المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌قابل التوب شديد العقاب - دروس للشيخ ابن جبرين - جـ ١

[ابن جبرين]

الفصل: ‌قابل التوب شديد العقاب

‌قابل التوب شديد العقاب

‌السؤال

ذكرت آثار المعاصي وعقوبتها وعدم الاستهانة بها، وعدم الاستهانة بالصغائر والكبائر من الذنوب، ولكن هناك الذين يفعلون المعصية ثم إذا نصحتهم قالوا لك: إن الله غفورٌ رحيم، فما هو توجيهاتكم لأولئك؛ جزاكم الله خيراً؟!

‌الجواب

عليك أن تذكرهم بأن الله غفور رحيم، وأنه شديد العقاب، كما يجمع بين ذلك في الآيات، يقول الله تعالى:{نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمُ} [الحجر:49 - 50]، آيتان متجاورتان في سورة الحجر، فإذا عرفت أن الله غفور رحيم، فاعلم أن عذابه عذاب أليم، واقرأ عليه قول الله تعالى في أول سورة غافر:{غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ} [غافر:3] أي: كما أنه يغفر الذنوب، فإنه يعاقب عليها عقاباً شديداً، فهو لم يقتصر على المغفرة، بل ذكر معها شدة العقاب، والآيات في هذا كثيرة.

ثم تقول له: إذا عرفت أن الله غفور رحيم، فإن الرحمة لأهلها، فكن من أهلها، وأهل الرحمة ذكرهم الله، واقرأ عليه الآية التي في سورة الأعراف في قول الله تعالى:{وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ} [الأعراف:156 - 157] إلى آخر الآيات، حقق هذه الأوصاف حتى تكون من أهل الرحمة، فأما كونك تتساهل، وتتمادى فلا تأمن أن تكون من أهل العذاب.

ص: 28