الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نقمة الكافرين على المسلمين
ولكن لما كان هذا الدين من عند الله، ومنعهم الكبر، والحسد، والحقد على هذا الرسول صلى الله عليه وسلم، لأنه من ذرية إسماعيل، واليهود والنصارى حاقدون وناقمون وساخطون على الله عز وجل؛ لأنه لم يبعثه من ذرية إسحاق، فهذه قضية يجب أن نعلمها جميعاً، ولذلك ذكر الله في سورة الجمعة:{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} [الجمعة:2]، فهذه ملة الإسلام.
ثم ذكر بعد ذلك -مثلاً- للذين من قبلنا -اليهود والنصارى ولا سيما اليهود- وضرب مثلهم كمثل الحمار يحمل أسفارا، لأنهم لم يقوموا بأمانة الكتاب، فنقل الله تبارك وتعالى النبوة والاصطفاء إلى فرع إسماعيل عليه السلام، فكان محمد صلى الله عليه وسلم، وانتقلت الأرض المباركة - أرض الأنبياء - من بلاد الشام إلى هذه البلاد الطاهرة المقدسة، ومنذ ذلك الحين والشرق والغرب يحسدوننا على هذا، كما قال تعالى:{حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ} [البقرة:109].
وذكر الله تبارك وتعالى هذه العداوة وهذا الحسد، وحذَّرنا منه في آيٍ كثيرة، منها قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ} [الممتحنة:1]، وقوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} [المائدة:51]، وقوله تعالى:{إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوّاً مُبِيناً} [النساء:101]، ويقول عز وجل:{وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى} [البقرة:120]، ويقول تعالى:{وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} [البقرة:217]، ويقول تعالى:{وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً} [النساء:89]،ويقول تعالى:{مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ} [البقرة:105]، إلى آخر الآيات.
فالآيات كثيرة جداً، ولعل المقام يطول بنا لو استطردنا فيها وفي تفسيرها، وكلها تدل على أن هذا العالم الغربي ينقم على هذه الأمة.
وهو الذي دفع بعضهم -بدون استحياء أو تورع- أن ينشر هذا الدين الممسوخ الباطل في بلاد التوحيد، وعلى مسافة قليلة جداً من بيت الله الحرام الذي بناه إبراهيم عليه السلام ليوحد الله وحده لا شريك له.
فلا بد لنا -ونحن على الدين الحق- من أن ندعو هذه الآلاف المؤلفة الذين هم بين جاحد بوجود الله أو عابدٍ للمسيح عليه السلام الذي جاء ليقول لقومه: {إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ} [مريم:30]، {إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ} [آل عمران:51]، فكل هؤلاء أتوا إلى هذه البلاد، ولتقصيرنا وانشغالنا بدنيانا وإهمالنا لديننا، طمع أولئك المنصرون أن ينصروهم في بلادنا! فتجد أن الذي يأتي من كوريا أو تايلاند أو الفلبين إلى هذه البلاد يظل عشر سنوات أو أكثر ولا يحدثه أحدٌ عن الإسلام ولو بكلمة واحدة! ولكن الأمريكي أو الألماني من الممكن أن يحدثه، عن الإنجيل، والصليب وعن الدين الباطل، الذي لا يجوز أن ينشر في هذه البلاد، ولا في أي مكان في العالم لأن الله تبارك وتعالى أرسل المسيح عليه السلام إلى بني إسرائيل فقط كما قال تعالى:{وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرائيل} [آل عمران:49].
وفي الأناجيل الموجودة الآن، أن امرأةً سورية جاءت إلى المسيح عليه السلام، وقالت: 'يا روح الله! اهدني أو علمني، فقال لها المسيح عليه السلام: أيتها المرأة أأنت من بني إسرائيل؟ قالت: لا أنا سورية -الأناجيل تختلف- فقال: إنما بعثت إلى خراف بني إسرائيل الضالة'.
فهو يقول لها: أنا لم أبعث إلى الفينيقيين ولا إلى السوريين فضلاً عن الروم! ولكن هؤلاء وبعد أن حرفوا دينه، وجعلوه ديناً عالمياً ويُستنفرون في نشره ويبذلون المليارات لمئات الجمعيات بل للآلاف من الجمعيات، وللمعاهد والكليات، والمستشفيات، والمطارات، والمنشئات في جميع أنحاء العالم، فضلاً عن الإذاعات، واستخدام شبكات التلفزيون عن طريق الأقمار الصناعية، كل هذه الجهود لنشر هذا الدين الباطل المحرف، الذي لم يجعله الله تبارك وتعالى ديناً للعالمين في الأصل.
ونحن -مع الأسف الشديد، أقولها بكل ألم ومرارة- لم نفعل مثلهم إلا بعض الجهود المباركة -التي سيعزها الله تعالى، لأنه قد تأذن أن يعز من أعز دينه.