المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌التهرب من المسئولية بنقد الآخرين - دروس الشيخ محمد الدويش - جـ ٢٥

[محمد الدويش]

فهرس الكتاب

- ‌دعوة للمصارحة

- ‌معنى المصارحة

- ‌المصارحة نوع من الصدق وعدمها ضرب من الكذب المذموم

- ‌أهمية المصارحة الفردية للنفس

- ‌وسائل التخلص من مسئولية الخطأ

- ‌تحميل الآخرين مسئولية الخطأ

- ‌الاعتذار بسوء التربية والوسط الذي يعيش فيه

- ‌أسلوب التبرير

- ‌عقدة البحث عن الحل والعلاج

- ‌نماذج من المشكلات المتكررة مع وضوح العلاج

- ‌الورع البارد

- ‌التهرب من المسئولية بنقد الآخرين

- ‌معوقات المصارحة على المستوى الجماعي

- ‌خوف البلبلة وتفريق الصف

- ‌عقدة القنوات الخاصة

- ‌خوف استثمار الأعداء

- ‌التبرير بأن الخطأ حتم لا ينفك عنه البشر

- ‌وقفات مع المنهج القرآني في المصارحة

- ‌القرآن الكريم يعاتب رسول الله وهو بين المشركين في مكة

- ‌مصارحة الصحابة وعتابهم في مكة

- ‌مصارحة المسلمين بعد غزوة بدر

- ‌مصارحة المسلمين بعد غزوة أحد

- ‌مصارحة المسلمين بعد حادثة الإفك

- ‌مصارحة المسلمين بعد غزوة حنين

- ‌المصارحة بالخطأ لا تمنع من الفضيلة وعلو المنزلة

- ‌النتائج المرة لعدم المصارحة

- ‌تراكم الأخطاء حتى الوقوع في الهاوية

- ‌استفحال الأخطاء واستمراؤها

- ‌فتح باب النقد للمرتزقة والوصوليين

- ‌السقوط في النهاية

- ‌آداب المناصحة والمصارحة

- ‌الأسئلة

- ‌تنبيه على لفظ حديث الإخبار عن خيرية القرون الثلاثة

- ‌التفريق بين النصيحة والفضيحة

- ‌تدارك الخطأ في المستقبل

- ‌استمرار ظهور الأخطاء

- ‌اعتذار المربي عن التقصير والخطأ

- ‌النقد الشرعي المنضبط

- ‌التبرير للتقصير بعدم صلاح المجتمع

- ‌المنهج المنحرف في النقد

- ‌حكم إسبال الثوب لغير خيلاء

- ‌كيفية المحافظة على الإجازة باستغلالها في الخير

- ‌اقتراح محاضرة

الفصل: ‌التهرب من المسئولية بنقد الآخرين

‌التهرب من المسئولية بنقد الآخرين

وأحياناً يسلك صاحبنا مسلكاً آخر: فينتقد العاملين ويتحدث عن زلاتهم وأخطائهم ويرى أن هذا الميدان من العمل فيه من الأخطاء هذا الخطأ والثاني والثالث والرابع والميدان الآخر: فيه من الخطأ كذا وكذا، ومن يحاضرون يخطئون في كذا وكذا، ومن يتصدرون لحلق القرآن يخطئون في كذا وكذا، ومن يربون الشباب يخطئون في كذا وكذا فيعطيك قائمة من الأخطاء للناس جميعاً، هذه الأخطاء والزلات لم تصدر فعلاً عن قناعة تامة، إنما صدرت من حيلة نفسية من رجل كسول لا يستطيع العلم ولا يطيق الصبر على تحمل لأواء الطريق ومشقته، فحينئذ لا مناص له من خيارين لا ثالث لهما: الخيار الأول: أن يقول: إن أولئك عاملون جادون ناصحون صادقون وأنا رجل كسول فاشل لا أستطيع العمل، وهذا خيار صعب على النفس أن تقوله، فحينئذ يلجأ إلى الخيار الثاني: إنه لا يطيق أن يتحمل لا يطيق أن يضحي لا يطيق أن يهدر تلك الأوقات التي يقضيها مع أقرانه في انبساطة وأحاديث جانبية ويسافر هنا وهناك حيثما أراد فحينئذ يعمد إلى حيلة نفسية فينتقد العاملين ويتحدث عن أخطائهم، وقد يتحدث عن أخطاء واقعة فعلاً لكنه هو لا يعمل مثقال ذرة مما يعمله أولئك، والباعث إلى الحديث عن هذه الأخطاء كلها هو أوهام يفترضها أمام نفسه حتى لا يرى أنه مقصر ومهمل ويصارح نفسه بالحقيقة المرة.

ص: 12