المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الاستغلال الأمثل لرمضان - دروس للشيخ سفر الحوالي - جـ ٢٢

[سفر الحوالي]

الفصل: ‌الاستغلال الأمثل لرمضان

‌الاستغلال الأمثل لرمضان

كان العلماء من السلف وهم الذين أناروا للأمة طريقها بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وببيان الأحكام، وهم الذين قاموا مقام الأنبياء، وورثوا ميراث النبوة، {وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً وإنما ورثوا العلم} .

فهؤلاء العلماء كانوا إذا جاء شهر رمضان، يتركون العلم، ويتفرغون لقراءة القرآن، حتى قال بعضهم:[[إنما هما شيئان: القرآن والصدقة]].

وكان الإمام الزهري رحمه الله تعالى كذلك.

وكذلك كان الإمام مالك، وهو ممن تعلمون منزلته وقيمته واهتمامه بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيمه له، حتى إنه كان لا يحدثهم إلا وهو على وضوء ويبكي ويتخشع، وكان يقدِّر ويُجل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ومع ذلك كان إذا دخل رمضان، لم يشتغل بالحديث بل يترك الحديث ويقبل على القرآن.

وكذلك كان سفيان الثوري رضي الله عنه، وغيرهم من السلف كثير، ممن كانوا ينظرون إلى أن هذا هو موسم الخير تترك فيه الأعمال الفاضلة إلى ما هو أفضل منها، فهذا حالهم وهذا شأنهم.

ص: 6