الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْحَدِيثُ الثَّانِي وَالثَّلاثُونَ
-10 - عَنْ مُعَاوِيَةَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي خُطْبَةِ أَحَدِ الْعِيدَيْنِ: «أَيُّهَا النَّاسُ الدُّنْيَا دَارُ بَلاءٍ وَمَنْزِلُ قُلْعَةٍ وَعَنَاءٍ، قَدْ نَزَعَتْ عَنْهَا نُفُوسُ السُّعَدَاءِ، وَانْتُزِعَتْ بِالْكَرْهِ مِنْ أَيْدِي الأَشْقِيَاءِ، فَأَسْعَدُ النَّاسِ بِهَا أَرْغَبُهُمْ عَنْهَا، وَأَشْقَاهُمْ بِهَا أَرْغَبُهُمْ فِيهَا، هِيَ الْغَاشَّةُ لِمَنِ انْتَصَحَهَا، وَالْمُغْوِيَةُ لِمَنْ أَطَاعَهَا، وَالْخَاتِرَةُ لِمَنِ انْقَادَ لَهَا، وَالْفَائِزُ مَنْ أَعْرَضَ عَنْهَا، وَالْهَالِكُ مَنْ هَوَى فِيهَا، طُوبَى لِعَبْدٍ اتَّقَى فِيهَا رَبَّهُ، وَنَاصَحَ نَفْسَهُ، وَقَدَّمَ تَوْبَتَهُ، وَأَخَّرَ شَهْوَتَهُ، مَنْ قَبْلِ أَنْ تَلْفِظَهُ الدُّنْيَا إِلَى الآخِرَةِ، فَيُصْبِحُ فِي بَطْنٍ مُوحِشَةٍ غَبْرَاءَ، مُدْلَهِمَّةٍ ظَلْمَاءَ، لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَزِيدَ فِي حَسَنَةٍ، وَلا يُنْقِصَ مِنْ سَيِّئَةٍ، ثُمَّ يُنْشَرُ، فَيُحْشَرُ إِمَّا إِلَى جَنَّةٍ لا يُرْفَعُ نَعِيمُهَا، أَوْ إِلَى نَارٍ لا يَنْفَدُ عَذَابُهَا»