الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مقدمة الفقه (6)
(دروس فقه)
للشيخ الدكتور
عبد الرحيم الطحان
مقدمة الفقه (6)
(9:9) لا تفشين له سرا ولا تغتابن عنده أحدا ولا يجربن عليك كذبا" وهو صادق اللهجة رضي الله عنه وأرضاه إنما من باب يعني التأكيد علي هذه الأمور "إياك أن تفشي له سرا أو أن تغتاب عنده أحدا أو أن يجرب عليك كذبا".
قال الإمام الشعبي في سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهم أجمعين: كل واحدة تعدل ألفا يعني ألف درهم، قال: كل واحدة تعدل عشرة آلاف، ليست تعدل ألفا " كل نصيحة من هذه النصائح ما تقوم بعشرة آلاف درهم من أجل أن يعني يحافظ الإنسان علي مكانته ومنزلته عند ثاني الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم أجمعين "لا تفشين له سرا ولا تغتابن عنده أحدا" لا إله إلا الله، ولا يجربن عليك كذبا لا إله إلا الله.
نعم إخوتي الكرام له منزلة عظيمة بلغ من قدره عند سيدنا عمر رضي الله عنهم أجمعين أنه عندما حمي سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، أصيب بمرض الحمي رضي الله عنه وأرضاه، دخل سيدنا عمر زائرا له وعائدا كما في طبقات ابن سعد في الجزء الثاني صفحة واحدة وسبعين وثلاث مائة من رواية أبي الزينات وهو عبد الله ابن زكوان ثقة فقيه حديثه في الكتب الستة توفي سنة ثلاثين ومائة، دخل عليه يعوده وقد حمي سيدنا عبد الله ابن عباس رضي الله عنهم أجمعين فقال له:
" كم أخل بنا مرضك" أي كم أثر فينا، وأخرنا وكنا نستشيرك وتصاحبنا وتشير علينا بما فيه السداد في ديننا ودنيانا، كم أخل بنا مرضك، أنت مرضت لكن نحن تضررنا من هذا المرض، كم أخل بنا مرضك، وكان يقول كما في طبقات ابن سعد أيضا، لا إله إلا الله، كيف تلومونني علي حب هذا؟ كيف تلومونني في هذا؟ هذا الذي تلومونني فيه، يعني أنتم تلومونني يا معشر المهاجرين والأنصار من الصحابة الكبار كيف أدخل هذا الحدث الشاب النشيط بينكم، كيف تلومونني؟ وهو ((منفوض)) هذا عندما مرض كم أخل بنا مرضه وأخر بنا عن درجات الكمال، كنا نستضيئ برأيه ونقتبس نمن فقهه وحسن تأويله، فمنعنا ذلك عندما نزل به المرض، كم أخل بنا مرضك؟
هذا يقوله سيدنا عمر وعمر عمر هو سيد المحدثين ((والملهمين)) وثاني الخلفاء الراشدين، يقول هذا لسيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهم أجمعين، فكم له من منزلة وأثر وحقيقتا هو فقيه الإسلام كما تقدم معنا بدعوة النبي عليه الصلاة والسلام " اللهم فقهه في الدين " نعم إخوتي الكرام، هذه منزلته، لا إله إلا الله، هذه منزلته وقد شهد له بذلك كبار الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.
****************************
(13:2) روي الإمام ابن سعد في الطبقات في المكان المشار اليه آنفا، صفحة سبعين وثلاث مائة في المجلد الثاني عن سيدنا سعد ابن أبي وقاص رضي الله عنهم أجمعين أنه قال:"ما رأيت أحبر فهما ولا ألب لبا ولا أكثر علما ولا أوسع صدرا من عبد الله بن عباس رضي الله عنهم أجمعين، رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنهم أجمعين يدعوه للمعضلات أي المسائل المشكلة العويصة، للمعضلات ثم لا يعدوا رأيه ولا يجاوز قوله وحوله مشايخ الصحابة الكبار من المهاجرين والأنصار".
يدعوه للمعضلات ويأخذ برأيه رضي الله عنه وأرضاه - وإذا أشكل مشكلة كان يقول له: "غص يا غواص" غص يا غواص، النصوص التي في صدرك تفاعل معها وأئتنا بالحكم الشرعي للحوادث التي وقعت، غص يا غواص، لا إله إلا الله، هذا يقوله سيدنا سعد بن أبي وقاص التي بقي فترة ربع الإسلام راجع من أسلم رضي الله عنه وأرضاه، ما رأي أحبر فهما ولا ألب لبا ولا أكثر علما ولا أوسع صدرا من سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهم أجمعين.
ويقول الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله هو أيضا أحد العشرة المبشرين بالجنة -رضوان الله عليهم أجمعين كما في طبقات ابن سعد في المكان المشار اليه آنفا:" ما كنت أري عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقدم علي عبد الله بن عباس أحدا، أحدا، رضي الله عنهم أجمعين " لا يقدم علي قوله قول غيره مهما كان شأنه، ما كنت أري عمر بن الخطاب رضي الله عنهم أجمعين يقدم علي قول عبد الله بن عباس أحدا، لا إله إلا الله.
ويقول الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه كما في المستدرك وحلية الأولياء وكتاب المعرفة والتاريخ للإمام الفسوي قال: "لو أدرك عبد الله بن عباس زماننا، يعني كان كبيرا مثلنا وصحب النبي عليه الصلاة والسلام كما صحبناه وتقدم معنا صحبه ثلاثين شهرا فقط، عبد الله بن عباس وأما الصحابة الأكياس منهم من صحبه عشرين سنة، منهم من صحبه ثلاث وعشرين، منهم من صحبه عشر سنين، يقول: لو أدرك زماننا، انتبه، لما عاشره منا أحد، عاشره"، وضبط كما قال الذهبي في السير: عشره، عشره منا أحد، والمعلق علي تاريخ بغداد للخطيب البغدادي والأثر فيه أيضا إخوتي الكرام في تاريخ بغداد يقول في المخطوطة: بحذف الألف، عشره، وهذا خطأ ((وتصحيب)) ، ليس بخطأ ولا ((بتصحيب)) ، عشره ليس من العشرة إخوتي الكرام إنما هو من التعشير، أي ما وصل أحد إلي عشره منا، لو أدرك زماننا وصحب النبي عليه الصلاة والسلام كما صحبناه لما وصل أحد منا إلي عشر ما وصل إليه بن عباس، عاشره وصل إلي عشره، يعني إذا جئنا نقتسم العشرة هو له تسعة ولنا عشر ولا نحصل هذا العشر، ما نحصل عشرا من عشرة التي حضلها بن عباس رضي الله عنهم أجمعين -عاشره، عشره، كما قلت بالتخفيف بالتثقيل بالمفاعلة، صيغة عاشره، أي إذا جئنا نتعاشر ونقتسم أجزاء العشرة هو يفوز بالتسعة وزيادة ونحن لا نحصل واحد منها فليست هي من العشرة مع عشره، أحد منا يعني ما صحبه لا.
وكما قلت لكم قول المعلق ((تصحيف)) ، ليس ((بتصحيف)) والذهبي نص في السير علي أنه نقل عن عبد الله بن مسعود " عاشره " و " عشره "، عشره، أي ما نال عشره مهما بلغ جهده، وهذا يقوله عبد الله بن مسعود رضي الله عنهم وأرضاهم - فماذا يقول من عاداه، حقيقتا هذه منزلة سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، ثم قال عبد الله بن مسعود تكملة الأثري الأول، تكملة أثره، قال:" ونعم ترجمان القرآن عبد الله بن عباس".
قال الإمام ابن كثير في أوائل تفسيره في مقدمة التفسير في الجزء الأول صفحة أربعة وهذا إسناد صحيح إلي سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه وقد توفي هذا الصحابي الجليل سنة اثنتين وثلاثين ثم قال هذه المقولة في هذا الصحابي الكريم عبد الله بن عباس " نعم ترجمان القرآن عبد الله بن عباس ولو أدرك ((أسناننا)) وزماننا ما عاشره، عشره، عشره، منا أحد " قال: فما ظنك بما كسبه عبد الله بن عباس من العلوم بعد ذلك، فقد عاش بعد عبد الله بن مسعود ست وثلاثين سنة لأنه توفي سنة ثمان وستين، إذا كان عبد الله بن مسعود يقول هذه المقولة ووفاته سنة اثنتين وثلاثين، نعم ترجمان القرآن عبد الله بن عباس فكيف بما كسبه وحصله من العلوم بعد وفاة هذا الصحابي المبارك الميمون عبد اله بن مسعود رضي الله عنهم وأرضاهم -.
حقيقتا لو امتدت حياة عبد الله بن مسعود لزاد في الثناء علي هذا الصحابي المبارك المحمود -رضوان الله عليهم أجمعين - وهذا الأثر إخوتي الكرام " نعم ترجمان القرآن عبد الله بن عباس "، قاله أيضا سيدنا عمر رضي الله عنه وأرضاه في سيدنا عبد الله بن عباس كما في تاريخ بغداد في ترجمته في الجزء الأول صفحة ثلاث وسبعين ومائة قال:" نعم ترجمان القرآن عبد الله بن عباس".
بل روي ذلك مرفوعا إلي نبينا عليه الصلاة والسلام لكن بإسناد فيه ضعف، رواه أبو نعيم في الحلية في ترجمته أيضا في الجزء الأول صفحة ستة عشرة وثلاث مائة، والطبراني في معجمه الكبير كما في المجمع في الجزء التاسع صفحة ست وسبعين ومائتين عن سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال:"دعاني رسول الله -صلي الله عليه وسلم - فمسح رأسي ودعا لي بالحكمة وقال: (نعم ترجمان القرآن أنت) " لا إله إلا الله، قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: وقد دعا لي جبريل مرتين أيضا كما دعا لي النبي -علي نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه-.
الأثر كما قلت في الطبراني معجمه الكبير والحلية وهو في الكتابين من طريق عبد الله بن خراش، قال عنه الهيثمي في المعجم " ضعيف "، وبذلك حكم عليه الحافظ في التقريب فقال "ضعيف قاف " أي أنه من رجال سنن ابن ماجه القزويني فقط، عبد الله بن خراش نعم ترجمان القرآن عبد الله بن عباس قاله عبد الله بن مسعود بسند صحيح وقاله سيدنا عمر وروي مرفوعا لكن بسند ضعيف، يتقوي هذا السند بدعوات نبينا عليه الصلاة والسلام المتقدمة له، قلت مروية من وجوه صحاح " اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل " آته الحكمة علمه تأويل الكتاب، كما تقدم معنا..
(22:20)
***************************
كما تقدم معنا وهذه الآثار الموقوفة تشهد لهذا الأثر المرفوع الذي فس سنده عبد الله بن خراش كما قلت وفيه ضعف يعني يتقوي الأثر بما تقدم " نعم ترجمان القرآن أنت " نعم ترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهم أجمعين - ولذلك تقدم معنا هو فقيه الإسلام وأكثر الصحابة يعني فتوي كما أنه هو المفس الأول لكلام الله عز وجل -رضي اله عنه وأرضاه - لا إله إلا الله، نعم إخوتي الكرام هذا شأنه وقد كان يعهد إليه في زمن الخليفتين الراشدين سيدنا عثمان وسيدنا علي رضي الله عنهم أجمعين بأن يليا أمر المسلمين في موسم الحج فهو أمير الحج فيخطب خطبة الحج خطبة طويلة فصيحة بليغة يقول الحاضرون لو سمعها الترك وفارس والروم لآمنوا أجمعون، هذا يقوله الحافظون عندما يخطب خطبة الحج في عرفات في مسجد نمرة، لا إله إلا الله.
روي الحاكم في المستدرك وأبو نعيم في الحلية عن أبي وائل من تلاميذ سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهم أجمعين من الرواة عنه وهو شقيق بن سلمة أبو وائل، اسمه شقيق بن سلمة ثقة مخضرم، حضر في الجاهلية والإسلام ولم تكتحل عيناه برؤية نبينا خير الأنام عليه أفضل الصلاة وأزكي السلام، حديثه في الكتب الستة أبو وائل شقيق بن سلمة رضي الله عنهم أجمعين قال:" كان عبد الله بن عباس رضي الله عنهم علي الموسم في الحج فخطب خطبة الحج فقرأ سورة النور وكان هذا في خلافة سيدنا عثمان ففسرها تفسيرا لو سمعه الترك والديلم والروم لأسلموا وآمنوا أجمعون ".
وقال أيضا ذاك في خلافة سيدنا علي أيضا كان أمير الموسم فقرأ سورة البقرة بكاملها، في خلافة سيدنا عثمان قرأ سورة النور، فلما كثر المسلمون أكثر والجهل انتشر أطال الخطبة فقرأ سورة البقرة وفسرها تفسيرا لو سمعه الترك والديلم والروم لآمنوا أجمعون.
خطبة الحج تقرأ فيها سورة الحج وتفسر يعني أقل تقدير إخوتي الكرام ثلاث ساعات إن لم يكن أكثر، لا إله إلا الله، يجمع تفسيرها يوضح الأحكام التي فيها في خطبة الحج، في هذا الحشد الكبير هنيئا لمن حضره تلك الخطبة المباركة ورأي ترجمان القرآن يخرج النور من شفتيه رضي الله عنه وأرضاه - عندما يفسر كلام الله عز وجل وهذا إخوتي الكرام حقيقتا لابد من وعيه وضبطه في هذه الأيام، والناس يستثقلون، فيعني حلق الذكر وهكذا خطب الجمعة في هذه الأيام وسينصرفون إلي أي شيء، يعني هو لو كان سينصرفون إلي مصلحة دينية أو دنيوية، لربما قال الإنسان لهم عذر، لن ينصرفوا إلا إلي آفات ردية، ومع حقيقتا ضعف الهمم وخور العزائم الذي أصبنا به في هذه الأيام نشكو أمرنا إلي ذي الجلال والإكرام، وإذا أطال الخطيب شيئاً يعني قليلا وهكذا الصلاة حصل الاعتراض والتزمر من قِبل الأخيار، الذين يعتادون مساجد العزيز القهار، دع الأشرار الأشرار كفون مؤنتهم وأراحوا أنفسهم وأراحونا.
يا إخوتي الكرام لابد من وعي هذا وكنت ذكرت ضمن مباحث النبوة حديثا، ينبغي أن ننتبه له وقد كثر يعني أيضا الكلام حوله عدد من إخواننا من بعض ((الجهات)) قال: هذا ما ((سمعناه)) ، قلت: يا عبد الله في نفس الشريط عد إلي الحديث علي أنه رواه عبد الله بن سيدنا الإمام أحمد في الزوائد علي المسند بسند رجاله رجال الصحيح كما قال الهيثمي في المجمع، أنظروه إن شئتم في الجزء الثاني صفحة تسعين ومائة في كتاب الصلاة باب ما يقرأ ويقال في خطبة الجمعة في مجمع الزوائد، والحديث كما قلت في مسند الإمام أحمد في الجزء الخامس صفحة ثلاث وأربعين ومائة وهو من زوائد ولده علي المسند ورجاله رجال الصحيح عن أبي بن كعب رضي الله عنه وأرضاه- قال:" كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم يقرأ سورة التوبة " براءة " يوم الجمعة علي المنبر وهو قائم يذكر بأيام الله، سورة التوبة، سورة براءة، لو أراد الإنسان أن يرتلها ترتيلا وأن يقرأها قراءة دون أن يشرح منها كلمة، ما انتهت بأقل من نصف ساعة، أليس كذلك؟
لا تزيد علي الجزء، طيب نصف ساعة هذه تلاوة فقط، دع بعد الحمدله والسلام والدعاء والصلاة علي النبي عليه الصلاة والسلام وتفسيرها يعني ولو تفسيرا مختصر، يعني ما أظن تلك الخطبة التي سيقرأ فيها سورة التوبة تنتهي بأقل من من ساعة حقيقتا، فما أعلم بعد ذلك الاستثقال الذي ابتلينا به.
(28:18)
الاستثقال الذي ابتلينا به في هذه الأيام مع أن وضعنا كما قلت يختلف عن وضع سلفنا، يعني هناك الكلمات واضحة وأكثر العبارات لا تحتاج إلي إيضاح، وأما الآن عندما تقول " تبت " إذا ما شرحته معني تبت باللغة لا يفهمها، وأما ذاك ما يحتاج أن تشرح له تبت حقيقتا، " في جيدها " لا داعي أن تقول للعرب " في جيدها " في عنقها، هذا واضح، الآن كل كلمة يعني تخاطب الآن من يجهلون اللغة العربية والأحكام الشرعية، فستشرح هذه من ناحية اللغة وتبين هذه من ناحية الشرع، هذا يتضاعف في الوقت، يضاف إلي هذا يعني ما اقتضته الضرورة عندما وجدنا في آخر هذه الأمة من باب التصحيح والتضعيف، فتعدوا الحديث إلي كتب وتصحح وتضعف، هذا ما كان يوجد في العصر الأول يعني عندما يقوم سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ولا داعي إلي أن يقول لا رواه البخاري ولا مسلم ولا هو في كتاب الحلية أو في الكتب الستة هذا لا داعي هذا كان يوجد له من اختصار، حقيقتا إخوتي الكرام.
يعني لا آخذ أحيانا يعني من المحاضرة يأخذ يعني التنبيه علي هذه الأمور في حجم كبيرا منها، أحيانا بمقدار الربع بمقدار الثلث بمقدار النصف علي حسب التخريجات التي تذكر من أجل توثيق هذه المعلومات، وإذ هذا كله ينبغي
(29:52) وأما يعني خطبة بعد ذلك يعني بدقائق معدودة وانتهي الأمر حقيقتا ليس هذا كما قلت من الحكمة لاسيما في هذه الأيام.
عندما يعني عم الجهل وانتشر يعني الضلال والغفلة ونسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين، ففسر سورة النور وفسر سورة البقرة تفسيرا لو سمعه المشركون لآمنوا بالحي القيوم، لا إله إلا الله، وهو أمير الموسم في عهد الخليفتين الراشدين سيدنا عثمان وسيدنا علي رضي الله عنهم أجمعين - ولذلك |إخوتي الكرام كان ينعت، ينعت، سيدنا عبد الله بن عباس بين الصحابة الأكياس رضوان الله عليهم أجمعين " بالحبر "، ينعت بالحبر، هو حبر الأمة كما هو بحرها كما هو فقيهها كما هو مفسرها رضي الله عنه وأرضاه-.
روي الإمام ابن سعد في الطبقات في الجزء الثاني صفحة واحدة وسبعين وثلاث مائة عن محمد بن أبي بن كعب رضي الله عنهم أجمعين - قال: "كان عبد الله بن عباس عند أبي أبي بن كعب أبي المنذر سيد القراء، فلما قام قال أبي بن كعب رضي الله عنهم أجمعين هذا يكون حبر هذه الأمة "، هذا نهاية أمرهم هو حبر الأمة هو شيخها هو عالمها هو فقيهها ستلجأ إليه وترجع إليه، هذا يكون حبر هذه الأمة، أري عقلا وفهما، وقد دعا له رسول الله - صلي الله وسلم -بأن يفقهه في الدين، ____ (31) علامة الذكاء والنجابة والألمعية لا تخفي في هذا العبد الصالح، كل ذرة من ذراته تشير إلي إشراق مستقبله، أري ذكاءً فهما أري عقلا وفهما وقد دعا له رسول الله عليه الصلاة والسلام بأن يفقهه في الدين، هذا سيكون حبر هذه الأمة.
وقال محمد بن علي رضي الله عنه وأرضاه وهو انتبهوا له بعض الناس قد يخطأ فيظن أنه الإمام الباقر محمد بن علي، لكن يراد هنا ابن سيدنا علي الإمام محمد بن الحنفية ولذلك في المستدرك ذكر الأثر في موطنين مرة قال محمد بن علي ومرة قال محمد بن الحنفية وهذا هو هذا وفي بعض الكتب محمد بن الحنفية وهو ابن سيدنا علي رضي الله عنهم أجمعين ويضاف فقط إلي أمه من باب التفريق بينه وبين أولاد سيدتنا فاطمة رضي الله عنهم أجمعين محمد بن علي وليس هو الإمام الباقر، إذاً محمد بن علي بن الحسين بن علي رضي الله عنهم أجمعين، فالمراد هنا محمد بن سيدنا علي رضي اله عنهم أجمعين، قال محمد بن علي، لما توفي سيدنا عبد الله بم عباس رضي الله عنهم أجمعين وهو الذي صلي عليه في الطائف، لا إله إلا الله،:" كان عبد الله بن عباس حبر هذه الأمة ".
الحبر مات رضي الله عنه وأرضاه، كان حبر هذه الأمة لا إله إلا الله، وأثره إخوتي الكرام..
(33:36)
***********************
كان حبر هذه الأمة وأثره اخوتي الكرام في حلية الأولياء في الجزء الأول صفحة تسعة عشرة وثلاث مائة وهو أيضا في مستدرك الحاكم كما ذكرت لكم " كان حبر هذه الأمة".
وبذلك نعته تلميذه مجاهد بن جبر رضي الله عنهم أجمعين كما في المستدرك في الجزء الثالث صفحة خمس وثلاثين وثلاث مائة، قال مجاهد بن جبر:" ما رأيت إلا عبد الله بن عباس قط رضي الله عنهم أجمعين - ولقد مات يوم مات وهو حبر هذه الأمة" وهذه الجملة بأنه حبر هذه الأمة رويت أيضا مرفوعة إلي نبينا عليه الصلاة والسلام كما تقدم معنا أن يفقهه في الدين وأن يعلمه التأويل وجملة نعم ترجمان القرآن أنت، أيضا رويت عليه الصلاة والسلام ((وكذا)) قالها الصحابة الكرام والتابعون لهم بإحسان، وهكذا هذه الجملة " حبر هذه الأمة عبد الله بن عباس " لكل أمة حبر وحبر هذه الأمة عبد الله بن عباس.
حبر هذه الأمة أنت، هذا أيضا روي عن نبينا عليه الصلاة والسلام من طريقين اثنين، في أحد الطريقين كلام والآخر فيما يبدو لي لا كلام فيه يعني اعترض فيه علي راوي والإمام أبو نعيم كما ستسمعون قال عنه ثقة مأمون، وعليه ظاهر الإسناد سليم نظيف والعلم عند الله جل وعلا.
أما الأثر الأول رواه الحاكم في المستدرك في الجزء الثالث صفحة خمس وثلاثين وخمس مائة عند المكان المشار إليه آنفا عند أثر سيدنا مجاهد ولفظ الحديث من رواية سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلي الله عليه وسلم قال " أرأف أمتي بأمتي أبو بكر، أرأف أمتي بها أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه -، وأصلبها في أمر الله عمر، وأشدها حياء عثمان، وأقرأها أبي بن كعب، وأفرضها زيد بن ثابت، وأقضاها علي بن أبي طالب، وأعلمها بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأصدقها لهجة أبو ذر، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة عامر بن الجراح، والعاشر وهو سيدنا عبد الله بن عباس، وحبر هذه الأمة عبد الله بن عباس".
والحديث كما قلت من رواية سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال الحاكم في مستدركه هذا حديث صحيح الإسناد، تعقبه الإمام الذهبي والحق معه فقال، قلت فيه كوثر بن حكيم الراوي عطاء عن سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهم أجمعين، فيه كوثر بن حكيم ساقط، هذا في تلخيص المستدرك وقال في السير في الجزء الثالث صفحة تسع وسبعين وثلاث مائة: كوثر بن حكيم واهن، في المستدرك ساقط، هنا واهن وقال في المغني في الضعفاء صفحة أربعة وثلاثين وخمس مائة من المجلد الثاني: تركوا حديثه وله عجائب، تركوا حديثه كوثر بن حكيم وله عجائب، لا إله إلا الله، وأصل الحديث إخوتي الكرام ثابت صحيح دون العاشر وهو سيدنا عبد الله بن عباس الذي هو محل الشاهد أما أصل الحديث ثابت صحيح وتقدم معنا في دروس الفرائض لكن من رواية سيدنا أنس رضي الله عنه وأرضاه - هنا من رواية بن عمر وأصل الحديث تقدم معنا وفيه هؤلاء التسعة لكن من رواية سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنهم أجمعين.
الحديث تقدم معنا في المسند وسنن الترمذي وقال هذا حديث حسن صحيح ورواه الإمام ابن ماجه في سننه وابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه وقال صحيح علي شرط الشيخين وأقره عليه الذهبي والحديث رواه الإمام أبو داود الطيالسي والطحاوي " مشكل الآثار"، كما رواه البيهقي في السنن الكبري أبو نعيم في الحلية، وكما قلت صححه الترمذي والحاكم وأقره الذهبي، وقال الذهبي في السير في الجزء الرابع صفحة أربع وسبعين وأربعمائة: أيضا هذا حديث حسن صحيح، ولفظ الحديث كما تقدم معنا من رواية سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه وأرضاه - " أرحم أمتي، هنا أرأف أمتي، أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر، وهنا ماذا عندنا؟ أصلبها، وأشدهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأقضاهم علي رضي الله عنهم أجمعين -، اللهم صلي نبينا محمد وعلي آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، هؤلاء أربعة، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأقرأهم أبي بن كعب، ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة عامر بن الجراح، والتاسع وما أضلت الغبراء ولا أقلت الخضراء أصدق لهجة من أبي ذر، أشبه عيسي بم مريم - علي نبينا وعليه صلوات الله وسلامه - في زهده وورعه فقال سيدنا عمر رضي الله عنه وأرضاه - نعرف ذلك له يا رسول الله - عليه صلوات الله وسلامه - قال: نعم إعرف له ذلك، هؤلاء تسعة وما ذكر معهم حبر هذه الأمة سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهم أجمعين - بالنسبة لعلي أقضاهم علي، هذا ورد في رواية صحيح بن حبان فقط، ولم يرد في رواية سنن الترمذي وغير ذلك من الروايات، إنما هو في صحيح ابن حبان أقضاهم علي.
وتقدم معنا كلام الإمام بن تيمية عليه وعلي أئمتنا رحمات رب البرية، قال في مجموع الفتاوى في الجزء الرابع صفحة ثمان وأربع مائة قال:"لم يروي هذه الجملة (أقضاهم علي) أحد من الكتب الستة " نعم، إلي هنا الكلام مقبول، ما روي في الكتب الستة، ولا أحد من أهل المسانيد المشهورة لا الإمام أحمد ولا غيره، ما روي أيضا في المسند لا بأس، بإسناد صحيح ولا ضعيف، إنما يروي من طريق من هو معروف بالكذب، هذا الكلام مردود آخره كما تقدم معنا وقلت إن الحديث صحيح بصحيح بن حبان (وأقضاهم علي) رضي الله عنه وأرضاه.
وقال في مجموع الفتاوى أيضا في الجزء..
(42:25)
***********************
وقال في مجموع الفتاوى أيضا في الجزء الحادي والثلاثين صفحة اثنتين وأربعين وثلاث مائة عن الحديث بكامله ضعيف لا أصل له فيما يتعلق بزيد بن ثابت، أيضا أفرضهم زيد ولم يكن معروفا علي عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام بالفرائض، أما وجود زيد في سائر الروايات وأنه أفرض هذه الأمة فهذا صحيح ثابت ثبوت الشمس في رابعة النهار، والإمام ابن تيمية عليه وعلي أئمتنا رحمات رب البرية أخطأ في حكمه علي هذا الحديث كما قلت بالضعف في حق سيدنا زيد بن ثابت أن هذا ضعيف وما كان معروفا بالفرائض.
إذا كان نبينا عليه الصلاة والسلام يقول أفرضهم زيد كيف تقل لم يكن معروفا بالفرائض والحديث يرد في فضله في هذه يعني المسألة وهذا العلم، وأما فيما يتعلق بسيدنا علي رضي الله عنهم أجمعين فقلت إن الحديث أيضا صحيح ثابت في صحيح ابن حبان، الحديث أصله ثابت من رواية سيدنا أنس رضي الله عنه وأرضاه - وروي أيضا إخوتي الكرام الحديث من رواية ابن عمر كما معنا في المستدرك وليس فيه أيضا حبر هذه الأمة عبد الله بن عباس، رواه الإمام أبو يعلي وابن عساكر في تاريخه كما في "جمع الجوامع" في الجزء الأول صفحة ست وتسعين باللفظ المتقدم "أرأف أمتي بأمتي أبو بكر".
كما في رواية ابن عمر المتقدمة التي رواها الحاكم لكن ليس فيه العاشر حبر هذه الأمة ابن عباس ورواه ابن النجار أيضا في تاريخه عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهم أجمعين دون ذكر عبد الله بن عباس، لا إله إلا الله، روي كما قلت في المستدرك بسند حوله كلام لوجود كوثر بن حكيم.
الرواية الثانية رواها الإمام أبو نعيم في الحلية في الجزء الأول صفحة ستة عشرة وثلاث مائة عن سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: انتهيت إلي النبي - صلي الله عليه وسلم - وعنده جبريل علي نبينا وأنبياء الله وملائكته صلوات الله وسلامه، فقال جبريل لنبينا الجليل عليهما صلوات الله وسلامه: من هذا؟ قال: ابن عمي عبد الله بن عباس، قال: إنه كائن هذا حبر هذه الأمة فستوصي به خيرا، يعني اعتني به ووجهه توجيها سديدا وتقدم معنا عندما دعا له نبينا عليه الصلاة والسلام بأن يفقهه في الدين وأن يعلمه التأويل واصل نصحه وإرشاده ووصيته له فقال يا غلام: إني أعلمك كلمات كما تقدم معنا إحفظ الله يحفظك وهنا كذلك إنه كائن هذا حبر هذه الأمة فستوصي به خيرا.
الحديث كما قلت في الحلية، قال الإمام الذهبي في السير في الجزء الثالث صفحة تسع وثلاثين وثلاث مائة، هذا حديث منكر تفرد به سعدان ابن جعفر، طب لما سعدان ابن جعفر قال عنه الإمام أبو نعيم في الحلية ثقة أمين، ولما تحكم عليه بالنكارة يعني ما وجه النكارة لتفرد سعدان ابن جعفر، سعدان ابن جعفر ثقة أمين وليس هو من الرواة مجروحين والعلم عند رب العالمين.
وعليه كما قلت في الرواية الثانية أمثل من الأولي إنه كائن هذا حبر هذه الأمة وفي الرواية المتقدمة من رواية سيدنا عبد الله ابن عمر رضي الله عنهم أجمعين حبر هذه الأمة عبد الله بن عباس رضي الله عنهم أجمعين، وكيف ما كان حال الروايتين فتقدم معنا هذا ثابت من كلام الصحابة وكلام التابعين رضوان الله عليهم أجمعين علي التسليم بوجود ضعف وأن الرواية الأولي لا تتقوي بالثانية وأن الثانية كما قال الإمام الذهبي فيها نكارة وما أعلم وجه النكارة كما قلت مع أن سعدان ابن جعفر ثقة أمين كما قال أبو نعيم في الحلية، عندما روي الحديث ((وقال)) سعدان ابن جعفر ثقة أمين، قد انتهي.
فالحديث يثبت بنفسه إن لم يثبت لوجود كما قلت سعدان ابن جعفر وكوثر بن حكيم، فالآثار عن الصحابة الأبرار تشهد لمعناه فتقويه وترفعه والعلم عند الله جل وعلا، إذاً ترجمان القرآن وهو حبر هذه الأمة المباركة، لفظ الحبر قال بالكسر حِبر ويقال بالفتح حَبر، أما حِبر فيقال له حِبر نسبة إلي الحبر الذي يكتب به، فبما أن الحَبر لا يستغني عن الحِبر فيقال له حِبر نسبة يعني إلي الحبر الذي يكتب فيه باستمرار "حبر " لا إله إلا الله حبر، وتقدم معنا في بعض المواعظ قلت هذا الحبر في الحقيقة يعني من شيم الرجال، وإذا تلطخت أيديهم به وهكذا ثيابهم فلا لوم عليهم في ذلك إنما الزعفران عطر العزارة ومداد الدوات عطر الرجال إلا رجال هذا الزمان، فتراه كأنه أيضا بنت عزراء مخدرة، يعني يعتدي علي لحيته وينتفها وبعد ذلك يريد أن يضمخ نفسه بالطيب والليونة ولا يريد أن يكون في شيء من الخشونة ولا يريد أن يعني لو ظهرت نقطة سوداء من القلم في هديه أو في ثيابه يعني لأقام الدنيا وما أقعدها.
يا عبد الله ماذا جري هذا شرف لك، إذا كان أثر القلم في يدك أو في ثيابك وحقيقتا كان الطلبة في الزمن القديم قل أن تري طالب ليس أثر قلمه في ثيابه قل إلا في هذا الحين إلا به كما قلت صار حكمنا حكم العزارة، لا إله إلا الله، إنما الزعفران عطر العزارة ومداد الدوات عطر الرجال فيقال للعالم حِبر لأنه يكتب بالحبر باستمرار، ويقال له حَبر بالفتح من التحبير لأنه يحبر الكلام ينمقه يزينه يرتبه، وقال الراغب في المفردات، يقال له حَبر أيضا لما يبقي من أثر علومه فيه، تبقي له أثر العلوم التي تدل علي منزلته ولسان صدق له في هذه الأمة ويذكر، فإذا هذا " حَبر "، " حِبر "، لا إله إلا الله.
وهذا اللفظ إخوتي الكرام أطلق علي عدد من الصحابة الكرام منهم من تقدم معنا ذكره الذي أثني علي سيدنا عبد الله بن عباس وهو عبد الله بن مسعود الذي قال: نعم ترجمان القرآن عبد الله بن عباس وقال الإمام بن كثير: فماذا يقول عبد الله بن مسعود لو عاش ست وثلاثين سنة التي عاشها عبد الله بن عباس بعده؟، عبد الله بن مسعود قيل عنه إنه حبر أيضاً.
ثبت هذا إخوتي الكرام كما ذكرت أيضا في دروس الفرائض في المسند وصحيح البخاري والحديث في السنن الأربعة إلا سنن النسائي ورواه الحاكم في المستدرك والبيه قي في السنن الكبرى والإمام الداراقطني في سننه وأبو داود الطياليسي في مسنده، والحديث رواه الإمام ابن الجارود في "المنتقي" عن هزيل بن شرحبيل، قال: سئل سيدنا أبو موسي الأشعري رضي الله عنه عن رجل مات وترك ابنة وابنة ابن وأخت، اخت شقيقة، ترك بنت وبنت ابن وأخت شقيقة، فقال أبو موسي رضي الله عنه: للبنت النصف وللأخت النصف وأتوا ابن مسعود فسيتابعونني، يعني اذهبوا إليه سيوافقني علي هذا القضاء، فذهبوا إلي سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنهم أجمعين فقالوا: هلك هالك عن بنت وبنت ابن وأخت شقيقة، فكيف توزع التركة؟
قال: والله لأقضين بها بقضاء رسول الله عليه الصلاة والسلام لقد ضللت إذاً " وما أنا من المهتدين " إذا لم أقضي بهذا القضاء الحق الأمين، للبنت النصف ولبنت الابن السدس تكملة للثلثين، وما بقي فهو للأخت، لأن الأخوات مع البنات عصبا عصبة مع الغير، فذهبوا إلي أبي موسي الأشعري وعرضوا عليه القضاء، قال: لا تسألوني ما دام هذا الحبر فيكم.
أنظروا كلام الحافظ إخوتي الكرام في شرح هذا الحديث في الجزء الثاني عشر صفحة سبعة عشرة من فتح الباري " لا تسألوني ما دام هذا الحبر فيكم"، نعم كان أبو موسي الأشعري يجل سيدنا عبد الله بن مسعود كثيرا وهو القائل كما في المعرفة والتاريخ للإمام الفسوي في الجزء الثاني صفحة خمس وأربعين وخمس مائة "لمجلس كنت أجالس فيه عبد الله بن مسعود أوثق في نفسي من عمل سنة" طيب ((الآن)) هذا المجلس الذي هو سؤال عابر كما يقال، صحح لك الخطأ وبعد ذلك يعني كنت ستقضي بخطأ والأمة ستسير علي خطأ وأنظر لذاك يعني حقيقتا هذه هي صحبة العالم الفقيه المحقق المتقن "مجلس أجالسه فيه أوثق في نفسي وأضمن لي عند ربي من أن أعبد الله سنة كاملة".
هذا يقوله أبو موسي الأشعري في حق عبد الله بن مسعود رضي الله عنهم وأرضاهم، إذاً هو ترجمان القرآن وهو أيضا حبر الأمة، لا إله إلا الله، وهو البحر يقال له البحر أيضا، لا إله إلا الله، ثبتت تسميته بذلك عن عدد من سلفنا منهم العبد الصالح مجاهد بن جبر كما في المستدرك والحلية وتاريخ بغداد للخطيب البغدادي عن مجاهد بن جبر قال: كان عبد الله بن عباس رضي الله عنهما..
(53:18)
كان عبد الله بن عباس رضي الله عنهما يسمي بالبحر لكثرة علمه وعليه التسمية منه ومن غيره يعني يسمي بين الصحابة وبين المسلمين المتقدمين بالبحر لكثرة علمه، لا إله إلا الله، كان يسمي بالبحر لكثرة علمه.
وفي طبقات ابن سعد في الجزء الثاني صفحة ست وستين ومائتين عن عطاء أنه قال: كان يقال لعبد الله بن عباس البحر فكان عطاء إذا حدث عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهم أجمعين قال - قال البحر وفعل البحر - ينعته ويلقبه بهذا الذي اشتهر به ولا يسميه " قال البحر فعل البحر " وهو معلوم لقب لهذا الصحابي المبارك الميمون وحقيقتا لا يطلق علي غيره لأن ((زي ما)) تقول قال بحر الأمة عبد الله بن عباس رضي الله عنه وأرضاه، البحر كما يقال له الحبر، لا إله إلا الله، ولا ((غرو)) في ذلك أن يطلق عليه هذا اللفظ لفظ البحر، لأنه حقيقتا بحر لا ساحل له، فأنظر لكلام أئمتنا رضي الله عنهم في علمه.
روي الخطيب في تاريخ بغداد صفحة ثلاث وسبعين مائة من المجلد الأول والإمام ابن الجوزي بسنده في كتاب " المصباح المضيء في أخبار الخليفة المستضيء" كما تقدم معنا في الجزء الأول صفحة عشرين ومائة عن سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: " كان عبد الله بن عباس أعلم الناس بما أنزل الله علي رسوله صلي الله عليه وسلم "، فيستحق أن يقال له البحر رضي الله عنه وأرضاه.
وروي الإمام ابن سعد في الطبقات عن عكرمة قال: قال عبد الله بن عمرو بن العاص - هناك الأثر من عبد الله بن عمر -وهنا عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم أجمعين " كان بن عباس رضي الله عنهم أجمعين أعلمنا بما مضي وأفقهنا فيما نزل مما لم يأتي فيه شيء "، كان أعلمنا بما مضي وأفقهنا -انتبه- فيما نزل يعني فيما نزل من وقائع وحوادث ووقع من مشكلات تحتاج إلي فهم واستنباط وأفقهنا فيما نزل مما لم يأتي فيه شيء، يعني ما ورد فيه نص، تراه يغوص ويستنبط له حكما من النصوص الثابتة، كان أعلمنا بما مضي وأفقهنا فيما نزل مما لم يأتي فيه شيء، لا إله إلا الله، قال عكرمة فأخبرت بذلك بن عباس رضي الله عنهم أجمعين، هكذا يقول فيك عبد الله بن عمرو رضي الله عنهم أجمعين فقال بن عباس رضي الله عنهم أجمعين " إن عنده لعلما أي عند عبد الله بن عمرو كان يسأل رسول الله صلي الله عليه وسلم عن الحلال والحرام "((أن هو)) يسمع لي لأنني أعلم الناس بما مضي وأنني أفقههم فيما يأتي ما لم ينزل فيه شيء، أيضا اعرفوا لعبد الله بن عمرو قدره هو عنده علم، كان يسأل رسول الله صلي الله عليه وسلم عن الحلال والحرام، يسأل ويقيد ويكتب.
لكن شتان شتان ما بين الرتبتين والدرجتين، فعبد الله بن عمرو من المكثرين أيضا وهو يعني من حفاظ الحديث لكن يدخل في دائرة التحديث لا في دائرة الفقه والفهم والاستنباط، فأين هو من سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في هذا الأمر لكن من باب أيضا يعني الانصاف ووضع الشيء في موضعه قال أيضا عنده علم وهو كان يسأل النبي عليه الصلاة والسلام عن الحلال والحرام، لا إله الا الله.
وثبت في طبقات بن سعد عن سيدنا جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه قال: " لما مات سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهم أجمعين مات أعلم الناس وأحلم الناس ولقد أصيبت به هذه الأمة بمصيبة لا ترتق " لا ترتق، وتقدم معنا " الرتق " يعني (كانتا رتقا ففتقناهما) يعني هذه المصيبة لا تعوض لا تسد لا يأتي ما ينوبه عنها ويسد مسدها، مصيبة هذه الأمة مصيبة عظيمة بموت سيدنا عبد الله بن عباس.
وروي الإمام بن سعد في الطبقات عن رافع بن خديج أيضا رضي الله عنه وأرضاه قال: "لما مات سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهم أجمعين مات اليوم من يحتاج إليه من بين المشرق والمغرب في العلم "، يعني أهل الأرض قاطبة بحاجة إلي علمه.
إخوتي الكرام: في طبقات ابن سعد صفحة اثنتين وسبعين وثلاث مائة ضبط يحتاج بضم الياء يعني مات اليوم من يُحتاج إليه، إذاً لازم تقول بدل مَن مِن، أليس كذلك مات اليوم من يجتاج إليه من بين المشرق والمغرب في العلم يعني من يحتاج إليه من الحاضرين بين المشرق والمغرب هو عبد الله بن عباس ومات، ما الداعي لهذا التكلف، مات من يحتاج إليه من بين المشرق والمغرب، يعني هو الذي يُحتاج إليه من الحاضرين بين المشرق والمغرب، فما أعلم لما قيدها بالضبط، ولو قرأت كما قلت لكم " مات من يحتاج إليه من بين المشرق والمغرب " يعني أهل المشرق والمغرب أهل الأرض قاطبة بحاجة إلي علمه، فهذا لو كان يعني حقيقتا أيسر يعني البناء للمعلوم من البناء للمجهول ثم التكلف، من يحتاج إليه من بين المشرق والمغرب في العلم، علي كل حال كما قلت قيدت بضم يُحتاج في طبقات ابن سعد من قبل الناشرين والعلم عند رب العالمين.
وقال العبد الصالح سعيد بن المسيب كما في طبقات ابن سعد أيضا " كان بن عباس رضي الله عنهما أعلم الناس وقال العبد الصالح طاووس وهم من تلاميذه -رضوان الله عليهم أجمعين - " كان بن عباس رضي اله عنهم أجمعين من الراسخين "، ولاشك في ذلك رضي الله عنه وأرضاه.
إذاً ترجمان القرآن، حبر الأمة، بحرها، أعلمها، وأيضا هو ربانيا، رباني أطلق عليه أيضا هذا اللقب من قبل أئمتنا عندما أثنوا عليه بذلك، والرباني إخوتي الكرام هو العالم الفقيه الحكيم الذي يتعهد حسب التربية والتوجيه ويربيهم حسب استعدادهم، هذا يقال له رباني وقيل إنه منسوب إلي الرب والنون للمبالغة، الأصل ربي منسوب إلي الرب قيل رباني يعني للمبالغة في حصول التربية فيه بالمعني المتقدم يتخلق بأخلاق الله -جل وعلا - فيربي الناس شيئا فشيئا سواء فيما يتعلق يعني بالتربية الخَلقية أو بالتربية الخُلقية الدينية الشرعية،
(1:2:33) التربية الخَلقية يتعهدوا نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم بعد ذلك يعني عظام تكسي بلحم ثم يخرجون طفلا ثم ثم، هذا كله تعهد بتربية الله جل وعلا فهو رب العالمين، وهكذا التربية الشرعية يتعهدهم يعني علي مهل لأول الأمر "اقرأ باسم ربك الذي خلق " ثم سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار يرغبهم يعني في إطاعة ربهم ثم تنزل الأحكام علي فترة ثلاث وعشرين سنة.
وهكذا العالم يتخلق بهذا الخلق يربي الناس بصغار العلم قبل كباره فما لا يهضمونه لا يذكره أمامهم وكان عبد الله بن عباس رضي الله عنهما كذلك والله جل وعلا يقول في كتابه "ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون".
يعني ولكن يقول لكم كونوا ربانيين واتصفوا بهذا النعت الكريم والرباني كما قلت عالم فقيه حكيم، فقهاء علماء حكماء، كما اتفق علي ذلك أئمتنا في كتب التفسير، لا إله إلا الله، فسيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أيضا رباني نعته بذلك أيضا سيدنا محمد بن علي الذي يقال له ابن الحنفية رضي الله عنهم أجمعين كما في المستدرك وتاريخ بغداد وطبقات ابن سعد، قال محمد بن الحنفية عندما مات سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما وتقدم معنا قال " مات حبر هذه الأمة " وقال أيضا " مات رباني هذه الأمة " حبر هذه الأمة ورباني هذه الأمة.
ونعته بذلك أيضا العبد الصالح كعب الأحبار وهو من التابعين الأبرار كما في طبقات ابن سعد قال كعب لعكرمة مولي سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهم أجمعين " مولاك رباني هذه الأمة هو أعلم من مات وأعلم من عاش "
إخوتي الكرام: وقد جمع سيدنا عبد الله بن عباس..
(1:5:30)
***************
رضي الله عنهما إلي علمه العمل به والخشية من ربه سبحانه وتعالي ولا أريد أن أفيض في هذا فهذا نعت سلفنا كلما زاد علمهم زادت خشيتهم، فإذا كان عبد الله بن عباس أعلم الأمة، أفقه الأمة، أعلم الأمة بتأويل كلام اللله جل وعلا، حقيقتا خشيته يعني تتناسب مع علمه رضي الله عنه وأرضاه فأنظر ماذا كان يفعله في سفره لتقيس بعد ذلك يعني الحضر علي السفر، إذا كان هذا يفعله في السفر فماذا سيفعل في الحضر رضي الله عنه وأرضاه.
روي الإمام أبو نعيم في الحلية صفحة سبع وعشرين وثلاث مائة من المجلد الأول عن ابن أبي مليكة وهو تابعي كريم عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة، أدرك ثلاثين من أصحاب نبينا الأمين علي نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه منهم عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر رضي الله عنهم أجمعين وحديثه في الكتب الستة وتوفي سنة سبع عشرة ومائة، إمام ثقة فقيه مبارك عبد الله بن أبي مليكة قال: صحبت عبد الله بن عباس رضي الله عنهما من مكة المكرمة إلي المدينة المنورة
(1:6:54) صلوات الله وسلامه - في سفر - وسفرهم لا يخفي عليكم في العصر الأول، إما مشي علي الأقدام أو ركوبا علي بهيمة الحيوان، علي الدواب، هذا حقيقتا يحتاج إلي كلفة وجهد والطريق يحتاج إلي وقت، يعني ما بين مكة والمدينة ستأخذ سبعة أيام علي الدواب هذا إذا واصل، في سبعة أيام حقيقتا سيظهر حال الإنسان، ليس فيها سفرة، ساعات تنتهي، قال: فكان ينزل في وسط ((المكان)) عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ويمتنع من مواصلة السير، ينزل يعني ليستريح فإذا نزلنا يقول: قام وبدأ يناجي الله ويقرأ كلام الله جل وعلا ويكثر في ذلك نشيجه
_________
نحن نسمعه، نزلنا يعني ونزلوا ليستريحوا ليناموا متي انتصف الليل انتهي ما بقي شيء، يجعل الآن من منتصف الليل إلي السحر هذه مناجاه لله عز وجل هذا في سفره - فماذا كان يفعل في حضره؟
حقيقتا كما قلت قس يعني الحضر علي السفر وأعلم ماذا سيكون حاله من جد واجتهاد في طاعة رب العزة، هذا في السفر، إذا صار نصف الليل نزل ثم بعد ذلك قام يناجي الله عز وجل قال ونحن نسمع نشيجه أي حرقة، حرقته وشدة بكاءه عندما يناجي ربه ويتلو كلام الله جل وعلا، لا إله إلا الله، حقيقتا هذا حاله ولذلك إخوتي الكرام علم مع عمل نتج من ذلك حكمة، وكان يقول رضي الله عنه وأرضاه كما في الحلية أيضا في المكان المتقدم صفحة ثمان وعشرين وثلاث مائة مخاطب نفسه عندما يمسك لسانه:" يا لسان قل خيرا تغنم واسكت عن شر تسلم ".
لا إله إلا الله، ومن حكمته وبصيرته كان يتحدث عن أحوالنا ويصف زماننا، فاستمعوا إلي هذه الكلمة التي قالها وكأنه كان ينظر إلينا، إذا الغيب الذي وقع فينا في هذه الأيام من ستر رقيق، يقول كما في الحلية في المكان المشار المتقدم:" يأتي علي الناس زمان يعرج فيه بعقول الناس حتي لا تجد أحدا ذا عقل "، لا إله إلا الله، كأنه يعيش بيننا وعرف أحوالنا، يأتي علي الناس زمان يعرج فيه بعقول الناس حتي لا تجد أحدا ذا عقل، العقول ذهبت، وهذاالكلام إخوتي الكرام الذي قاله هذا الصحابي المبارك الهمام أخذه حقيقتا من كلام نبينا عليه الصلاة والسلام.
روي الإمام أحمد في المسند والحديث رواه الطبراني في معجمه الأوسط من رواية سيدنا النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: " صحبنا رسول الله صلي اله عليه وسلم وكنا معه فسمعناه يقول إن بين يدي الساعة فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع أقوام أخلاقهم بعرض من الدنيا قليل".
قال الحسن البصري: " لقد رأيناهم والله صور ولا عقول أجساما ولا أحلام فراش نار ((وذبان)) طمع يغدو أحدهم بدرهمين ويروح بدرهمين يبيع دينه بثمن ((العنت)) (1:11:17) " نسأل الله العافية والسلامة من سخطه ونسأله أن يثبتنا علي طاعته بفضله ورحمته، لقد رأيناهم والله صور ولا عقول، أجساما ولا أحلام فراش نار، يتهافتون علي الدنيا ويتهالكون عليها وذبان طمع، كيف يعني تقع في المربي والدبس والعسل عندما تراه، وبذلك هاتوها وموتها، فراش نار وذبان طمع، يغدو أحدهم بدرهمين ويروح بدرهمين يبيع أحدهم دينه بثمن ((العنت)) .
والحديث إخوتي الكرام في إسناده مبارك بن فضاله، قال الهيثمي في المجمع وثقه جماعة وفيه لين وبقية رجاله رجال الصحيح، ومبارك حكم عليه الحافظ في التقريب بأنه صدوق فحديثه لا ينزل علي درجة الحسن، وروي له البخاري في صحيحه تعليقا وحديثه في السنن الأربعة إلا سنن النسائي، وقد جزم الإمام الذهبي في السير في الجزء السابع صفحة أربع وثمانين ومائتين فقال " فهو حسن الحديث "، فالحديث لا ينزل عن درجة الحسن والعلم عند الله جل وعلا، وهذا الحديث إخوتي الكرام حقيقتا يعني له شواهد كثيرة ويتحدث كما قلت عن واقعنا أن العقول ذهبت كما قال سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، تعرج فيه العقول، عقول الناس في ذلك الوقت حتي لا تري أحدا ذا عقل، وهنا كما أشار نبينا صلي الله عليه وسلم -لا إله إلا الله -.
روي الإمام أحمد في المسند أيضا والإمام ابن ماجه في السنن وإسناد الحديث صحيح من رواية سيدنا أبي موسي الأشعري رضي الله عنه وأرضاه قال: " سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول إن بين يدي الساعة لهرجا، وقال رجل يا رسول الله عليه الصلاة والسلام وما الهرج؟ قال: القتل، فقال بعض الصحابة الحاضرين رضوان الله عليهم أجمعين يا رسول الله عليه الصلاة والسلام إنا نقتل من المشركين في العام الواحد كذا وكذا يعني يقع قتل كثير، لكن من أعداء الله ((الجليل)) (1:13:44) نقتلهم وبين يدي الساعة هرج، قتل يقع القتل في هذه الأيام، قال: ليس بقتل المشركين ولكن يقتل بعضكم بعضا حتي يقتل الرجل جاره وابن عمه وذا قرابته "، استمع لكلام الصحابة الكرام، حقيقتا هذا أمر يعني يستدعي الاستغراب والعجب، قالوا يا رسول الله عليه الصلاة والسلام ومعنا عقولنا، يعني في ذلك الزمان من يكون يقتل جاره وابن عمه وذا قرابته عنده عقل كما قال ابن عباس رضي الله عنهما، تعرج بعقول الناس في ذلك الزمان، تعرج عقولهم فلا تري أحدا ذا عقل ومعنا عقولنا فقال نبينا عليه الصلاة والسلام " لا تنزع عقول أهل ذلك الزمان ويخلفهم هباء من الناس لا عقول لهم "، هباء لاعقول لهم.
كما قال سيدنا عبد الله بن عباس " يأتي علي الناس زمان يعرج فيه بعقول الناس حتي لا تري أحدا ذا عقل "، وهذه حقيقتا كما قلت أحوالنا وأوضاعنا التي نعيش فيها وإلي الله نشكو أحوالنا.
الحديث كما قلت إخوتي الكرام له شواهد كثيرة حديث النعمان بن بشير منها ما ثبت في المسند وصحيح مسلم وسنن الترمذي من رواية سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه عن نبينا علي نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه أنه قال: " بادروا بالأعمال فتن كقطع الليل المظلم " هذا بمعني حديث النعمان بن بشير تماما، بادروا بالأعمال فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي كافرا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل،،، هناك يبيع أقوام أخلاقهم، يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل، لا إله إلا الله.
نعم إخوتي الكرام هذه أحوالنا، عرج في هذه الأيام بعقول الأنام، فلا تري ذا عقل وحقيقتا حالنا كما أشار إلي ذلك نبينا عليه الصلاة والسلام كما في المسند والصحيحين وسنن الترمذي وغير ذلك من رواية سيدنا حذيفة بن اليمان في الحديث الطويل حتي يقال للرجل ما أظرفه وما أجلده وما أعقله وما في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان، هذا زماننا، ما أظرفه ما أجلده ما أعقله وما في قلبه مثقال حبة خردل من ايمان، وإن أردت أن تتحقق هذا ففتح وسائل الإعلام واسمع الثناء الذي يكال لأعداء الرحمن، ما أظرفه ما أجلده ما أعقله وما في قلبه مثقال حبة خردل من ايمان، هذا كلام النبي عليه الصلاة والسلام، ولذلك تعرج بعقول الناس في ذلك الزمان يأتي عليهم زمان تعرج فيه بعقول الناس حتي لا تري ذا عقل، حقيقتا هذه أحوالنا التي نعيش فيها وإلي الله نشكو أمورنا.
إخوتي الكرام ختام الكلام وفاة سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما وما حصل له من كرامة عند موته رضي الله عنه وأرضاه، توفي كما قلت سنة ثمان وستين ودفن في الطائف رضي الله عنه وأرضاه وفداه أنفسنا وآبائنا وأمهاتنا وهو في مكان ملاصق للمسجد الكبير أكبر مساجد الطائف مسجد سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهم، وما أعلم أحد إذا ذهب منكم إلي حج أو إلي عمرة يمر بهذا الصحابي المبارك وبغيره من الصحابة الكرام الذين دفنوا في أمصار المسلمين يزورهم ويدعوا لهم ويقوموا بما يجب لهم علي المسلمين أم لا (( (أنا حقيقتا ما أعلمه)) ) يعني كم من إنسان يمر بالطائف ولا يخطر بباله أن يذهب ليؤدي الحق الواجب نحو هذا الصحابي الجليل، ولا أقول نذهب لنتمسح بقبر لا لا لكن يا عبد الله زيارة مشروعة وأنت إذا دخلت إلي ذلك المكان فمن حق هذا الصحابي عليك أن تزوره أن تدعوا له، هذا من حقه عليك كما لو كان حيا من حقه عليك أن تسلم عليه وهكذا هو في هذه البقعة المباركة التي دفن فيها، تذهب تسلم عليه تدعوا له، تسأل الله جل وعلا أن يجعل قبره نورا وأن يجزيه عن هذه الأمة خير الجزاء لما نشر فيها من علم نافع من تفسير كلام الله عز وجل ومن فقه، تقدم معنا جمع في عشرين مجلدا رضي الله عنه وأرضاه، هذا حقيقتا له حق علي الأمة.
لكن بلغني أن كثيرا من الناس في هذه البلاد يذهب ليحج ولا يزور المدينة المنورة علي منوريها صلوات الله وسلامه، وقال لي بعضهم إنه حج مرارا وما يعرف المدينة المنورة علي منورها صلوات الله وسلامه وما وصلها قلت يا أخي بينك وبين النبي عليه الصلاة والسلام جفوة أو خصومة أو ما هو الخبر أريد أن أعلم يعني ((أمان)) النبي عليه الصلاة والسلام حق علي أهل لا إله إلا الله، محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام ((أمله)) حق علينا، يا عبد الله أمرنا أن نشد الرحل إلي الصلاة في مسجده عليه الصلاة والسلام ثم بعد ذلك تصلي وتسلم عليه عندما تذهب إلي ذلك المسجد المبارك.
أما طول حياتك ما رأيت المدينة المنورة التي شع منها الإسلام وانتشر في أرجاء المعمورة، أمر عجيب حقيقتا ولعل بعضهم يذهب في السنة مرات يعني كما يقال هنا وهناك ثم في حياته ما زار المدينة المنورة علي منورها صلوات الله وسلامه وهكذا عندما يمر بالطائف يعني يذهب إلي عمرة أو حج، يا عبد الله اذهب صلي في هذا المسجد ثم بعد ذلك زر هذا الصحابي المبارك وادعوا له وقم بما يجب عليك نحوه وهكذا يعني الصحابة الآخرون رضوان الله عليهم أجمعين، هذا إخوتي الكرام لابد من وعيه، دفن في الطائف رضي الله عنه وأرضاه سنة ثمان وستين من هجرة نبينا الأمين علي نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه، وثبت عند موته له كرامة متواترة كما نص علي ذلك الإمام الذهبي.
وهذه الكرامة، لا إله إلا الله، رواها الحاكم في المستدرك، أنظروها في الجزء الثالث صفحة أربع وأربعين وخمس مائة وأبو نعيم في الحلية ورواه الطبراني في معجمه الكبير كما في المجمع في الجزء التاسع خمس وثمانين ومائتين بسند رجاله رجال الصحيح والأثر رواه الفسوي في المعرفة والتاريخ ورواه الإمام الحسن ابن عرفه في جزئه المشهور وهو في غير ذلك من كتب الأثر عن سعيد بن جبير وغيره رضي الله عنهم أجمعين، قال:" لما مات سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما جاء طائر أبيض لن يري علي خلقته طائر يقول ما رأينا طائر علي خلقته وما رأينا بشكله من الطيور، جاء طائر أبيض لم يري علي خلقته، فدخل في أكفانه - أكفان سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهم أجمعين، دخل في نعشه وفي أكفانه، يقول ثم ما رأيناه ولا خرج دخل وما خرج، يقول فلما وضع رضي الله عنه وأرضاه في القبر في لحده سمعوا من يتلوا قول الله عز وجل دون أن يرو أحدا، يعني ____ (1:22:27) يتكلم " يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلي ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي".
سمع هذا من شفير القبر كل من حضر دفنه ورأو ذلك الطائر الأبيض، جاء ودخل في نعشه بين أكفانه وهم ينظرون ثم ما طار ولا خرج وذلك هو عمله الصالح الذي سيكون معه وهكذا نور عينيه الذي ذهب من بصره عندما عمي في آخر حياته، لا إله إلا الله، وسبب ما حصل له من العمي لرؤيته جبريل علي نبينا وعليه صلوات الله وسلامه مرتين والآثار وارة إخوتي الكرام بذلك في معجم الطبراني الكبير بسند رجاله ثقات، أنظروها في المعجم في الجزء التاسع صفحة سبع وسبعين ومائتين وكما قلت إسناده الأثر رجاله ثقات، فأخبره نبينا عليه الصلاة والسلام عندما رأي جبريل يناجي نبينا الجليل عليه الصلاة والسلام بأن بصره سيذهب وأنه سيؤتي علما والأثر رواه الحاكم في المستدرك لكن طريق الحاكم بإسناد الحاكم فيه ضعف وأنظروا الكلام علي ذلك إخوتي الكرام في البداية والنهاية في الجزء الثامن صفحة ثمان وتسعين ومائتين، فرجا نبينا عليه الصلاة والسلام أن يكون ما سيحل به في آخر حياته وأن يعود إليه ذلك عند وفاته، واقع الأمر طرأ عليه العمي قبل وفاته بقليل ثم قيل هذا الطائر عمله وقيل نور عينيه عاد إليه ودخل فيه والعلم عند الله جل وعلا والأثر كما قلت ثابت.
قال الذهبي في السير في الجزء الثالث صفحة ثمان وخمسين وثلاث مائة " هذه قضية متواترة " ولما طرأ عليه ما طرأ من العمي في عينيه رضي الله عنه وأرضاه جاءه من يعالجون ويداوون بإخراج يعني هذا الماء الذي نزل في عينيه ثم قالوا له تمكث خمسة أيام لا تصلي، في رواية سبعة أيام، لا تصلي إلا إيماء
(1:24:50)