المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الإبلاغ والتذكير ومن الواجب أن ندعو إلى الله عز وجل وأن - دروس للشيخ سفر الحوالي - جـ ٥٥

[سفر الحوالي]

الفصل: ‌ ‌الإبلاغ والتذكير ومن الواجب أن ندعو إلى الله عز وجل وأن

‌الإبلاغ والتذكير

ومن الواجب أن ندعو إلى الله عز وجل وأن نذكر أنفسنا وإخواننا بهذا؛ وإلا فلماذا قال صلى الله عليه وسلم: {لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه} ؟! إذا بلغك حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغه لأخيك، وأحب له ما تحب لنفسك.

فإذا قرأت أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: {"لا حول ولا قوة إلا بالله" كنز من كنوز الجنة} واستبشرت بالكنز، فدل أخاك عليه، وأخبر جماعة المسجد وقل لهم: هناك كنز عظيم ثمنه كلمة! فوالله لو قلت لبعض الناس: " هناك كنز في مكان بعيد لم يعرفه أحد بعد، ولو حفرتم لوجدتم الذهب، لرحلوا معك ولو إلى آخر الدنيا! دلهم على كنز عظيم أن يقولوا: لا حول ولا قوة إلا بالله! ودلهم على شيء خير من الدنيا وما فيها: ركعتا الفجر! ودلهم على شيء لا يجدون عنه عوضاً في دنياهم، لو قال الواحد منهم: "سبحان الله وبحمده" مائة مرة غفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر، وما أحوجنا إلى هذا! يجب علينا أن نستشعر أهمية الدعوة، وأن ندعو الناس إلى الله عز وجل، وألا نكتنز هذا العلم والخير وهذه المعارف والحقائق لنا، وندع الناس في غفلتهم وفي لهوهم وفي مشكلاتهم.

لا تغركم مظاهر الناس؛ فإنك تجد الواحد منهم في القصور أو في الفلل، وتجد السيارات والحشم والخدم والرواتب والوظائف، فإذا دخلت إلى أعماقهم فإنك تجد الكرب والحزن، وتجد الزوجة تخاصمه، والأبناء في عقوق له، والبنات أيضاً لا يسمعن له، والسائق يغشه، ومدير العمل يخونه، وفلان يغضبه، والموظفون يكرهونه.

سبحانه الله! ادخل إلى قلوبهم فوالله لن تجد إلا النكد والألم! وكل من تعلق بغير الله وكل إليه، فمن تعلق بالدنيا وُكِل إليها، ومن تعلَّق بمخلوق وُكل إليه.

ص: 22