المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌دعوى العلمانية بطروء الإسلام بعد وجود الأصنام ودحضها - دروس الشيخ محمد إسماعيل المقدم - جـ ٨٤

[محمد إسماعيل المقدم]

فهرس الكتاب

- ‌الإسلام عدو الأصنام [2]

- ‌شبهات المخالفين في هدم الأصنام

- ‌دعوى ترك الصحابة الفاتحين مصر هدم الأصنام

- ‌دعوى هدم المسلمين الأصنام المعبودة وتركهم تماثيل الآثار

- ‌موقف الإسلام من التراث

- ‌دعوى العلمانية بطروء الإسلام بعد وجود الأصنام ودحضها

- ‌الهوية الوطنية لدى الصحابة وموقفهم بعد الإسلام منها

- ‌مواقف الفاتحين المسلمين من الأصنام

- ‌ردود على شبهات المخالفين في هدم الأصنام

- ‌الرد على دعوى عدم عبادة التماثيل في عصرنا

- ‌الرد على دعوى ما ترك المسلمون هدمه من التماثيل

- ‌الرد على دعوى هدم ما يعبد من التماثيل دون ما سواه

- ‌الرد على دعوى تحطيم الأصنام لحداثة عهد الناس بالشرك

- ‌كلام العلامة الشيخ أحمد شاكر رحمه الله تعالى في التماثيل

- ‌تشبث المخالفين بالمصالح والمفاسد وموقفنا منه

- ‌بيان المصالح والمفاسد الواقعة في الحادثة

- ‌دعوى أولوية الانتفاع بثمن الأصنام

- ‌دعوى تذكير بقاء الأصنام بنعمة الهداية

- ‌دعوى قياس التماثيل على الدمى

- ‌وقفات مع التداعي العالمي تجاه الحادثة وقضايا المسلمين

- ‌الصمت العالمي وتدمير مسجد البابري

- ‌الموقف العالمي من صنيع اليهود

- ‌ذكر مواقف أخرى من تهديم التراث

- ‌الموقف العالمي من تهديم مساجد أفغانستان والبوسنة

- ‌الموقف العالمي من سفك دماء مسلمي العراق

- ‌القانون الدولي شريعة الغاب

- ‌مرد الأحكام في القضايا الدولية

- ‌الأدب مع العلماء والدعاة إلى الله تعالى

- ‌اتهامات بحق حكومة طالبان وردها

- ‌وجوب توحيد الله تعالى والكفر بالطاغوت لسلامة الإسلام

- ‌الرد على الكاتب فهمي هويدي

الفصل: ‌دعوى العلمانية بطروء الإسلام بعد وجود الأصنام ودحضها

‌دعوى العلمانية بطروء الإسلام بعد وجود الأصنام ودحضها

من الملاحظ في سياق كثير من الكاتبين -وخاصة العلمانيين- أنهم دائماً يكررون عبارة موهمة، كما قال تعالى:{وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ} [محمد:30]، يقولون: هذه كانت موجودة قبل دخول الإسلام.

أي أنها قبل أن يأتي الإسلام كانت موجودة، فهذا الأصل وأنتم أناس طارئون ودينكم كذلك.

ونقول: إن الإسلام الذي نزل إلى الأرض ليس هو دين محمد عليه الصلاة والسلام فقط، بل الإسلام هو دين البشرية كلها منذ أن أنزل الله آدم إلى الأرض إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فالإسلام دين شامل، وليس رسالة خاصة بدئت برسول الله محمد عليه الصلاة والسلام.

ثم أين روح الغيرة وروح الانتماء للإسلام؟! فالقائل: هذه موجودة قبل أن يأتي إسلامكم إلى بلادنا أو إلى هذه البلاد له روح ليس فيها انتماء للإسلام ولا غيرة ولا حمية، والله المستعان! ولو انقلب الأمر وصار المسلمون أهل التمكين وأهل الغلبة على وجه الأرض، فماذا سيفعل هؤلاء الناس؟! إنهم سيقلدون الأغلب والأقوى.

مضطر أيضاً للإطالة هنا في هذه الجزئية قليلاً، وأبتدئها بترديد قول الشاعر: اقرءوا التاريخ إذ فيه العبر ظل قوم ليس يدرون الخبر فقضية التوحيد كانت لها أولوية مطلقة عند سلف الأمة، فلذلك عندما فتحوا البلاد كان أول أمر عملوه هو تطهير تلك البلاد المفتوحة من درن الوثنية، فهذا هدف واضح في القرآن، قال تعالى:{وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} [الأنفال:39] والفتنة هنا هي الشرك.

والذين يدعون قائلين: لماذا لا تأتون بأدلة من التاريخ على ما صنع الفاتحون؟ نقول لهم: الكلام الحقيقي كلام العلماء الذين هم بحق وحقيقة علماء وليسوا كذبة غاشين.

إن الصحابة والسلف لما فتحوا بلاد الدنيا كانوا يهتمون بتطهير البلاد من هذه الأوثان، فالإتيان بشواهد تؤيد هذا المعنى -أيضاً- مما يرد ويبطل كلام بعض الناس بأن تحريم الصور - التماثيل- كان في أول الإسلام لقرب العهد بالوثنية، فلما اشتهر الإسلام وتمكنت العقيدة نسخت هذه العلة.

ص: 6