلموا وأرادوا أن يهاجروا إلى النبى صلى الله عليه وسلم فمنعهم قراباتهم نساؤهم وأولادهم منعوهم من الهجرة وقالوا لهم فارقتمونا فى الأديان تفارقونا أيضا فى الأبدان والأوطان يعنى ما يكفى أنكم على خلاف ديننا ورضينا بأنكم آمنتم بالنبى عليه الصلاة والسلام أيضا تتركون الوطن وتفارقون أرحامكم فمنعوهم من الهجرة فلما بعد ذلك هاجر هؤلاء إلى المدينة المنورة على منورها صلوات الله وسلامه وجدوا من سبقهم قد فقهوا وفهموا وتعلموا وهؤلاء منعوا من هذا الفقه والتعلم فترة طويلة وحرموا هذا الخير من النبى عليه الصلاة والسلام فهموا بعقوبة أهليهم الذين منعوهم من الهجرة إلى نبينا عليه الصلاة والسلام فأنزل الله هذه الآية وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم عفا الله عما سلف لكن ينبغى على الإنسان أن يحترس يا أيها الذين آمنوا إن

ص: 18

من أزواجكم وأولادم عدوا لكم فاحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم وإنما قال الله جل وعلا إن من أزواجكم ومن تبعيضية لأنه ليس كل الأزواج والأولاد أعداء حقيقة منهن من تكون عونا لزوجها على أمور الدين والدنيا ومن الأولاد من هو قرة عين ويعين والده فى الدنيا وينفعه فى الآخرة ويوجد أيضا من الزوجات من هى بلاء يوجد من الأولاد من هم بلاء من للتبعيض إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم.

ص: 19

(إنما أموالكم وأولادكم فتنة) حذف من فى قوله أموالكم وأولادكم ولم يقل إن من أموالكم وأولادكم فتنة إنما أموالكم وأولادكم فتنة لأن واقع الأمر أنه لا تخلو الأموال وهكذا مشاكل الأولاد والعيال لا تخلو من فتنة ومشكلة الولد حقيقة أمره صعب صعب وكم ستبذل يعنى فى تربيته وبعد ذلك كيف سيكون حاله نسأل الله أن يهب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين والأموال قل أن يسلم الإنسان من فتنتها وهنا ما أدخل الأزواج لأن من الأزواج حقيقة من الأزواج من لا تكون فتنة للزوج وهنا عمم قال إنما أموالكم وأولادكم فتنة أما الأولاد واقع الأمر كل ولد فتنة والمال فتنة لك من جميع الجهات وقد تحفظ لكن بالنسبة للزوجة قد يكون كما قلت بعض النساء عدوا لكن بعضها قد لا تكون يعنى عدوا ولا يكون فيها فتنة إنما هى أحلى من العسل طيبة لا تكلف زوجها رهقا لا فى أمر الدين ولا فى أمر الدنيا ولذلك إنما أموالكم وأولادكم فتنة أشار إلى هذا أئمتنا عليهم رحمة الله فى كتب التفسير انظروا كتاب السراج المنير للخطيب الشربينى فى الإعانة على معرفة بعض معانى كلام ربنا الحكيم الخبير فى الجزء الرابع صفحة سبع وثلاثمائة وانظروا زاد المسير للإمام ابن الجوزى فى الجزء الثامن صفحة خمس وثمانين ومائتين وهذا الكلام والتوجيه نقلوه عن الإمام البقاعى عليه رحمة الله قال منهن من يكون صلاحا وعونا للزوج على الآخرة {إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم} .

ص: 20

نعم إخوتى الكرام قد يكون بعض الأزواج بعض الأولاد عدوا للزوج وهذا بسبب شهوة النكاح أى خطر أشنع من هذا الخطر زوجتك تعبت فى تحصيلها ثم أتعبت نفسك فى معاشرتها ثم بعد ذلك تآمرت عليك مع الأولاد فذبحوك وهذا وقع سابقا وحاضرا وسيقع لاحقا وقع بكثرة طيب هذه الشهوة انظر إلى هذه الأخطار التى فيها يعنى شهوته أدت إلى ذبحه هذا أكثر ما يقع ولذلك يعنى كم يغتاظ الإنسان إذا حصلت العداوة له من قبل أزواجه وأولاده هذه أعظم البلايا عداوة الأزواج والأولاد واقعة وهى فظيعة منكرة وقد روى عن نبينا عليه الصلاة والسلام ما يشير إلى ذلك فى أثر ضعيف ومعناه صحيح صحيح رواه الإمام الطبرانى فى معجمه الكبير كما فى مجمع الزوائد فى الجزء العاشر صفحة خمس وأربعين ومائتين والأثر فى إسناده محمد ابن اسماعيل ابن عياش الحمصى قال عنه الإمام الهيثمى ضعيف وبذلك حكم عليه الإمام المنذرى فى الترغيب والترهيب فى الجزء الرابع صفحة اثنتين وثمانين ومائة فصدر الحديث بلفظ روى وهذا الرجل وهو محمد ابن اسماعيل فى طبعة تقريب التهذيب الجديدة التى هى فى مجلد واحد رمز إلى أنه من رجال سنن ابن ماجة فقط وقال الحافظ ابن حجر فى ترجمته عابوا عليه أنه حدث عن أبيه بغير سماع وكما قلت رمز إلى أنه من رجال ابن ماجة وفى الطبعة القديمة من التقريب فى مجلدين وهكذا فى تهذيب التهذيب رمز ب دق إلى أنه من رجال أبى داود وسنن ابن ماجة وهذا هو الثابت وورد فى كتاب الكاشف للإمام الذهبى الاقتصار على د أى إلى أنه من رجال أبى داود وكذلك فى الميزان وكذلك فى المغنى فى الضعفاء فبعضه كما قلت الطبعة الجديدة من التقريب ق وكتب الذهبى من المغنى والميزان والكاشف د أجمعوا بين الرمزين كما فى تهذيب التهذيب والطبعة القديمة من تقريب التهذيب هو من رجال سنن ابن ماجة وسنن أبى داود كما قلت نقموا عليه أنه حدث عن أبيه بغير سماع وحكم عليه الحافظ الذهبى فى الكاشف فقال ليس بذاك وما عدا هذا

ص: 21

رجال الإسناد ثقات أثبات فالحديث ضعيف لكن معناه صحيح ولفظ الحديث من رواية أبى مالك الأشعرى رضى الله عنه وأرضاه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال ليس عدوك الذى إن قتلته كان لك نورا وإن قتلك دخلت الجنة يقول هذا عدو معلوم وليس هذا بالعدو الحقيقى الذى يغيظ القلب إغاظة شديدة إن قتلته كان لك نورا وإن قتلك دخلت الجنة ليس هذا هو العدو الحقيقى من هو العدو الحقيقى قال ولكن أعدى عدوك ولدك الذى خرج من صلبك حقيقة إذا خرج الولد خبيثا فهذا أشنع من العدو الكافر أشنع وأغيظ للنفس من العدو الكافر ولكن أعدى عدوك ولدك الذى خرج من صلبك ثم أعدى عدوك مالك الذى ملكت يمينك إنما أموالكم وأولادكم فتنة أعدى عدوك ولدك الذى خرج من صلبك أعدى عدوك مالك الذى ملكت يمينك والأثر رواه الإمام الديلمى كما فى جمع الجوامع فى الجزء الأول صفحة واحدة وثمانين وستمائة بلفظ ولكن أعدى أعدائك نفسك التى بين جنبيك وامرأتك التى تضاجعك على فراشك وولدك الذى خرج من صلبك فهؤلاء أعدى عدو لك نفسك التى لا تستقيم على حالة زوجتك تضاجعك على الفراش ولد خرج من صلبك إذا ما استقام هؤلاء الثلاثة هؤلاء أعظم عدو لك.

هذا كله كما قلت مترتب على الشهوة الجنسية فكم حول هذه الشهوة من أخطار وهذا الحديث إخوتى الكرام ذكره الإمام ابن كثير فى تفسيره فى الجزء الرابع صفحة ست وسبعين وثلاثمائة وانظروه فى فيض القدير مع الكلام عليه للإمام المناوى فى الجزء الخامس صفحة ثمان وستين وثلاثمائة.

ص: 22

إخوتى الكرام: حذرنا الله جل وعلا من التلهى بالأزواج والأولاد والإعراض عن ذكر رب العباد فكثيرا ما يتلهى الإنسان بزوجه بولده ويعرض عن طاعة ربه ولذلك احترس وانتبه نحو هذا لأمر قال الله جل وعلا فى آخر سورة المنافقون {ياأيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون} وكثيرا ما حمل حب الإنسان لزوجه لأولاده حمله على البعد عن طاعة ربه فكم من إنسان ترك الهجرة من أجل الزوجة والأولاد ترك الجهاد من أجل الزوجة والأولاد ترك التصدق من أجل الزوجة والأولاد ويستغل الشيطان جانب الضعف فى الإنسان ويأتيه من هذه الجوانب فانتبه لهذا وقد أشار نبينا صلى الله عليه وسلم إلى ذلك فى الحديث الصحيح الذى رواه الإمام أحمد فى المسند والنسائى فى السنن والحديث رواه ابن حبان فى صحيحه ورواه البيهقى أيضا فى شعب الإيمان ورواه الإمام البغوى فى شرح السنة وراه الإمام أبو يعلى فى معجمه والطبرانى فى معجمه الكبير أيضا والضياء المقدسى فى الأحاديث الجياد المختارة.

ص: 23

وإسناد الحديث كما قلت صحيح كما نص على ذلك شيخ الإسلام الإمام ابن حجر العسقلانى فى الإصابة فى الجزء الثانى صفحة خمس وعشرين وثلاثمائة فقال إسناد النسائى حسن وصححه الإمام ابن حبان ونص الإمام العراقى فى تخريج أحاديث الإحياء فى الجزء الثالث صفحة ثمانية وعشرين على أن إسناد الحديث صحيح وإلى ذلك ذهب الإمام المنذرى فى الترغيب والترهيب فى الجزء الثانى صفحة أربع وثمانين ومائتين نعم وهم الخطيب الشربينى فى تفسيره فى الجزء الرابع صفحة ست وثلاثمائة فعزا الحديث إلى صحيح البخارى وليس فيه إنما كما قلت فى المسند وسنن النسائى وصحيح ابن حبان وغير ذلك ولفظ الحدبديث من رواية سبرة ابن الفاكه ويقال له ابن أبى الفاكه سبرة ابن الفاكه ابن أبى الفاكه رضى الله عنه وأرضاه عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه قعد فى طريق الإسلام فقال تسلم وتذر دينك ودين آبائك وآباء آبائك فعصاه وأسلم يقول الآن ستترك قوميتك أنت تنتمى إلى أقوام معينين ترغب عن ملة الآباء والأجداد فعصاه وأسلم فقعد له بطريق الهجرة فقال تهاجر وتذر أرضك وسماءك يعنى تترك وطنك لا قومية ولا وطنية وإنما مثل المهاجر هذا كله من وسوسة الشيطان للإنسان وإنما مثل المهاجر كمثل الفرس فى الطول يعنى فى الحبل المربوط فرس مربوط فعصاه فهاجر ثم قعد له بطريق الجهاد فقال تجاهد فهو جهد النفس والمال فتقاتل فتقتل فتنكح المرأة ويقسم المال هذه المرأة ستضيع والمال يذهب فعصاه فجاهد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن فعل ذلك كان حقا على الله أن يدخله الجنة إذا أسلم وهاجر وجاهد وما استجاب لوساوس الشيطان وإن غرق كان حقا على الله أن يدخله الجنة أو وقصته دابته كان حقا على الله أن يدخله الجنة الشاهد إخوتى الكرام عندما يريد الجهاد يأتيه الشيطان يقول إن جاهدت تقتل وإذا قتلت نكحت المرأة وقسم المال فيدعوه من هذا الجانب إلى ترك الجهاد.

ص: 24

{إنما أموالكم وأولادكم فتنة} ، {يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون} .

نعم إخوتى الكرام: إن الغلو فى محبة الأولاد والأزواج كثيرا ما يدعو إلى الغى والفساد وقد أشار نبينا صلى الله عليه وسلم إلى هذا وأخبرنا أن الولد سبب للجهل سبب للحزن سبب للبخل سبب للجبن وليس معنى هذا أننا لا ننجب الذرية إنما إن جاءتنا الذرية نحذر هذه الأمور السلبية فالولد يدعوك إلى الجبن إلى البخل إلى الجهل إلى الحزن فانتبه لنفسك وحذارى حذارى أن تقع فى هذه البليات بسبب الأولاد وقد شار نبينا صلى الله عليه وسلم إلى هذا المعنى فى أحاديثه الكثيرة الصحيحة وكثير من الناس ما فهموا معنى الأحاديث وظنوا أن الولد شؤم وأن الأولاد شؤم وقالوا كيف يرغب الشارع فى الأولاد ثم يرتب عليها ما يرتب من الشؤم والفساد هذا تناقض ولا تناقض إنما كل شىء يوضع فى موضعه الشرعى هذا الولد فيه خير وفيه شر فاحذر جانب الشر فيه واغتنم جانب الخير فيه ووجهه الوجهة السليمة السديدة الرشيدة وإذا دعاك حرصك على الولد إلى الجبن وانقدت إلى ذلك فالولد شؤم عليك إنما كما قلت يدعو فجاهد نفسك وقف عند حدود الشرع.

ص: 25

روى الإمام الحاكم فى المستدرك فى الجزء الثالث صفحة ست وتسعين ومائتين والحديث رواه الإمام البزار كما فى مجمع الزوائد فى الجزء الثامن صفحة خمس وخمسين ومائة وانظروه فى كشف الأستار فى الجزء الثانى صفحة ثمان وسبعين وثلاثمائة وإسناد الحديث رجاله ثقات كما قال الإمام الهيثمى فى المجمع ورواه الإمام البغوى وابن السكن كما فى جمع الجوامع فى الجزء الأول صفحة ست عشرة ومائتين ولفظ الحديث عن الأسود ابن خلف رضى الله عنه وأرضاه أن النبى صلى الله عليه وسلم أخذ حسنا فقبله وهو ابن سيدتنا فاطمة على نبينا وآله وصحبه جميعا صلوات الله وسلامه أخذ حسنا فقبله ثم أقبل عليهم فقال إن الولد مبخلة مجهلة محزنة زاد الحاكم فى روايته مجبنة لكنه ذكر أن المقبل فى الرواية هو الحسين وليس بسيدنا الحسن عليهم جميعا رحمة الله ورضوانه وعلى نبينا وآل بيته صلوات الله وسلامه أخذ الحسين فقبله أخذ الحسن فقبله ثم قال إن الولد مجبنة مبخلة مجهلة محزنة مجبنة قلت زادها الإمام الحاكم عن البزار وعمن روى الحديث معه من أئمة الحديث.

ومعنى الحديث كما قلت الولد يدعو إلى البخل يدعو إلى الجهل يدعو إلى الحزن يدعو إلى الجبن فانتبه لذلك كم من طالب علم عندما تزوج خف طلبه للعلم فلما جاءه الأولاد أعرض عن طلب العلم كم شغل بالزوجة وبالأولاد صار الأولاد شؤما عليك وكان كريما لما جاءت الزوجة والأولاد أمسك يده كان جريئا يقول الحق ولا يخاف فى الله لومة لائم وإذا طلب إلى القتال فى سبيل الله ما تأخر جاءت الزوجة والأولاد وقف فإذن الولد يدعو كما قلت إلى هذا كان بعد ذلك لا يبالى بالدنيا إن أقبلت ولا يحزن عليها إن أدبرت صار يتعلق بها ويحزن عليها من أجل أولاده فانتبه لهذا احترس من ذلك أنجب الأولاد واستكثر ما شئت لكن إياك أن يدعوك الولد إلى جبن أو إلى بخل أو إلى حزن أو إلى جهل فالولد يدعو إلى هذا فعالج نفسك وكن يقظا.

ص: 26

والحديث كما قلت صحيح وروى من غير طريق الأسود ابن خلف رضى الله عنهم أجمعين رواه أبو يعلى والبزار كما فى مجمع الزوائد فى المكان المتقدم من رواية أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه وأرضاه وفى إسناد الحديث عطية العوفى وهو ضعيف كما قال الإمام الهيثمى فى المجمع وقال عنه الإمام ابن حجر فى التقريب صدوق يخطأ كثيرا ومع خطئه يدلس وقد توفى سنة إحدى عشرة ومائة عطية ابن سعيد العوفى وهو من رجال البخارى فى الأدب المفرد وأخرج حديثه أهل السنن الأربعة إلا الإمام النسائى عليهم جميعا رحمة الله والرواية التى معنا تشهد لها الرواية المتقدمة، الرواية المتقدمة قلنا من رواية الأسود ابن خلف هذه من رواية أبى سعيد رضى الله عنهم أجمعين لفظ رواية أبى سعيد أن النبى صلى الله عليه وسلم قال الولد ثمرة القلب وإنه مجبنة مبخلة محزنة يدعو إلى الجبن وإلى البخل وإلى الحزن فاحترس من هذا واستكثر من الأولاد ما شئت إنما إياك أن يوقعك الأولاد فى هذه السلبيات الولد ثمرة القلب.

ص: 27

وبعض إخوتى الكرام من يعنى من يشتغلون بعلم الحديث فى هذه الأيام أورد حديث أبى سعيد فى كتابين فأورده فى الأحاديث الضعيفة ثم أورده فى الأحاديث الصحيحة صححه هنا وضعفه هناك انظروا إخوتى الكرام ضعيف الجامع الصغير وصحيح الجامع الصغير أورده فى الضعيف وأرده فى الصحيح ثم بعد ذلك قال فاتنا حذف الزيادة ما هى الزيادة يقول ثمرة القلب هذه يقول هى الزيادة فى الحديث يعنى كان ينبغى أن نحذفها أما الحديث الولد مجبنة مبخلة محزنة هذا ثابت لأنه كما تقدم معنا فى الرواية المتقدمة أما هذه الرواية وهى الولد ثمرة القلب يقول فاتنا حذف الزيادة وأنا كما قلت إخوتى الكرام إذا شهد الحديث المتقدم لهذا بقيت الولد ثمرة القلب المعنى صحيح ثابت ولا إشكال فيه واضح هذا وإذا شهد الحديث ذاك لهذا الحديث وسيشهد له ما بعده أيضا فالحديث ثابت وأما أن يورده الإنسان تارة فى الضعيفة وتارة فى الصحيحة كما قلت إخوتى الكرام هذا من عدم تتبع طرق الحديث وقلت لكم مرارا إخوتى الكرام إذا تتبعت طرق الحديث ورواياته تبين لنا أن الصحيح متواتر وتبين لنا أن ما فيه ضعف ينجبر فيتقوى بغيره وهذا لا بد من العناية به وقد تنظر أحيانا إلى إسناد بانفراده ففيه ضعف ثم بعد ذلك تجد ما يشهد له من نصوص كثيرة.

ص: 28

وهذا الحديث سأورده من خمس روايات عن خمسة من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين الرواية المتقدمة كما تقدم معنا صحيحة بنفسها ورواية أبى سعيد قيها شىء من ناحية وجود عطية العوفى لكن يشهد لها ما تقدم وما سيأتى الرواية الثلثة لهذا الحديث رواها الإمام أحمد فى المسند والإمام الطبرانى فى معجمه الكبير كما فى المجمع فى المكان المتقدم فى الجزء الثمن صفحة خمس وخمسين ومائة وهذه الرواية من رواية الأشعس ابن قيس وفى إسنادها مجالد ابن سعيد قال الإمام الهيثمى ضعيف وقد وثق ومجالد هو من رجال مسلم والسنن الأربعة تغير حفظه فى آخر عمره وحديثه إن شاء الله فى درجة الحسن وهو كما قلت من رجال مسلم والسنن الأربعة مجالد ابن سعيد ولفظ الحديث كما قلت عن الأشعس ابن قيس رضى الله عنه وأرضاه قال قدمت على النبى عليه الصلاة والسلام فى وفد كندا فقال لى النبى عليه الصلاة والسلام هل لك من ولد لك أولاد قلت نعم يا رسول الله صلى الله عليه وسلم غلام ولد لى فى مخرجى إليك عندما جئت إليك مهاجرا ولد لى غلام ولوددت أن مكانه شبع القوم لوددت بدل هذا الولد طعام يأكله قومى فقال النبى عليه الصلاة والسلام لا تقولن ذلك فإن فيهم قرة عين وأجرا إذا قبضوا إذا عاشوا قرة عين وبهجة المال والبنون زينة الحياة الدنيا زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين فإن فيهم قرة عين وأجرا إذا قبضوا ثم قال النبى عليه الصلاة والسلام ثم ولئن قلت ذاك يعنى مع قولى هذا هم قرة عين وإنما فيهم أجر إذا قبضوا ثم ولئن قلت ذاك إنهم لمجبنة محزنة يدعون إلى الجبن وإلى الحزن مع أنهم قرة عين وفيهم أجر إذا قبضوا إنهم مجبنة محزنة وكما قلت هذا لنحترس لا لنحذر الأولاد أى إنجاب الأولاد.

ص: 29

الرواية الرابعة رواها الإمام أحمد فى المسند والترمذى فى سننه فى كتاب البر والصلة وبوب عليه باب حب الولد والحديث إسناده منقطع فى هذه الرواية بين عمر ابن عبد العزيز الخليفة الخامس الراشد رضى الله عنه وأرضاه وعهن سائر الخلفاء الراشدين وبين رواية الحديث وهى خولة بنت حكيم رضى الله عنها وأرضاها خولة الصحابية وعمر ابن عبد العزيز لم يلتق بها ولم يسمع منها فالحديث فيه انقطاع قال عمر ابن عبد العزيز زعمت المرأة الصالحة خولة بنت حكيم أن النبى صلى الله عليه وسلم خرج ذات يوم وهو محتضن أحد اثنى ابنته يعنى سيدنا الحسن أو سيدنا الحسين على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه خرج يحتضن ويحمل أحد ابنى ابنته الحسن أو الحسين ثم قال تقول خولة بنت حكيم إنكم لتبخلون وتجبنون وتجهلون وإنكم لمن ريحان الله إنكم لتبخلون تحملون على البخل تجبنون تحملون على الجبن تجهلون تحملون على الجهل وإنكم لمن ريحان الله الريحان هنا إخوتى الكرام المراد منه الرزق أى لمن ريحان الله أى من رزق الله كما ذكر ذلك الإمام ابن الأثير فى نهاية غريب الحديث فى الجزء الثانى صفحة ثمان وثمانين ومائتين فقال لفظ الريحان يأتى فى اللغة بمعنى الرحمة وبمعنى الرزق وبمعنى الراحة وبالرزق سمى الولد ريحانة وإنكم لمن ريحان الله يعنى من رزق الله الذى فيه منة علينا وراحة لنا وإنكم لمن ريحان الله نعم الولد من رزق الله وريحه أيضا من الجنة والوالدان كم يتلذذان بشم الولد الصغير وعندما يشم ولده الصغير كأنه يشم الرياحين غريزة جعلها الله فى قلوب الآباء والأمهات وقد أشار إلى هذا خير البريات على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه ففى معجم الطبرانى الأوسط والصغير كما فى المجمع فى الجزء الثامن صفحة ست وخمسين ومائة والحديث رواه ابن حبان فى كتاب الضعفاء كما فى تخريج أحاديث الأحياء للإمام عبد الرحيم الأثرى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا فى الجزء الثانى صفحة ثمانى

ص: 30

عشرة ومائتين وكا فى جمع الزوائد للإمام السيوطى فى الجزء الأول صفحة سبع وثلاثين وخمسمائة والحديث رواه الإمام البيهقى فى شعب الإيمان أيضا كما فى فيض القدير فى الجزء الرابع صفحة اثنتين وأربعين إذن فى معجم الطبرانى الأوسط والصغير وكتاب الضعفاء لابن حبان وشعب الإيمان للإمام البيهقى عن عبد الله ابن عباس رضى الله عنه والحديث حكم عليه أئمتنا بأنه ضعيف الإسناد لكن معناه حقيقة حق ومثله لا مانع من ذكره حتى دون بيان ضعفه فيما يتعلق بهذا الأمر لأنه لا يتعلق فى إثبات جكم شرعى لفظ الحديث كما قلت عن عبد الله ابن عباس رضى الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وسلم قال ريح الولد من ريح الجنة وواقع الأمر كذلك وإن أردت أن تتحقق من هذا فانظر إلى الأبوين إذا ما كان عندك أولاد كيف كل واحد منهم يشم ولده الصغير ويجد متعة لا يعدلها متعة يعنى أعظم مما لو شم الفاكهة أو الطيب ريح الولد من ريح الجنة وورد أيضا أن الولد أيضا من ريحان الجنة روى ذلك الحكيم الترمذى من رواية خولة بنت حكيم رضى الله عنها وأرضاها عن نبينا الأمين عليه الصلاة والسلام أنه قال الولد من ريحان الجنة يعنى من رزقها ونعيمها وريحه أيضا من ريح الجنة أيضا كما تقدم معنا انظروا الحديث فى جمع الجوامع فى الجزء الأول صفحة أربع وخمسين وأربعمائة وانظروه أيضا فى فيض القدير فى الجزء السادس صفحة ثمان وسبعين وثلاثمائة إذن إنكم لتبخلون تجبنون تجهلون وإنكم لمن ريحان الله هذه رواية رابعة عن الأسود ابن خلف عن أبى سعيد عن الأشعث ابن قيس عن خولة بنت حكيم والرواية الخامسة الرواية الأولى صحيحة بنفسها وذاتها والخامسة صحيحة بنفسها وذاتها والروايات الثلاث بينهما كما تقدم واحدة فيها انقطاع وروايتان ضعيفتان تشهد الروايات لبعضها وتتقوى بالرواية الأولى والأخيرة الرواية الخامسة رواها الإمام ابن ماجة فى سننه ورقم الحديث ثلاثة آلاف وست ومائة وست وستون فى سنن ابن ماجة فى

ص: 31

الجزء الثانى صفحة تسع بعد المائتين والألف وانظروه فى المستدرك فى الجزء الثالث صفحة أربع وستين ومائة وإسناد الحديث على شرط مسلم وقال الإمام البوصيرى إسناده صحيح ورجاله ثقات ولفظ الحديث عن يعلى العامرى وقيل يعلى الثقفى العامرى الثقفى فى رواية الحاكم يعلى الثقفى وفى رواية ابن ماجة يعلى العامرى وفرق أئمتنا فى كتب تراجم الصحابة بينهما وبعضهم قال إنهما واحد واختلف فى نسبهما فرق بينهما الإمام الطبرانى والعسكرى وابن شاهين وأبو عمر ابن عبد البر وذكر ابن عبد البر أنه اختلف فى نسب يعلى فقيل العامرى وقيل الثقفى على كل حال لا يضرنا الخلاف فى نسبه هو صحابى سواء كان عامريا أو ثقفيا يعلى العامرى يعلى الثقفى أن النبى صلى الله عليه وسلم يقول يعلى العامرى الثقفى يقول جاء النبى عليه الصلاة والسلام إلينا فجاءه الحسن والحسين على نبينا وعليهما صلوات الله وسلامه جاءه الحسن والحسين يسعيان جاء نبينا عليه الصلاة والسلام إلى الصحابة فتبعه الحسن والحسين يسعيان قال يعلى فأخذهما النبى عليه الصلاة والسلام فضمهما وتقدم معنا ضم الحسن وضم الحسين وهنا جاءا مجتمعين فأخذهما فضمهما عليه الصلاة والسلام ثم قال إن الولد مبخلة مجبنة زاد الإمام الحاكم محزنة إن الولد مبخلة مجبنة محزنة وتقدم معنا أيضا مجهلة هذه الأمور الأربعة ثابتة عن النبى عليه الصلاة والسلام وكما قلت الولد يدعو إلى هذا والزوجة تدعو إلى هذا إذا رزقك الله زوجة فاحذر هذه السلبيات يعنى تحتاج إلى مجاهدة لنفسك أكثر مما كنت قبل زواجك وإذا جاءك الولد تحتاج إلى مجاهدة أكثر وليس معنى هذا الحديث أن تعرض عن الزوجة وألا تنجب الأولاد إنما الأولاد والأزواج يدعون إلى الجبن إلى الجهل إلى الحزن إلى البخل فانتبه إلى هذا وجاهد نفسك ولا تقع فى هذه السلبيات وفى هذه الشائبات هذا هو معنى الحديث والمعصوم من عصمه الله والمحفوظ من حفظه الله إذن الولد كما قلت ثمرة للنكاح

ص: 32

والنكاح عندما ينتج عنه هذه الثمرة تحف هذه الثمرة بأخطار فإذن هذه الشهوة فيها هذه الأخطار فيها هذه الشوائب فينبغى أن تحترس كم إنسان حقيقة تزوج ووقع فى أخطار الزواج.

اعرف بعض إخواننا من طلبة العلم قبل أن يدخل فى زوجه وقبل أن يأتيه الأولاد لحيته ما شاء الله كانت تملأ صرته صدره تقارب أن تصل إلى صرته تملأ الصدر تزينه إذا نظرت إليه عنده مهابة كأنه سيدنا عمر ابن الخطاب رضى الله عنه وأرضاه من هذا الجمال والنور ولحية تستر الصدر فى ليلة العرس على زعمه ذهب إلى الحلاق من أجل أن يزين رأسه فقال له تريد يعنى أن أهذب لحيتك قال كما ترى أنا رأيته فى اليوم الثانى من أيام العرس اللحية أقل يعنى من عشرها تسعة أعشار ذهبت ولو أردت أن تمسكها يحتاج إلى كلفة يا شيخ فلان أين اللحية أنت الآن يعنى من ليلة العرس حاربت هذه اللحية يا عبد الله أين اللحية قال أحكى لك ما حصل لى قلت وما الذى حصل قال أنا ذهبت إلى الحلاق واستسلمت وهو سيقص أنا قلت يعنى لله فى ذلك إرادة ماذا يفعل أنا مستسلم قلت أسألك بالله لو أن هذا حصل قبل زواجك ترضى قال لا قلت لو أن الحلاق مد يده إلى لحيتك قبل ليلية الزواج أراد أن يقص منها ترضى قال لا كنت أمسك يده قلت هلا مسكت يده أيضا فى تلك الليلة إنما هذا وافق هواك وأنت قدمت له مقدمة أنك هذه الليلة ستذهب إلى زواج ويعرف يعنى ميول أهل الدنيا فقال ماذا ترى لو هذبت اللحية وهى فى الحقيقة لو شوهتها ماذا ترى أنت لما وافقته بدأ يعتدى يا عبد الله قلت من البداية فماذا سيكون الحال فى النهاية أسأل الله العافية والسلامة نعم إخوتى الكرام كما قلت الزواج محفوف بأخطار وهذه هى حال هذه الشهوة فى هذه الحياة ولا تسلم فى هذه الحياة شهوة ولا يعنى هذا أن نعرض عن هذه الشهوة عن طريق ما أحل الله لا إنما نتاولها بالطريق الشرعى وما فيها من سلبيات من محاذير نتجنبه والمعصوم من عصمه الله سبحانه وتعالى.

ص: 33

إخوتى الكرام: هذه الشوائب التى توجد فى النكاح وفى هذه الشهوة الجنسية فى هذه الحياة تقدم معنا أيضا تقابل بالفوائد التى توجد فى النكاح وتقدم معنا من فوائد النكاح الخمسة البارزة أولها كما تقدم معنا وذكرتها فى أول هذه الموعظة تحصين النفس البشرية من كل آفة ردية حسية ومعنوية إلى غير ذلك من الفوائد فعندنا كما قلت آفات وعندنا بعد ذلك مغانم وفوائد يعنى يوجد مغارم ويوجد ومغانم فالمغارم تجنبها والفوائد حصلها.

إخوتى الكرام: هذه الآفات التى فى النكاح مما ذكرت ومما سأذكرحقيقة لو أن الإنسان وقف عندها ربما يعرض عن هذا النكاح الذى أحله الله جل وعلا ولكن ليس هذا برأى سديد فلا بد من أخذ النافع واجتناب الضار إذن هذه هى آفة سادسة آفة سابعة ألا وهى أن هذه الشهوة محفوفة بهذه الأخطار.

الآفة الثامنة: فى النكاح فى شهوة الجنس فى هذه الحياة هذه الشهوة يشاركك فيها الغواة من العصاة من المشركين والمشركات من بل يشاركك فيها البهائم العجماوات بل لعل نصيبهم منها أكثر من نصيبك منها فالعصفور مع صغر حجمه أكثر سفادا ووطأ من الإنسان بكثير فإن افتخرت بكثرة وطأ العصفور غلبك وإن افتخرت بقوة فالسباع تغلبك وإن افتخرت بحمل الأثقال فالبغال تحمل أكثر منك فبأى شىء تفتخر إذن هذه كما قلت كمالات يشاركك فيها أرذل المخلوقات فهذه الشهوة يشاركك فيها أعداء الله يشاركك فيها البهائم والمشاركة فى اللذة يضعف اللذة لا سيما إذا وقعت المشاركة من قبل الأعداء فى الصورة والمعنى ولذلك لا تتم لذة الإنسان بهذه الشهوة لأنها ما صفيت له بخلاف لذتنا فى الآخرة فهى صافية لا يشاركنا فيها من غضب الله عليه ولا يشاركنا فيها من ليسوا مثلنا التكليف من البهائم والعجماوات {قل من حرم زينة الله التى أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هى للذين آمنوا فى الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون} .

ص: 34

إخوتى الكرام: بقية الآفات وهى الآفة التاسعة والعاشرة أذكرهما إن شاء الله فى أول الموعظة الآتية ثم بعد ذلك ننتقل إلى ما ينبغى أن نأخذه من عبرة من هذه الآفات ومن وضع هذه الشهوة وما ينبغى أن نستفيده منها ألا وهو تذكر اللذة الآخرة التى نحصلها عن طريق التمتع بما أحل الله لنا فى تلك الدار نسأل الله رحمته التى وسعت كل شىء إن أحيانا أن يحيينا على الإيمان وإن توفانا أن يتوفانا على الإسلام ونسأله برحمته التى وسعت كل شىء أن يهب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين.

اللهم صل على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

اللهم اغفر للآبائنا وأمهاتنا اللهم ارحمهم كما ربونا صغارا.

اللهم اغفر لمشايخنا ولمن علمنا وتعلم منا.

اللهم أحسن إلى من أحسن إلينا.

اللهم اغفر لمن وقف هذا المكان المبارك اللهم اغفر لمن عبد الله فيه.

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وسلم تسليما كثيرا.

والحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ص: 35