المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌صيرورة الذنوب والمعاصي عادة لهم ومنهجا - دروس الشيخ خالد الراشد - جـ ٤

[خالد الراشد]

الفصل: ‌صيرورة الذنوب والمعاصي عادة لهم ومنهجا

‌صيرورة الذنوب والمعاصي عادة لهم ومنهجا

من أحوال الغارقين صارت الذنوب والمعاصي والآثام عادة لهم ومنهاجاً، فهم في {ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ} [النور:40]، يعيشون بلا أمن ولا أمان، ولا راحة ولا استقرار، بل بلا حياة فأي حياة بلا إيمان؟! قال جل في علاه:{الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} [الأنعام:82]، قلوبهم تئن من الذنوب وتشتكي، أطفأت الذنوب نور الإيمان في قلوبهم، وقطعت الآهات والحسرات كبودهم، وأرَّقت الهموم مضاجعهم، يغرقون في لجج المعاصي والآثام، من مصيبة إلى مصيبة، ومن همّ إلى همّ، ومن غمّ إلى غمّ، ولا هم يتوبون ولا هم يذكرون، وصدق الله حين قال:{وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا} [طه:124 - 125] هو مع ضلاله وعصيانه وتمرده يحاجج {قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى * وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى} [طه:125 - 127].

إنهم يغرقون ومع هذا لا يفكرون بالتوبة والندم، اللهم إلا خطرات تمر على قلوبهم تناديهم إلى ركوب السفينة والانضمام إلى قوافل التائبين، يسمعون المواعظ ولا يتعظون، يدفنون الموتى ولا يعتبرون، يرون الحق ولا يتبعون، يُدعون ولا يستجيبون، نقول لهم ما قال الله:{يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * وَمَنْ لا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءُ أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} [الأحقاف:31 - 32].

ص: 7