المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تعريف التشبه بالكافرين - دروس الشيخ ناصر العقل - جـ ١١

[ناصر العقل]

فهرس الكتاب

- ‌المعيار في معرفة المتشبهين بالكفار

- ‌تعريف التشبه بالكافرين

- ‌سبب النهي عن التشبه بالكافرين

- ‌بعض القواعد التي يعرف بها المعيار في التشبه بالكافرين

- ‌الأمور التي ورد النهي عن التشبه بالكافرين فيها

- ‌أحكام التشبه بالكافرين

- ‌أصناف المنهي عن التشبه بهم

- ‌أسباب وقوع المسلمين في التشبه بالكافرين وتقليدهم

- ‌نماذج مما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي فيه عن التشبه بالكافرين

- ‌الافتراق في الدين

- ‌رفع القبور والبناء عليها واتخاذها مساجد واتخاذ التماثيل

- ‌الافتتان بالنساء

- ‌ترك الشيب بلا صبغ

- ‌حلق اللحى وترك الشوارب

- ‌ترك الصلاة بالنعال

- ‌التفريق في الحدود بين الشريف والوضيع

- ‌السدل في الصلاة وتغطية الفم

- ‌التبرج والسفور وخروج المرأة لغير حاجة

- ‌الاختصار في الصلاة

- ‌الاحتفالات والأعياد التي لم ترد في الشرع

- ‌ترك أكلة السحور

- ‌تأخير الفطور

- ‌تأخير صلاة المغرب

- ‌اعتزال الحائض في المؤاكلة والمؤانسة والجلوس في البيت

- ‌الصلاة في أوقات الكراهة

- ‌الصلاة مختصراً

- ‌القيام لشخص تعظيماً له

- ‌ندب الميت بالنياحة

- ‌الفخر بالأحساب والطعن في الأنساب والاستسقاء بالنجوم

- ‌العصبية

- ‌إفراد يوم عاشوراء بالصوم

- ‌وصل الشعر

- ‌قسوة القلوب وعدم الخشوع

- ‌الرهبانية والتشدد في الدين

- ‌خطر التشبه بالكافرين وأهمية الانتباه لذلك

- ‌الأسئلة

- ‌كيفية التحذير من التشبه بالكافرين

- ‌حكم التشبه بالكافر في الأمور المتعلقة بجمال المرأة

- ‌خطر التشبه بالغرب في مظاهر الزواج والاحتفالات

- ‌توجيه من يقوم بتقليد الغرب في العادات والتقاليد وترك تقليدهم في التقدم الصناعي

- ‌حكم أخذ الجائزة المبنية على قمار

الفصل: ‌تعريف التشبه بالكافرين

‌تعريف التشبه بالكافرين

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، القائل في كتابه الكريم:{وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة:120]، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله القائل صلى الله عليه وسلم:(لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه)، والقائل صلى الله عليه وسلم:(من تشبه بقوم فهو منهم).

أما بعد: أيها الإخوة الكرام، فإن موضوع التشبه بالكافرين من أهم وأخطر الموضوعات، وقد اهتم بها الإسلام.

والنبي صلى الله عليه وسلم قد بلغ الأمانة، وأدى الرسالة، ونصح للأمة، وحذرها في أحاديث كثيرة وفي مناسبات كثيرة من التشبه بالكافرين جملة وتفصيلاً، وقد وقعت طوائف من هذه الأمة في التشبه، لكن تختلف درجات وقوعها في هذا وخطورة هذا الأمر ما بين زمن وزمن، ولعلي لا أبالغ إذا قلت: إن التشبه بالكافرين الذي وقع فيه المسلمون في هذا العصر أخطر من أي تشبه وقع للأمة في أي عصر مضى، وهذا رغم خطورته أراه من أقل الموضوعات اهتماماً من قبل ذوي الشأن وذوي العلم، وأرى أن بيانه الآن للمسلمين من أهم الأمور ومن أهم الضرورات التي هي من واجبات طلاب العلم، وسأتناول موضوع التشبه بالكافرين من بعض الجوانب؛ لأن هذا الموضوع في الحقيقة متشعب وطويل، لكن يهمنا أن نفهم بعض الأصول والقواعد الضرورية التي ينبغي لكل مسلم أن يلم بها ليحذر من الوقوع في التشبه بالكافرين في عقيدة أو في عبادة أو في عادة أو في سلوك، ولعلي اقتصر على بعض الموضوعات التي يتسع لها الوقت، فأبدا بالموضوع الأول: وهو تعريف التشبه: التشبه لغة: مأخوذ من المشابهة وهي المماثلة والمحاكاة والتقليد.

والتشبيه: هو التمثيل، والمتشابهات: هي المتماثلات، يقال: أشبه فلان فلاناً، أي: ماثله وحاكه وقلده.

أما التشبه شرعاً -أي: الوارد النهي عنه في القرآن والسنة-: فإنه مماثلة الكافرين بشتى أصنافهم في عقائدهم وعبادتهم وعادتهم وفي أنماط السلوك التي هي من خصائصهم، وكذلك التشبه بغير الصالحين وإن كانوا من المسلمين كالفساق، والجهلة والأعراب الذين لم يكمل دينهم كما سيأتي بيانه.

إذاً: نستطيع أن نقول على سبيل الإجمال: إن ما لم يكن من خصائص الكفار ولا من عاداتهم ولا من عباداتهم ولم يعارض نصاً أو أصلاً شرعياً ولم يترتب عليه مفسدة فإنه لا يكون من التشبه.

ص: 2