المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الأسباب التي تجعل الإنسان يقع في السحر - دروس الشيخ سعد البريك - جـ ١٠٣

[سعد البريك]

فهرس الكتاب

- ‌السحر والشعوذة وخطورتهما على الفرد والمجتمع

- ‌السحر ودوافعه وأسبابه

- ‌تعريف السحر

- ‌بواعث السحر

- ‌قصة فرعون مع سحرته

- ‌دوافع السحر

- ‌طرق السحرة لجلب الناس إليهم

- ‌ماهية السحر، وهل هو حقيقة أم خيال

- ‌حكم من شك أو نازع في ثبوت السحر

- ‌إثبات أن النبي صلى الله عليه وسلم سحر

- ‌ما يبذله الساحر ليمكن من السحر

- ‌إبطال دعوى السحرة التعامل مع الصالحين

- ‌ذكر بعض ما مكن الله للجن

- ‌قدرة الجن على التشكل

- ‌تمكين الأنبياء من الجن

- ‌للجن حدود لا يتجاوزونها

- ‌حكم تعاطي السحر

- ‌عقوبة الساحر

- ‌الأسباب التي تجعل الإنسان يقع في السحر

- ‌الطرق الشرعية في الوقاية من السحر والسحرة

- ‌ترك الصلاة مما يوقع في أعمال السحرة

- ‌مما يدفع السحر: الرقى الشرعية

- ‌جملة من السبل الشرعية لدفع السحر

- ‌الأسئلة

- ‌الذهاب إلى من يدعون الصلاح ومعهم جن

- ‌حكم تعلم السحر

- ‌فضل آية الكرسي ومنعها السحر

- ‌كتب تساعد على معرفة السحر

- ‌حكم طلاق المسحور

- ‌ضعف الإرادة توهم بالسحر

- ‌ما يفعله من وجد حرزاً

- ‌حقيقة كتاب حوار صحفي مع جني مسلم

- ‌من أنواع السحر ما يقتل

- ‌نصيحة لمن يسحر الناس ولو كانوا من محارمه

- ‌علاج السحر لا يكون إلا بكتاب الله

- ‌كيف يعرف الإنسان أنه مسحور

- ‌نصيحة لمن لا تطيع زوجها

- ‌رد الشيخ على فهم خاطئ من محاضرة سابقة

- ‌سداد ديون المتوفى من قبل الورثة

- ‌تفسير قوله تعالى: (وما ملكت أيمانكم)

الفصل: ‌الأسباب التي تجعل الإنسان يقع في السحر

‌الأسباب التي تجعل الإنسان يقع في السحر

الأول: ضعف التوحيد في قلب العبد: فإن العبد الذي يضعف التوحيد في قلبه، ويضعف التوكل على الله عز وجل في نفسه وفؤاده، تراه مسكيناً ضعيفاً؛ ولذلك فإن الشيطان صرح كما أخبر الله عز وجل:{قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} [ص:82]{إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} [الحجر:40] وقال تعالى: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ} [الحجر:42] وقال تعالى: {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ} [النحل:99] أي: الشيطان {سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [النحل:99].

فالمخلص العابد المعتني بالطاعة المتوكل على ربه حقيقة التوكل، ليس للشيطان عليه سلطان، إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون، فمن لم يتحصن بالتوحيد وقع في حبائل السحرة والمشعوذين إذا خططوا ودبروا ذلك وأراد الله ذلك أو كان ذلك بمشيئة الله عز وجل.

الثاني: الإسراف على النفس بالذنوب: كذلك أيها الأحبة! كثير ممن يقعون في السحر وحبائله وفخاخه ممن يسرفون على أنفسهم بالذنوب والمعاصي، والله عز وجل يقول:{وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} [الشورى:30] ويقول عز وجل: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا} [آل عمران:165] وإن كانت الآيات قد نزلت في غزوة أحد، لكن كما في القواعد الشرعية الأصولية: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، قال تعالى:{أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} [آل عمران:165].

فالإنسان المضيع للواجبات، المرتكب للمعاصي والمحرمات، والمتساهل بكثير من الأمور؛ فإنه يكون أكثر من غيره وأقرب وأسهل من غيره وعرضة أن يؤثر فيه السحر وأن يقع فيه السحر.

الثالث: كذلك من الأسباب التي توقع في ذلك: التساهل في مجالسة هؤلاء السحرة، فإن هؤلاء السحرة بما وقعوا فيه من الأذى لا يرضون أن يكونوا فقط هم الذين يتسخرون للجن من بين سائر من حولهم من جلسائهم وأقربائهم، فتراهم إما أن يسحروهم ثم يوقعونهم ثم يستدرجونهم لكي يقعوا في ذات السحر الذي وقع فيه الساحر، وإما يؤذونهم بذلك أو ليجعلوهم تحت رحمتهم والعياذ بالله، وإما أن يمهدوا بذلك الطريق لكي يكونوا سحرة.

فمجالسة السحرة ومجالسة المشعوذين والتساهل بذلك ولو بدعوى الاستطلاع فإنه أمر يفضي إلى الوقوع فيه أو الإصابة به، وما كان صلى الله عليه وسلم ينطق على الهوى لما قال:(من ذهب إلى عراف فسأله فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد)(ومن ذهب إليه وسأله ولم يصدقه -كما في الحديث- لم تقبل له صلاة أربعين يوماً) ذلك من شدة التحذير والتنفير من الوقوع والقرب من هؤلاء السحرة، وما تظنون برجل يجالس السحرة والمشعوذين هل ستكون نهايته أن يحفظ القرآن؟ أو يحفظ الصحيحين؟ أو يفهم مسائل الفقه وأمور الشريعة؟

‌الجواب

لا، فكل يتعلم من القوم ما عندهم من البضاعة، وكل إناء بالذي فيه ينضح.

ص: 19