المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌خيرية الأمة المحمدية ووسطيتها - دروس الشيخ سيد حسين العفاني - جـ ٤

[سيد حسين العفاني]

فهرس الكتاب

- ‌من خصائص أمة الإسلام

- ‌بقاء الخير في هذه الأمة

- ‌خيرية الأمة المحمدية ووسطيتها

- ‌شهادة أمة الإسلام على الأمم السابقة

- ‌أمة الإسلام كالغيث

- ‌أمة الإسلام هم شهداء الله في الأرض

- ‌فضل هذه الأمة على الأمم السابقة في الأجر والعطاء

- ‌أمة الإسلام سياحتها الجهاد

- ‌أمة الإسلام أمة مرحومة

- ‌أمة الإسلام رضي الله لها اليسر وكره لها العسر

- ‌من خصائص أمة الإسلام التيمم

- ‌من خصائص أمة الإسلام أن أحلت لها الغنائم

- ‌من خصائص أمة الإسلام جعل الأرض لها مسجداً وطهوراً

- ‌من خصائص أمة الإسلام أن صفوفها في الصلاة كصفوف الملائكة

- ‌من خصائص أمة الإسلام أن الله ستر أعمالها

- ‌من خصائص أمة الإسلام صلاة بعض الأنبياء خلف بعض صالحيها

- ‌من خصائص أمة الإسلام أن الله اختصها بالسلام والتأمين

- ‌من خصائص أمة الإسلام السحور

- ‌من خصائص أمة الإسلام أن الله خصها بيوم الجمعة

- ‌من خصائص أمة الإسلام أن الله أحل لها بعض الأطعمة

- ‌من خصائص أمة الإسلام أن لها أسباب الشهادة في سبيل الله

- ‌من خصائص أمة الإسلام تعدد أسباب الشهادة

- ‌من خصائص أمة الإسلام أنها أمة الإسناد

- ‌من خصائص أمة الإسلام وضع البركة في البكور

- ‌من خصائص أمة الإسلام أن لها النصر والغلبة إلى قيام الساعة

- ‌من خصائص أمة الإسلام أنهم يأتون يوم القيامة غراً محجلين

- ‌من خصائص أمة الإسلام تخفيف طول القيام عليها يوم القيامة

- ‌من خصائص هذه الأمة أنها أول من يحاسب يوم القيامة ويمر على الصراط

- ‌من خصائص أمة الإسلام في الشفاعة

- ‌من خصائص أمة الإسلام أنها أول الأمم دخولاً الجنة

- ‌من خصائص أمة الإسلام أنها أكثر أهل الجنة

- ‌من خصائص أمة الإسلام دخول سبعين ألفاً منها الجنة بغير حساب

الفصل: ‌خيرية الأمة المحمدية ووسطيتها

‌خيرية الأمة المحمدية ووسطيتها

هذه الأمة خير الأمم وأكرمها على الله عز وجل: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ} [آل عمران:110].

(كنتم) أي: في علم الله السابق المكتوب في اللوح المحفوظ قبل إيجاد الخلائق، وقبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، كما جاء في حديث رسولنا صلى الله عليه وسلم، أن هذه الأمة التي ستخرج من وراء الستار السرمدي، والغيب الذي لا يعلمه إلا الله عز وجل؛ أنها خير الأمم.

وقال ابن الأنباري: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران:110] يعني: أنتم خير أمة أخرجت للناس، مثلما يقول الله عز وجل:{وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [النور:20] يعني كان وما زال.

عن بهز بن حكم عن أبيه عن جده قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: (إنكم تتمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله عز وجل.

وفي رواية: (وأفضلها).

قال الإمام المناوي: يظهر هذا الإكرام في أعمال هذه الأمة، وفي أخلاقها وتوحيدها، ومنازل أهلها في الجنة، ومقامهم في الموقف، ووقوفهم على تل يشرفون به على الخلائق يوم القيامة، هذه الأمة العظيمة لها دور خاص في التاريخ، ومقام خاص، وحساب خاص.

فينبغي أن تدرك الأمة جيداً، أن لها القيادة والريادة في التاريخ، وأنها لم تأت على هامش التاريخ، بل لها القيادة والريادة، وهذا الموقع يحتم عليها أن يكون عندها ما تعطيه للناس، فهذا المكان وهذا القدر لا يعطى للناس اعتباطاً، لكن له تبعاته.

وهذه الأمة أمة وسط، قال الله تبارك وتعالى:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [البقرة:143].

والوسط: هو الأفضل، قال الله تبارك وتعالى:{قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ} [القلم:28] أي: قال خيرهم أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ.

الأمة الوسط وسط في كل معاني الوسط، سواء معنى الحسنى والفضل، أو معنى الاعتدال والقصد، فهي أمة وسط في التصور والاعتقاد بين رهبانية النصارى والغلو الروحي، وبين ارتكاس اليهود المادي.

أمة وسط في التفكير والشعور، لا تتبع كل ناعق، ولا تقلد تقليد القردة المضحك.

أمة وسط في التنظيم والتنسيق، لا تدع الحياة كلها للمشاعر والضمائر، ولا تدعها كلها أيضاً للتشريع والتأديب.

أمة وسط لا تهمل شخصية الفرد، ولا تجعله جشعاً أثراً، لا هم له إلا ذاته حتى ولو ضاع المجتمع.

أمة وسط في المكان والزمان، في الزمان بين عهد طفولة البشرية من قبلها وبين عهد النضوج العقلي، تحرص على هذا النضوج، وتوجهه مثلما أراد الله عز وجل.

ص: 3