المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌في الحديث نظر من وجوه: - الأحاديث التي استشهد بها مسلم في بحث الخلاف في اشتراط العلم باللقاء - ضمن «آثار المعلمي» - جـ ١٥

[عبد الرحمن المعلمي اليماني]

الفصل: ‌في الحديث نظر من وجوه:

أقول: ورجاله ثقات، ويمكن أن يكون شعبة ــ والله أعلم ــ إنما أرسله لهذا الاختلاف.

وقال البخاري في "التاريخ"(1/ 2/343): "حُميد بن عبد الرحمن الحميري البصري عن أبي هريرة وابن عباس

".

أقول: و‌

‌في الحديث نظرٌ من وجوه:

الأول: ما ذكره مسلم من أنه لا يعلم لـ"حميد الحميري" لقاءٌ لأبي هريرة.

الثاني: ما سمعتَ من الاختلاف.

والثالث: أنه لا يُتابَعُ عن أبي هريرة، ولا عن جُندب، مع ما لأبي هريرة من الأصحاب الحفاظ المكثرين.

الرابع: أنه بالنسبة إلى الصوم ليس له شاهدٌ ــ فيما أعلم ــ إلَّا ما رواه الترمذي

(1)

من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، عن النعمان بن سعد عن علي، وقال الترمذي:"حسن غريب"

(2)

.

وعبد الرحمن بن إسحاق هو: ابن شيبةَ الواسطيِّ، قال أحمد: ويحيى: "ليس بشيء"، وقال أحمد وغيره:"منكر الحديث"، وقال مرة:"ليس بذاك، وهو الذي يُحدّثُ عن النعمان بن سعد أحاديث مناكير"، وضعَّفه غيرهم أيضًا.

(1)

(2527).

(2)

وفي نسخة "غريب" فقط.

ص: 124

والنعمان بن سعدٍ تفرَّد عنه عبد الرحمن بن إسحاق، فيما قال أبو حاتم

(1)

، وكذا قال البخاري (4/ 3/77)، كما ثبت في بعض نسخ "التاريخ". قال ابن حجر في "التهذيب"

(2)

: "والراوي عنه ضعيف فلا يحتجُّ بخبره".

أقول: وذكره ابن حبان في "الثقات"

(3)

والثقة عنده: مَن روى عن ثقة، وروى عنه ثقة، ولم يروِ منكرًا. وهذا الشرط مع تساهله مفقودٌ هنا؛ لأنّ الراوي عنه غير ثقة، وروى عنه المناكير، كما مرَّ.

الخامسُ: أن الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لم يكن يصومُ شهرًا كاملًا إلا أنه كان يكثرُ الصيامَ في شعبان، والله أعلم.

(1)

"الجرح والتعديل": (8/ 446).

(2)

(10/ 453).

(3)

(5/ 472).

ص: 125