المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أنواع العداوة في الدنيا - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ١٨٩

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌قصة الإنسان الأول

- ‌تفسير قوله تعالى: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ)

- ‌حكم السجود لغير الله

- ‌هل الملائكة أفضل أم بنو آدم

- ‌كيفية خلق آدم

- ‌تفسير قوله تعالى: (إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ)

- ‌كيفية خلق حواء

- ‌المنع من الأكل من الشجرة

- ‌خلاف العلماء في كيفية دخول إبليس إلى الجنة

- ‌تفسير قوله تعالى: (وَكُلا مِنْهَا رَغَداً)

- ‌تفسير قوله تعالى: (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ)

- ‌أنواع العداوة في الدنيا

- ‌حقيقة المتاع في الحياة الدنيا

- ‌تفسير قوله تعالى: (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ)

- ‌تفسير قوله تعالى: (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً)

- ‌الأسئلة

- ‌الفائدة من خلق الحشرات

- ‌مكان لقاء آدم وحواء وقبراهما

- ‌كيف يتكاثر الشياطين

- ‌قصيدة الألبيري

- ‌مكان سكن الشياطين، وكيفية صورتهم

- ‌هل يُسْلِم الشياطين

- ‌إبليس ليس بملك

- ‌سبب وسوسة الشيطان لأبينا آدم

الفصل: ‌أنواع العداوة في الدنيا

‌أنواع العداوة في الدنيا

والعداء بين الناس على قسمين:

قسم بحق، وهو عداء أهل الباطل مع أهل الحق، لا أقصد أنه حق لهم لكنها عداوة للحق، فحق أن يعادى أهل الباطل:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً} [الفرقان:31]{وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ} [البقرة:251].

فلا يأت أحد ويقول: لا تغتابوا إسرائيل في المجالس، وإذا قيل له: قاتل الروس، قال: لا أقاتل الناس، أحب الرحمة للناس وللبشر، فهذا مذنب مخطئ غلط غلطاً بيناً، بل يحمل السلاح ويجاهد فهو مأجور، لكن على أعقاب المسلمين تجده متهتكاً فارساً.

دخل رجل على محمد بن واسع فاغتاب مسلماً قال: مهلاً قاتلت الروم؟ قال: لا.

قال: يسلم منك الروم ولا يسلم منك المسلمون.

وأما العداء في الباطل: فعداء المؤمنين بعضهم لبعض، وهذا يحصل؛ لكن على المؤمن أن يصلح وأن يكظم الغيظ وأن يحسن:{وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران:134] ويقول سبحانه وتعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف:199] ويقول سبحانه وتعالى: {وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت:34].

وعلي رضي الله عنه في معركة الجمل لما رأى طلحة مقتولاً مسح التراب وقبله وقال: [[يعز عليَّ -يا أبا محمد - أن أراك مجندلاً على التراب، لكن أسأل الله أن أكون أنا وإياك ممن قال الله فيهم: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر:47]]].

فلا بد من شيء بين المؤمنين، حتى بين الدعاة والعلماء تجد من به غل لكن ينزعه الله سبحانه وتعالى يوم القيامة فيتكلمون وهم أصفياء إخوان أصدقاء أحباء، وهذا لا يكون إلا في الجنة، وفي الدنيا لا بد أن يسود الإخاء.

يقول أبو تمام في مسألة الدين والإسلام:

إن كيد مطرف الإخاء فإننا نغدو ونسري في إخاء تالد

أو يختلف ماء الغمام فماؤنا عذب تحدر من غمام واحد

أو يفترق نسب يؤلف بيننا دين أقمناه مقام الوالد

فنسبنا نسب الدين.

ص: 13