الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
دراسات في الديانات الهندية
بقلم: الطالب محمد ضياء الرحمن الأعظمي
الديانة الهندوسية
ـ1ـ
عقيدة التناسخ:
هذه العقيدة تقوم على اعتقادهم بأزلية الرب والروح والمادة، فالروح لا تفنى فناءا كاملا بل إذا خرجت من جسم حلت جسم آخر، وهكذا تنتقل الروح من هنا إلى هناك حتى تقوم الساعة.
مسألة القيامة:
أعمار الدنيا منقسمة أربعة أقسام:
1-
ست يك.
2-
ترتيا يك.
3-
دواير يك.
4-
كل يك.
وكل دور من هذه الأدوار له خصائص وأوصاف، فمثلا الذين يولدون في الدور الأول (ست يك) والذين يجمعون الدنيا والدين يولدون في الدور الثاني (ترتيا يك) والذين يجمعون الشهوات والرغبات والدين والدنيا يولدون في الدور الثالث (دواير يك) والذين يمشون وراء الرغبات والرهبات يولدون في الدور الرابع (كل يك) .
كل دور من هذه الأدوار الأربعة يستغرق ملايين من السنين فبعد انتهاء هذه الدوار الأربعة تعيد الدنيا عملها ودورانها مرة ثانية من (ست يك) إلى (كل يك) ملايين المرات ثم تقوم القيامة وتنجو الروح من جولاتها وتتصل بذات الإله.
السبب في هذا أن الروح لها ثلاث خصائص:
1-
ستوكن - من علامته أن تكون الروح راغبة في العلم والمعرفة.
2-
ثموكن - من علامته أن تكون الروح بعيدة عن العلم والمعرفة.
3-
رجوكن - من علامته أن تكون الروح راغبة في وقت ونافرة في وقت.
هذه الخصائص المجموعة هي سبب عيادة الروح مرة بعد مرة لحصول النجاة من أرذل صفاتها، فمن شرط النجاة تخليص النية من جميع الوسواس والأفكار الرديئة، والإنسان ما دام في قالب البشر لا يقدر على تخلية نفسه الوساوس خصوصا إذا ولد في ثموكن وكل يك، لأن ستوكن خاص بالملائكة المعصومين فلزم تنقل الروح من جسم إلى جسم جزاء بما كسبت في الحياة السابقة.
هذه عقيدة معروفة منتشرة لدى جمهور الهندوس وتسلطت على عقولهم وأفكارهم ومجملهم لم يستطيعوا أن يتخلصوا منها.
والباحثون إنما يمشون مع الجمهور ويظنون أن العادات والتقاليد هي عقيدة الأمم والملل فيتخبطون خاصة في مثل هذه المسائل التي لا انفكاك لها عن الديانة الهندوسية والأمة الهندية القديمة، فلنرجع على أصل ويدك وهرم ولننظر فيه حتى نقف على حقيقة هذه المسألة:
1-
رك ويد - تذكر يوم الآخرة وعظم العلم والمعرفة ولا تتجاوز هذه الحدود (1-2-3-20) .
2-
رك ويد - ذل نفسك وقل للذين يعظمون الملائكة (ديوتا) إنكم لتردون إلى حياة أخرى (19-44-60) .
3-
رك ويد - اجتهدوا في تحصيل الشمس حتى تعرفوا قدر النار. إن رسلنا " بهرب " و " بكو" و " مات وشوا " كلهم يؤمنون بالحياتين (حياة الدنيا الآخرة)(1-11-70-10) .
4-
دك ويد " أنا أذنت لكم بتناول الطعام الأبدي فيا أكنى " اسم رسول، كن من الذين يجتهدون في تحصيل الحياة الأبدية السرمدية (1-9-44-5) .
هذه أربع آيات جئنا بها لنبين كذب الهندوس وافتراءهم على ويدك وهرم ومعاندتهم تعليم الإسلام، نعم! كبا بوذا يعتقد جولان الروح والتناسخ ولكن هذه العقيدة ما كانت منتشرة في جميع الهندوس إلا بعد نزول القرآن ومجيء آخر الرسل محمد صلى الله عليه وسلم. فالآيات الثلاث الأول تشير إلى ثبوت يوم الآخرة، والآية الرابعة تحث على تحصيل الحياة الأبدية التي لا حياة بعدها.
هذه هي عقيدة ويد في مسألة التناسخ خلافا لما ذهب إليه " ديانتد " مؤسس آريا سماح وقلده جمهور الهندوس. أما الذين أنكروا عليه وعلى أتباعه وأثبتوا يوم الآخرة فكثيرون جدا منهم عالم كبير بسنسكرتيه " واهل سنسكرتايان " 1 يقول: " الذين قالوا بمسألة التناسخ كانوا في أزمنة2 " أبا نشد " لعلهم ما عرفوا بأن هذه المسألة ستكون خطيرة فيما بعد.
وتقول الدكتورة " فريدة جوهان ": " نعم إن ويد يثبت جولان الروح ولكن مرة واحدة فقط لا آلاف المرات "(التناسخ وويد ص 93)
ويقول ستيا بركاش: " أنا أتحدى أن مسألة التناسخ لا توجد في ويد "(آواكون ص104) .
ويقول المفكر الجديد " دركاشنكر " الذي عرفته من مقالاته القيمة التي تصدر في مجلة " كانتي " يحاول هذا العالم إثبات تعاليم القرآن في ويدك دهرم لتقليل المنافرة بين الأمتين المسلمة والهندوسية، وقد نجح نجاحا بارزا فكم من الشباب الهندوكي أقبلوا على دراسات القرآن.
" إن من الأسئلة الغريبة التي وجهت إليَّ: هل توجد في ويدك دهرم مسألة اليوم الآخر؟ فهذا السؤال كسؤال من
1 من العلماء الموجودين ليس عندي شيء من مؤلفاته حتى أذكر ترجمته ولكن أورد بعض ما بقي في حفظي مما قرأته في الأيام الماضية، هذا العالم يتصل بمقاطعة الهند الشمالية وقد قضى حياته كلها باحثا في أديان العالم وسافر إلى الدول الغربية عدة مرات للبحث وكان في بعض فترات حياته مسلما فكتب كتابا سماه " الدين الإسلامي مخططاته " ثم دخل في البوذية ووقف على دراسته ثم بدا له فترك البوذية ودخل في ويدك واشتغل بالتصنيف والتأليف ثم ما أعرف هل هو حي أو ميت.
2 والمعروف أن أبا نشد لم يكتب في فترة واحدة بل كتبه العلماء في أزمنة عدة حتى بلغ عدده 108 (ويدانت ص 18 المطبوع في أبريل سنة 1967) .