المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الجمع بين الخوف والرجاء - دروس الشيخ محمد إسماعيل المقدم - جـ ٣٤

[محمد إسماعيل المقدم]

فهرس الكتاب

- ‌صفة الجنة والنار

- ‌الإيمان بالجنة والنار وما يتعلق بهما

- ‌أوصاف النار

- ‌الجنة والنار مخلوقتان

- ‌خزنة جهنم

- ‌سعة جهنم

- ‌دركات جهنم

- ‌أبواب جهنم

- ‌وقود جهنم

- ‌شدة حر جهنم وعظم دخانها وشررها

- ‌شدة لهيب جهنم وازدياد عذابها مع الوقت

- ‌النار تسمع وتبصر وتتكلم

- ‌النار خالدة لا تفنى أبداً

- ‌أوصاف تتعلق بالنار وما يوجب دخولها

- ‌دعاة جهنم

- ‌الجرائم الموجبة لدخول جهنم

- ‌تعيين الداخلين جهنم

- ‌رءوس الذنوب التي تدخل النار

- ‌كثرة أهل النار

- ‌عظم خلق أهل النار

- ‌الأعمال التي تتقى بها النار

- ‌أوصاف الجنة

- ‌خلود الجنة وخلود أهلها وجزاؤهم

- ‌أبواب الجنة ودرجاتها

- ‌أنهار الجنة وترابها وأشجارها وظلالها

- ‌أعمال أهل الجنة

- ‌من أوصاف الجنة وأهلها

- ‌الجمع بين الخوف والرجاء

- ‌اختلاف العلماء في أرجى آية في القرآن

- ‌الأسئلة

- ‌التوفيق بين مغفرة الذنوب جميعاً وعدم مغفرة الشرك في الآيات

- ‌معنى حديث: (ما أسفل الكعبين من الإزار ففي النار)

- ‌عدم تخليد آكل الربا في النار

- ‌حكم حلق اللحية

- ‌تعريف الجلالة

- ‌السلفيون هم أهل السنة والجماعة

- ‌سبب نشأة تسميات الفرق الإسلامية

الفصل: ‌الجمع بين الخوف والرجاء

‌الجمع بين الخوف والرجاء

الإنسان لابد أن يجمع بين الترغيب وبين الترهيب، يجمع بين الآيات التي تخوفه من عذاب الله سبحانه وتعالى مثل قوله عز وجل:{سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ} [الرحمن:31]، وكذلك يتذكر الإنسان آيات الرجاء والطمع في رحمة الله سبحانه وتعالى، يقول عليه الصلاة والسلام: (لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل.

فالخوف من النار والخوف من الله سبحانه وتعالى المقصود منه حث النفس على العمل، كالدابة حينما تضربها وتخوفها فإنها تسعى وتكد، كذلك الإنسان إذا تذكر عذاب الله وبطش الله سبحانه وتعالى وانتقامه كان ذلك حافزاً له على العمل، لكن لا ينبغي أن يزداد هذا الخوف حتى ينقلب إلى يأس وقنوط من رحمة الله.

فمن رحمة الله بنا أنه يسد علينا جميع الأبواب إلا باب التوبة، يقول العلماء: تأخير التوبة ذنب يجب التوبة منه، فالمبادرة إلى التوبة وإلى الأعمال الصالحة واجبة، فما دام في الإنسان قدرة على أن يعمل ويسعى، وما دامت روحه تتردد فلا يأمن مكر الله ولا ييأس من روح الله:{إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الكَافِرُونَ} [يوسف:87].

كذلك يحتاج الإنسان إلى نصوص الرجاء إذا زاد عليه الخوف وخشي أن يقع في القنوط، فعليه أن يروح قلبه بنصوص الرجاء في القرآن والسنة.

وإذا حضر الإنسان مسلماً يحتضر فهل يخوفه ويقول: أنت كنت تفعل كذا، أنت كنت مقصراً في كذا، إنك سترى ربنا وسيفعل بك كذا وكذا؟ لا يجوز هذا، ولا ينبغي تخويفه وهو في هذه الحال؛ لأن هذا التخويف قد ينقلب إلى اليأس والقنوط، بل السنة إذا حضرت مسلماً يحتضر أن تلقنه لا إله إلا الله حتى يكون آخر كلامه، وأن تذكره بأعماله الصالحة، فتقول: أنت كنت تحافظ على صلاة الجماعة، أنت كنت تذكر الله، أنت كنت تجتنب محارم الله سبحانه وتعالى، وتذكره بأعماله الصالحة من أجل أن تعينه على حسن الظن؛ لأن العبد إذا ظن بالله خيراً يعطيه الله خيراً، وإلا فلا.

ص: 28