الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
دروس وقضايا من بداية سورة البقرة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أمَّا بَعْد:
سبق فيما مضى أن أخذنا صفات المفلحين في كتاب الله تبارك وتعالى وقد وصفهم الله تبارك وتعالى بصفات ثم قال: {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [البقرة:5] ثم في هذا الدرس يصف سبحانه وتعالى أهل الكفر وأهل النفاق، وفي أول سورة البقرة لف ونشر، واللف هو: أن يجمع القضايا ويجملها سبحانه وتعالى ثم ينشر القضايا ويتكلم عنها بالتفصيل، وانظر كيف جعل الله سبحانه وتعالى للمؤمنين خمس آيات، وللكفار آيتين، وللمنافقين ثلاثة عشر آية، وكأن النفاق -نعوذ بالله- أعظم من الكفر.
ويقول بعض المفكرين: إن في أول سورة البقرة نسف وإبادة، ولذلك يتعرض سبحانه وتعالى للكفر وللنفاق ثم يفصل سبحانه وتعالى في بقية السورة أحوال المؤمنين، وأحوال الكفار، وأحوال المنافقين.
يقول سبحانه وتعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ ءأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ * خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [البقرة:6 - 7] انتهى من وصف الكفار وبعدها سوف يأتي بوصف المنافقين، يقول للرسول صلى الله عليه وسلم:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ ءأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ} [البقرة:6] في الآية قضايا:
القضية الأولى: كيف يخبر سبحانه وتعالى أن الكفار لا ينتفعون من الموعظة، وإذا كان الله سبحانه وتعالى يعلم أن الكفار لا ينتفعون من الموعظة فلماذا يأمر رسوله أن يعظهم ويذكرهم؟ ولماذا يأمر رسوله أن يبلغهم وما الفائدة؟ والله يعلم أنهم لن يتعظوا ويؤمنوا ويستفيدوا من الموعظة والبلاغ، فلماذا يأمره أن يعظهم؟ ما هو السر؟
القضية الثانية: ما معنى {أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ} [يس:10].
القضية الثالثة: وجد من الكفار من لعنهم الرسول عليه الصلاة والسلام وآمنوا وأسلموا ودخلوا في دين الله، فكيف نجمع بينها، هذه ثلاث قضايا كبرى في الآية.