الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
محبة الله ورسوله فوق كل محبة
وهل هناك من يُحَب أعظم من الله عز وجل، فكل محبوب في هذه الدنيا تحبه فيجب أن يكون الله أحب إليك منه، لماذا؟ لأنك إن أحببت الوالد، فمن الذي خلق الوالد والوالدة؟ ومن الذي سخرهما لك؟ ومن الذي حفظهما لك حتى ربياك؟ ومن الذي أودع في قلبيهما الرأفة والحنان والشفقة بك؟ إنه الله.
لو أحببت الزوجة، فمن الذي خلقها؟ ومن الذي أعطاها الصفات التي أحببتها من أجلها في خَلْقِها أو في خُلُقِها؟ ومن الذي سخرها لك؟ إنه الله.
وقد تحب شيخك، أو معلمك، أو أستاذك، فمن الذي أعطاه العلم؟ ومن الذي سخره ليعلمك؟ ومن الذي عقد بينك وبينه هذه المحبة؟ إنه الله.
إذاً: كل من تحبه في هذه الدنيا، وتقدِّره، وتعظمه، فالفضل أولاً وآخراً لله تعالى، فوجب أن تحب الله أكثر من محبتك لهؤلاء جميعاً، ولهذا أشد محبة يجب أن يحبها الإنسان هي محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
ولما قال عمر رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم: {والله يا رسول الله! إنك لأحب إلي من كل شيء إلا من نفسي -هل أقره النبي صلى الله عليه وسلم؟ لا- قال: لا يا عمر حتى أكون أحب إليك من كل شيء حتى من نفسك، قال: الآن يا رسول الله! أنت أحب إلي من كل شيء حتى من نفسي} وهذه حقيقة الإيمان، لأن من كان يريد أن يكون في مثل درجة عمر، فلا بد أن يصل به الحال إلى هذا المستوى، ألَّا يحب وألَّا يؤثر على محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أي شيء؛ حتى نفسه التي بين جنبيه، لأن هذه النفس إنما جاءها الخير والصلاح والهدى من غيرها، وإلا فمن أين جاءنا الخير والصلاح والهدى؟ من أين الوسيلة التي نصل بها إلى النعيم الأبدي الخالد عند الله سبحانه وتعالى؟ إن ذلك كان من طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم.