المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌السخرية منه وإشاعة انقطاع الوحي - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ١٧٠

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌الرسول بين المعاناة والانتصار

- ‌الابتلاء من سنن الله

- ‌بعض الابتلاءات التي واجهها صلى الله عليه وسلم

- ‌نشأته يتيماً صلى الله عليه وسلم

- ‌موت جده وعمه

- ‌موت زوجه خديجة

- ‌مواجهة العداوة من الأقربين

- ‌تعرضه لإهانات من الكفار

- ‌ما لقيه في الطائف

- ‌تكذيبه في حادثة الإسراء والمعراج

- ‌السخرية منه وإشاعة انقطاع الوحي

- ‌الفقر

- ‌إعراض الكبراء وإيذاؤهم لأصحابه

- ‌موت أبنائه وبناته

- ‌صراعه مع أهل الباطل

- ‌صراعه مع المشركين

- ‌صراعه مع اليهود والنصارى والمنافقين

- ‌معاركه بين النصر والابتلاء

- ‌انتصار في بدر يعقبه الابتلاء في أحد

- ‌موقفه يوم الفتح من كفار قريش

- ‌التأييد بالوحي نصر مؤزر

- ‌وصفه لبيت المقدس

- ‌اليهود يسألونه فيجيب

- ‌التأييد بالآيات

- ‌تكثير الطعام

- ‌نبع الماء من بين أصابعه

- ‌انشقاق القمر

- ‌تثبيت الله له من أعظم انتصاراته

- ‌إرسال الجيوش ومراسلة الملوك

- ‌تخرج القادة والأبطال والعلماء على يديه

- ‌الغنائم

- ‌تأليف القلوب له

- ‌إخراج أهل الكتاب من جزيرة العرب

- ‌ظهور الإسلام

- ‌قضايا للتأمل

- ‌الأسئلة

- ‌كتب في المعجزات النبوية

- ‌عدم الابتلاء لا يدل على ضعف الإخلاص

- ‌حكم التمثل بأشعار الغزل في محبة الله

- ‌واجب الشباب بعد أزمة الخليج

الفصل: ‌السخرية منه وإشاعة انقطاع الوحي

‌السخرية منه وإشاعة انقطاع الوحي

ويستمر الدفاع، لكن بعض الناس يظن أن الله تخلى عن رسوله عليه الصلاة والسلام، ولكن:{مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} [الضحى:3].

ينقطع الوحي، وتأتي عجوزٌ مشركة فتقول: ودعك ربك وقلاك وتركك، فأتاه من الهم عليه الصلاة والسلام ما ذكر في السير أنه كاد يتردى من رأس الجبل، تصور مسألة أن يبلغ بالإنسان أن يرى الموت علاجاً، كيف يكون هذا؟!!

يقول أبو الطيب في قصيدته الكافورية:

كفى بك داءً أن ترى الموت شافيا وحسب المنايا أن يكنَّ أمانيا

تمنيتها لما تمنيت أن ترى صديقاً فأعيا أو عدواً مداجيا

يقول: إذا أصبح الموت علاجاً لك، فيا لها من حالةٍ ما بعدها حالة، فنزل قوله تعالى:{وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} [الضحى:1 - 3] نحن معك، وإنك بأعيننا، أنت تعيش في رعاية من الله وحفظ، فعاش صلى الله عليه وسلم وعاد، وكاد أن يهلك أسفاً لما تولى الباطل عنه تماماً، قام عند الصفا يقول:{قولوا لا إله إلا الله تفلحوا} فقال أبو لهب: "تباً لك! ألهذا جمعتنا؟! " فيخسر المحاضرة، والخطبة، والدعوة، ويكذبونه، ويذب الله عن عرضه:{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ} [المسد:1 - 2].

إلى متى؟!

{حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا} [يوسف:110] وتسمى ساعة الصفر: {وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً} [الأحزاب:10 - 11] فالمؤمن يقول: {هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً} [الأحزاب:22] والمنافق يقول: {مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً} [الأحزاب:12].

وصح في السيرة -كما مر في بعض المناسبات- أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما ضرب بالمعول صخرةً قال: {أريت كنوز كسرى وقيصر، وسوف يفتحها الله لي} أو كما قال عليه الصلاة والسلام، فتضاحك المنافقون، وهذه تقطع القلب، والكبد، الغمز والهمز، قالوا: أحدنا لا يجرؤ أن يبول من الخوف، ويعدنا قصور كسرى وقيصر.

ص: 11