الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولو علمه لم يعارضه ولم ينكره وعلى اعتبار بلوغه بالحديث فيحمل فهمه أن الخلافة ماضية على إطلاقها في قريش كما استدل بقوله (إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ فِي قُرَيْشٍ لَا يُعَادِيهِمْ أَحَدٌ إِلَّا كَبَّهُ اللَّهُ عَلَى وَجْهِهِ) والله اعلم.
الحديث الثاني
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ رَجُلٌ مِنْ قَحْطَانَ يَسُوقُ النَّاسَ بِعَصَاهُ
.
الحديث أخرجه البخاري في صحيحه برقم (3256) وبوّب له باب ذكر قحطان وساق الحديث بسنده عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه وأخرجه ايضا في باب تغير الزمان حتى تعبد الاوثان برقم (6584)
ورواه مسلم في صحيحه برقم (5182) وأحمد في مسنده (9037)
مسألة في تعريف القحطاني وتوضيح حاله
لم يرد في الأحاديث اسم القحطاني المعني بالحديث وقد استشكل ذكره وهو من الغيب الذي أخبرنا به عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يتضح حال اسلامه وايمانه ايضا وذكرالعلماء انه لم يخرج وغاية ماورد فيه أنه يخرج قبل قيام الساعة ويملك ويحكم بدلالة انسياق الناس له حيث يسوقهم بعصاه
وهو حديث من أعلام النبوة.
وذكر الحافظ ابن حجر في الفتح عند شرحه للحديث قوله نقلا عن القرطبي قال القرطبي في التذكرة: قوله: "يسوق الناس بعصاه " كناية عن غلبته عليهم وانقيادهم له، ولم يرد نفس العصا، لكن في ذكرها إشارة إلى خشونته عليهم وعسفه بهم، قال: وقد قيل إنه يسوقهم بعصاه حقيقة كما تساق الإبل والماشية لشدة عنفه وعدوانه.
ويوضح الحافظ ابن حجر ان كون الإمام البخاري أورد الحديث في باب تغير الزمان حتى تعد الاوثان إشارة إلى أن ملك القحطاني يقع في آخر الزمان عند قبض أهل الإيمان ورجوع كثير ممن يبقى بعدهم إلى عباده الأوثان وهم المعبر عنهم بشرار الناس الذين تقوم عليهم الساعة.
ومال القرطبي إلي ان القحطاني ربما يكون هو الجهجاه الذي ورد ذكره في صحيح مسلم
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تذهب الأيام والليالي حتى يملك رجل يقال له الجهجاه. صحيح مسلم برقم (5183)
قال القرطبي: واصل الجهجاه الصياح وهي صفة تناسب ذكر العصا ورد عليه ابن حجر
بان الجهجاه من الموالي وقحطان من الاحرار.
وذكر الإمام ابن كثير في كتابه النهاية في الفتن والملاحم: أن جهجاه هو اسم لذي السويقتين
وقال: إشارة إلى ظهور ظالم من قحطان قبل قيام الساعة وساق الحديث يسوق الناس بعصاه وقال: وقد يكون هذا الرجل هو ذا السويقتين، ويحتمل أن يكون غيره فإن هذا من قحطان، وذاك من الحبشة فالله أعلم. انتهى كلام ابن كثير يرحمه الله