المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فقه هذه المرحلة في نظر الشيخ - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٢٩٦

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌وجهاً لوجه

- ‌تحية وترحيب بالشيخ عائض

- ‌تقديم وتعريف بالشيخ عائض

- ‌رسالة الماجستير

- ‌أعمال الشيخ عائض في فترة إيقافه

- ‌أسباب اختيار الرياض موطناً بعد الإيقاف

- ‌معاني أبها عند الشيخ

- ‌من ديوان الطموح

- ‌فكرة مبسطة عن كتاب (أمراض الوعاظ)

- ‌آخر محاضرة للشيخ

- ‌مشروعات الشيخ

- ‌الموقف الشرعي من الفرقة والشقاق

- ‌حكم دخول المجالس النيابية

- ‌ملخص رأي ابن باز في الانتخابات

- ‌إيضاح مقولة الشيخ: (من أوجب على الناس) والتراجع عنها

- ‌فقه هذه المرحلة في نظر الشيخ

- ‌التربية في ظل الازدواجية

- ‌حكم التوفيق بين فرق العالم الإسلامي

- ‌الغربة أنواعها ووصايا لأهلها

- ‌وسائل الدعوة ليست توقيفية

- ‌الدعوة مجالها واسع

- ‌غثائية الأمة

- ‌المال عصب الدعوة

- ‌مجالس الفضولية

- ‌الوعظ والواعظون

- ‌أهمية تخصص الدعاة

- ‌أسباب تقصير أهل السنة في دعوتهم

- ‌الترجمة وأثرها في إثراء ثقافتنا

- ‌التوازن في حياة الداعية

- ‌الرأي فيمن أحرق فتح الباري

- ‌تعليق على فتح الباري

- ‌رسالة: (مدح الفتح)

- ‌ظاهرة العنوسة

- ‌أسباب إحجام الشباب عن الزواج

- ‌قضايا في الجهاد

- ‌الجهاد الأفغاني

- ‌عمومية قاعدة: (لا يقاتل الواحد أكثر من اثنين)

- ‌الوضع الأفغاني

- ‌بعض ثمار الجهاد الأفغاني

- ‌البوسنة والهرسك

- ‌الجهاد في الصومال

- ‌برقيات سريعة

- ‌القارئ المفضل

- ‌العالم المستأنس به

- ‌الشاعر المرتاح له

- ‌الكاتب المقروء له

- ‌الكتاب المقروء فيه

- ‌الخطيب المشتاق له

- ‌المفكر المروق لفكره

- ‌الصحيفة المقروءة

- ‌تعليق على (جريدة الحياة)

- ‌المجلة المطالعة

- ‌الإذاعة المستمع لها

- ‌شخصيات ومعاني

- ‌شخصية صلاح الدين

- ‌شخصية عمر بن عبد العزيز

- ‌شخصية محمد بن عبد الوهاب

- ‌شخصية ابن باز

- ‌شخصيات وأقوال

- ‌شخصية محمد عابد الجابري

- ‌شخصية فهمي هويدي

- ‌شخصية تركي الحمد

- ‌شخصية الدكتور عبد القادر طاش

- ‌شخصية زين العابدين الركابي

- ‌مواقف حصلت للشيخ

- ‌أخوف موقف

- ‌أطرف موقف

- ‌الشباب والعطل

- ‌خاتمة اللقاء

الفصل: ‌فقه هذه المرحلة في نظر الشيخ

‌فقه هذه المرحلة في نظر الشيخ

العشماوي: هذا يكفينا ويكفي من يريد الحق ويبحث عنه.

‌السؤال

لا شك أن لكل مرحلة من مراحل الدعوة فقهاً دعوياً إذا صحت العبارة، فيا ترى ما هو فقه هذه المرحلة من مراحل الدعوة، فيما يتعلق بالواقع؟

‌الجواب

أحب أن أشير إلى مسألة وهي: ألا نندم على ما مضى، فقد ينهج الداعية نهجاً في طرحه وأسلوبه، ثم يظهر له أن أسلوبه كان خطأ، أو يوحى إليه أن الذي سلكه ليس بصحيح، وهذا فيه نظر، لأنه قد يكون هو الصحيح، وعين الحكمة هو الذي فعله من قبل، إذا ناسبت المرحلة التي سبقت هذا النوع أو الثوب الذي طرحه من ثياب الدعوة.

وأحياناً قد يفعل الإنسان هذا ثم ينقص جهده، وهذا كما قال سبحانه وتعالى:{وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثاً} [النحل:92] فلا يصح للإنسان أن يعود على مسيرته، وجهده وجهد إخوانه من الدعاة بالخطأ، لأن هذا ليس بالصحيح لأمور:

أولاً: لأنه قضاء الله وقدره.

ثانياً: لأن الذي حدث قد يكون عين المصلحة، فإن لله سبحانه وتعالى له الحكمة المطلقة.

فعليه ألا يزري بمنهجه ومنهج إخوانه إلا في بعض الجزئيات من جزئيات الخطأ والغلط التي لا يسلم منها أحد، ثم إن الحياة مراحل للدعوة كما فعل عليه الصلاة والسلام، فإنه كان له طرح معين في مكة، فقد كان يدعو إلى المعتقد، ويحارب أهل الوثن، فلما وصل إلى المدينة لينشئ دولته الإسلامية الرائدة الخالدة، كان له أسلوب وطرح آخر معالجة لقضايا الأحكام، والآداب، والسلوك، وأسس فقه الفتوح والجهاد، وكلها مستوحاة من كتاب الله عز وجل، ومن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.

والمرحلة التي نعيشها الآن من وجهة نظري، وقد يكون هذا صواباً أو خطأ، لكني أرى بالاستقراء والإلمام من كلام بعض العلماء أن هذه المرحلة تحتاج إلى تعميق للتربية، وتأصيل للعلم، بأن نعمق تربية الكتاب والسنة في قلوب الناس وعقولهم، ونشربهم روح الدين؛ بحيث لا نتباطأ لهم في توضيح الإسلام وقضاياه، لأن كثيراً من الدعاة وقع في خطأ وهو تلغيز في الإسلام، أو وصفة سحرية للدين، أي أنهم جعلوا الدين أحاجي وألغازاً وصعبوه وهذه طريقة علماء أهل الكلام وأهل المنطق كما يقول ابن تيمية، وإلا فالدين سهل بسيط، وقد طالب الأستاذ الشيخ علي الطنطاوي في كتابه (طبيعة الإسلام) بهذا، وسبق أن جلست معه أنا وبعض الفضلاء منهم: الأخ عبد الوهاب الطريري، والأخ سلمان العودة، وبعض الإخوة فقال: إن من المسائل التي يسعى هو لتوضيحها للدعاة وللناس: أن يبسطوا دين الله لخلقه، وأن ييسروه، ويسهلوه، بأن يكون معلوماً للكبير والصغير، للأعرابي وللحاضر، للأمي وللقارئ، وهي طريقة القرآن، فإن القرآن يوم يسمع ويتلى لأول وهلة يفهم منه كل بحسبه؛ لكن ليس هناك آية لا يستطيع أحد أن يفهم منها شيئاً.

تعميق التربية، وتأصيل العلم، وجمع الكلمة تحت مظلة أهل السنة والجماعة، وإيجاد جيل يحمل المبدأ، ويغار لدين الله عز وجل، ويغضب للدين من انتهاك الأعراض والوقوع في المحرمات ويأسى لإخوانه في العالم الإسلامي يعيش قضية عالمية ربانية وهي قضية الإسلام هذا هو فقه المرحلة التي أراها وقد تحتاج إلى شيء من البسط، لكن لعجالة اللقاء ذكرتها في نقاط.

فالجانب التربوي وتأصيل العلم الشرعي؛ بأن نكون طلبة علم، نتربى على الخوف من الله عز وجل، وعلى حبه وحب رسوله، ولا يكون عندنا جفاف فكري؛ أن يكون فكراً نيراً، فاهماً، ولكن مع قلب جاف.

ص: 16