المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌لزوم التكنية عن الأسماء القبيحة - دروس للشيخ أبي إسحاق الحويني - جـ ٢٧

[أبو إسحق الحويني]

الفصل: ‌لزوم التكنية عن الأسماء القبيحة

‌لزوم التكنية عن الأسماء القبيحة

فأخذ أبو هريرة النعل وانطلق فكان أول من قابل عمر قال: ما هذا يا أبا هريرة؟ قال: هاتان نعلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال لي:(من لقيته خلف هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله مستيقناً بها قلبه فبشره بالجنة، فضربه عمر قال: فضربني بين ثديي فوقعت لاستي) والاست اسم من أسماء الدبر، وفي هذا دليل على التكنية عن الأسماء القبيحة، وأن التصريح بها لا ينبغي، وقد أدبنا الله تبارك وتعالى هذا الأدب، قال تبارك وتعالى:{أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} [البقرة:187] والرفث: الجماع، لكنه عبر بالكناية أو بكلمة تومي إلى هذا المعنى بغير تصريح، وقال تعالى:{وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ} [النساء:21] وإفضاء الرجل إلى المرأة كناية أيضاً عن الجماع، لكن يُلجأ إلى هذا التصريح لمصلحة راجحة كقوله تعالى:{الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا} [النور:2] لأنه لا يجمل أن تعبر بالكناية في موضع الحد بل لا بد من التصريح.

ص: 7