المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أهداف الزواج الشرعي - دروس للشيخ سعيد بن مسفر - جـ ١٠٩

[سعيد بن مسفر]

فهرس الكتاب

- ‌رسالة إلى العروسين

- ‌أهداف الزواج الشرعي

- ‌من أهداف الزواج: اختيار ذات الدين

- ‌من أهداف الزواج: تحقيق قوة الإيمان بالله

- ‌من أهداف الزواج: عمارة الأرض ببقاء الجنس البشري

- ‌من أهداف الزواج: إيجاد البيت المسلم

- ‌حقوق الزوجة على الزوج

- ‌من حقوق الزوجة على زوجها: المهر

- ‌من حقوق الزوجة على زوجها: النفقة

- ‌حريتها في اختيار الزوج

- ‌من حقوق الزوجة على زوجها: وقايتها من النار

- ‌من حقوق الزوجة على زوجها: الغيرة عليها

- ‌من حقوق الزوجة على زوجها: عدم تلمس عثراتها

- ‌من حقوق الزوجة على زوجها: المعاشرة بالمعروف

- ‌حقوق الزوج على زوجته

- ‌من حقوق الزوج على زوجته: طاعته في المعروف

- ‌من حقوق الزوج على زوجته: أن تؤدي حقوق زوجها أكثر من حقوق والديها

- ‌من حقوق الزوج على زوجته: ألا تصوم تطوعاً إلا بإذنه

- ‌من حقوق الزوج على زوجته: ألا تأذن لأحدٍ بالدخول إلى منزله إلا بإذنه

- ‌من حقوق الزوج على زوجته: ألا تخرج من بيته إلا بإذنه

- ‌من حقوق الزوج على زوجته: أن تحفظ ماله

- ‌من حقوق الزوج على زوجته: ألا تطالبه بما يرهقه وبما هو فوق طاقته

- ‌من حقوق الزوج على زوجته: تدبير المنزل

- ‌من حقوق الزوج على زوجته: أن تبر أهله وأقاربه

- ‌من حقوق الزوج على زوجته: حفظ عرض الزوج

- ‌وصايا للبنات عند زواجهن

- ‌وصية أسماء بنت خارجة لابنتها

- ‌وصية عبد الله بن جعفر لابنته

- ‌وصية أمامة بنت الحارث لابنتها

- ‌القول الجامع في أدب الزوجة

- ‌وسائل حل المشاكل الزوجية والقضاء على الخلاف

- ‌من وسائل حل المشاكل الزوجية: التحلي بالصبر

- ‌من وسائل حل المشاكل الزوجية: الانتقال من مكان المشكلة

- ‌من وسائل حل المشاكل الزوجية: ألا تخبر المرأة أهلها بما حدث بينها وبين زوجها

- ‌من وسائل حل المشاكل الزوجية: ألا يخبر الزوج أحداً بما حدث بينه وبين زوجته

- ‌من وسائل حل المشاكل الزوجية: مبادرة كل من الزوجين إلى الصلح

- ‌من وسائل حل المشاكل الزوجية: ألا تطلب المرأة من زوجها الطلاق

- ‌من وسائل حل المشاكل الزوجية: الابتعاد عن المحرمات

- ‌من وسائل حل المشاكل الزوجية: الحرص على الطاعات والنوافل

- ‌من وسائل حل المشاكل الزوجية: الابتعاد عن الإسراف

- ‌من وسائل حل المشاكل الزوجية: عدم تجاهل أم الزوج

- ‌وصية إلى الزوجين بالتزام الطريق الصحيح

الفصل: ‌أهداف الزواج الشرعي

‌أهداف الزواج الشرعي

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام المتقين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: فهذه رسالة أوجهها وهي منبعثة من الأعماق، مجللة بأحر التهاني وأحلى الأماني، لكل شاب وشابة ارتبطا برابطة الزواج الشرعي، في ظل تعاليم الدين الإسلامي، وشجرة ديننا العظيم الوارفة، وأنا أتمنى أن تكون جميع إجراءات الزواج قد تمت حسب أوامر الشرع، بعيداً عن التصورات الجاهلية، والتصرفات البالية التي انتحلتها أفكار الجهلة والمبطلين، فإن كان ذلك فهنيئاً لهما، وإن كانا على غير ذلك فإنني أطلب منهما سرعة التوبة والإنابة والاستغفار، وأن يفتحا صفحة جديدة مع الله عز وجل لتتم لهما السعادة في الدنيا، وليحصل لهما الفوز والفلاح في الدار الآخرة.

ولما كانت الحياة الزوجية ذات أثر فعال في حياة الزوج والزوجة، وهي مسئولية مشتركة بإذن الله فقد أحببت أن أتوجه إلى العروسين ببعض الوصايا؛ لتكون معالم لهما للسير بأمان في مجاهيل هذه الحياة؛ ليعيشوا حياة زوجية ترفرف عليها السعادة بسلام، ولينقلبوا بعدها إلى دار السلام في جنة عرضها السماوات والأرض.

هذه الرسالة أوجهها بدافع الحرص على مصلحتهما، بعد أن لاحظت كثرة الفشل في الزواج، وارتفاع نسبة الطلاق مما يدل على وجود خلل في التعامل، وسوء فهم في الواجبات والحقوق، وعدم معرفة للوسائل التي يجب أن تسلك لعلاج المشاكل؛ لذا أحببت تقديم هذه الرسالة مع علمي أنها لن تجد فراغاً في وقت الزوجين الجديدين خصوصاً في (شهر العسل) مع تحفظي على تسميته بـ (شهر العسل)؛ فإن هذه التسمية ليست وليدة الإسلام ولا تصرفات المسلمين، هذه جاءت من البيئات الكافرة؛ لأنهم يرتبطون في الزواج من أجل الجنس فقط، وليس هناك أهداف غير الجنس، كما يرتبط الحمار بالحمارة يرتبط الكافر بالكافرة قال تعالى:{أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف:179] ولذا يستنكحون شهراً فيسمونه شهر العسل، فإذا ذهب ما في قلوبهم من الجنس تحول العسل إلى بصل وخربت الحياة.

أما في ظل الإسلام فالحياة الزوجية ليست شهر عسل، ولا سنة عسل، ولكن كلها عسل، منذ أن يرتبط المسلم بالمسلمة إلى أن يموت وهما على ضوء الدين، حياتهم كلها عسل وسيكملون العسل -إن شاء الله- في الجنة، يقول الله عز وجل:{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} [الطور:21] ويخبرنا الله في سورة غافر أن الملائكة تقول: {رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [غافر:8] وقال الله عز وجل: {وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} [الرعد:23 - 24] نسأل الله وإياكم من فضله.

حياة المسلمين كلها عسل، ولكن إذا علمتما مقدار ما بذلته في توجيه هذه الرسالة، فلعل ذلك يدفعكما إلى بذل شيء من الوقت في سماعها، وأفضل وقت للاستماع: هو وقت النزهة بعد صلاة العصر، إذا قلت: يستمعون في الليل فإن الوقت لا يناسب، لكن بعد العصر يتمشّى ويتركها إلى جواره ويشغل الشريط ويذهبون إلى مكان ما، ساعة ذهاب وساعة إياب، يمكن أن سماع هذا الشريط ينفع جداً، واسمعه مرة وثانية وثالثة، ثم ارفعه على أمل أن تسمعه بعد شهر أو شهرين أو ثلاثة؛ لأنك إذا استمررت عليه أكثر من ثلاث مرات قد تمل الشريط ويمكن أن تكرهه، ولكن أبعده فترة ثم إذا رأيت مشكلة بين الأسرة فخذ الشريط وقل: أريد أن أسمع الشريط الذي سبق أن سمعناه يمكن أن نستفيد منه مرة أخرى.

ص: 2