المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌اختلاف أقوال العلماء في الأحاديث الواردة في مسألة إسبال الإزار - دروس الشيخ محمد حسن عبد الغفار - جـ ١٢

[محمد حسن عبد الغفار]

الفصل: ‌اختلاف أقوال العلماء في الأحاديث الواردة في مسألة إسبال الإزار

‌اختلاف أقوال العلماء في الأحاديث الواردة في مسألة إسبال الإزار

فهذه سبعة أحاديث في الباب اختلفت أقوال العلماء فيها على قولين: القول الأول: الإسبال حرام إذا كان بمخيلة، واستدلوا على ذلك بأدلة منها: الأول: حديث أبي بكر -وهو عمدة الباب عندهم- وهو أن أبا بكر رضي الله عنه كان يرخي إزاره إلى تحت الكعبين، فقال للنبي صلى الله عليه وسلم:(يا رسول الله! إني أتعاهده ويسترخي، فقال: لست منهم يا أبا بكر)! أي: لست ممن يفعل ذلك خيلاء، ففي هذا دلالة على أن الخيلاء علة مؤثرة في الحكم.

الثاني: أن النبي صلى الله عليه وسلم عدَّ من الثلاثة الذين لا يكلمهم الله ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولهم عذاب أليم: المسبل إزاره، وهذا على الإطلاق، ثم قيده في الحديث الآخر بقوله:(من جر ثوبه خيلاء)، قالوا: و (خيلاء) وصف مقيد بمفهوم المخالفة، فمن جر ثوبه بلا مخيلة فلا يدخل تحت هذا الوعيد.

الثالث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة! فقالت أم سلمة: فكيف تصنع النساء بذيولهن؟ قال يرخين شبراً.

قالت: إذاً تنكشف أقدامهن.

قال: فيرخينه ذراعاً ولا يزدن).

قالوا: لو كان خيلاء ما رخصه للنساء، لأنه سوف يحدث زيادة، وهذا الزيادة تدل على الكبر إن قلتم: لا، ويقولون أيضاً: إن الإسبال فقط في الإزار، أي: لا يدخل القميص ولا السروال ولا أي شيء آخر، وهذا مردود عليهم بنص حديث النبي صلى الله عليه وسلم.

القول الثاني: وهو القول الفصل الذي لا يمكن أن نحيد عنه، وهو قول المحققين من أهل العلم، قالوا: الإسبال نوعان يتفقان ويفترقان، فيتفقان بأن كلاهما محرم، ودليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم:(ما أسفل الكعبين ففي النار).

وهذا على الإطلاق.

الثاني: إذا كان كبراً وخيلاء فله عذاب أليم.

ويفترقان في العقاب، ودليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم:(لا ينظر الله إليه يوم القيامة ولا يكلمه وله عذاب أليم)، وقوله صلى الله عليه وسلم:(ما أسفل الكعبين ففي النار).

وسيأتي تفسيره.

ص: 5