المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌علاج الإغراق في العواطف - دروس الشيخ محمد الدويش - جـ ١٦

[محمد الدويش]

فهرس الكتاب

- ‌العاطفة بين الإهمال والإغراق

- ‌ثناء واعتدار

- ‌بيان معنى العاطفة في اللغة

- ‌لون الحديث حول العاطفة اليوم

- ‌الموقف من إهمال العاطفة

- ‌فقد العواطف شذوذ

- ‌وفي العاطفة النبوية هدي

- ‌الصياغة العاطفية في الأدب دليل أهميتها

- ‌الحاجة إلى العاطفة الحماسية في الجهاد

- ‌العاطفة حاجة مهمة في التربية

- ‌إنكار على داعية إلغاء العواطف

- ‌ضرر الإغراق في العواطف وصوره

- ‌سيطرة العواطف على المرء في الحكم والتقويم

- ‌التجاوب مع العاطفة في اتخاذ القرار

- ‌نشوء العلاقات العاطفية بين بعض الشباب

- ‌التربية العاطفية

- ‌جني الإغراق في الاستجابة للعاطفة

- ‌علاج الإغراق في العواطف

- ‌الأسئلة

- ‌طلب محاضرة توجيهية للأبناء

- ‌الفرق بين الرحمة والعاطفة

- ‌المراد بتذوق الجمال المطلوب

- ‌صلة الرحمة بالعاطفة

- ‌توجيه للمتأثر بعاطفته تجاه حال المسلمين إلى حد كبير

- ‌كيفية الموازنة في العاطفة

- ‌الموقف من حماس الشباب الغيور

- ‌أثر العواطف على النصح والتوجيه

- ‌الموقف من العاطفة المذهبية

- ‌ضرر الالتزام الناشئ عن العاطفة فقط

- ‌دواء الحماسة للعمل في مجالس أهل الخير وتركه في غيرها

- ‌علاج مرض النسيان

- ‌حكم ما يبقى من النقود عند الشاب المهتدي لرفقائه في طريق الغواية

- ‌الحل لعاطفة التأثر بأيام الصبا

- ‌دواء الإفراط في العلاقات العاطفية

- ‌نصيحة ودواء لذي العاطفة الشهوانية

- ‌كيفية معالجة قوة العاطفة تجاه الآخرين

الفصل: ‌علاج الإغراق في العواطف

‌علاج الإغراق في العواطف

وبعد ذلك ما العلاج؟ قد أكون أسهبت وأطلت في وصف المرض والداء، ولكني أشعر أن وصف الداء يتضمن في ثناياه وصف العلاج والدواء، أشعر أننا حين ندرك أن إهمال العاطفة جملة أمر مرفوض، فإن هذا يعني أن نضع عواطفنا في موضعها، وأن نعرف أن من الإيمان أن يتألم المسلم لآلام إخوانه، وأن يرحم، وأن يعطف، وأن يشفق، وأن يتحمس في مواضع الحماس، ويرحم في مواضع الرحمة، ويشفق في مواضع الشفقة، ويحب في مواضع الحب.

ونشعر أيضاً بأن الإغراق في العاطفة أمر مرفوض، وأننا -كما قلت- نعاني من جيلنا المبارك إغراقاً في العاطفة أكثر من الإهمال، ونعاني من مواقف كثيرة هي أكثر ما تكون تجاوباً مع العاطفة، وأرى أن الحل يتمثل ببساطة في أن نزن مواقفنا، وأن نزن أعمالنا، وأن نفكر فيها، وأن نشعر أن الله عز وجل كما خلق فينا عواطف خلق فينا أيضاً عقلاً وحلماً، وأعطانا سبحانه وتعالى علماً بكتابه سبحانه وتعالى، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فالله عز وجل قد أعطانا موازين وقيماً غير هذا الميزان وحده، وحين لا نملك إلا هذه الصنجة، ولا نزن إلا بهذا الميزان، فإن هذا عنوان التطرف والغلو.

ووزن الأمور، والتأمل فيها والمراجعة مما يعيننا كثيراً على تجاوز هذه النتائج والآثار السلبية.

ولذا أرى أن وزن الأمور بالموازين كلها جميعاً دون ميزان واحد مما يعين على الرؤية السليمة المستقيمة، ويبعدنا عن الشطط، والإهمال غلو، والإغراق والمبالغة في التجاوب هو أيضاً غلو، والوسط بين هذين الطريقين، وبين هذين السبيلين.

أسأل الله عز وجل أن يرزقنا وإياكم العلم النافع، والعمل الصالح، إنه سميع مجيب، واعتذر لكم إن كان اعتور عرض الموضوع ما اعتوره، فقد كنا حديثي عهد بسفر الحج، وتعرفون أثر ذلك من الجهد والنصب، أسأل الله عز وجل أن يجعل ذلك في موازين حسناتنا وحسناتكم جميعاً، وأن يقبل منا ومنكم صالح الأعمال.

ص: 18