المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مقولة: (المادة لا تفنى ولا تستحدث) - دروس للشيخ سفر الحوالي - جـ ٨٤

[سفر الحوالي]

الفصل: ‌مقولة: (المادة لا تفنى ولا تستحدث)

‌مقولة: (المادة لا تفنى ولا تستحدث)

‌السؤال

هل هذا القول صحيح 'المادة لا تفنى ولا تستحدث' مع العلم أن هذا هو الذي ندرسه في مادة الكيمياء، يقول: هل هذه القاعدة هي من أسباب انهيار الشيوعية في المجال الفكري وفي المجال الفلسفي؟

‌الجواب

نحن المسلمون نعرف أن هذا خطأ، أي أن هذا الكلام خطأ إن كان يقصد به أن هذا الكون قديم لا أول له، وباق لا آخر له من غير رب، أما لو فسرت العبارة بأن الله سبحانه وتعالى خلق الكون وجعل المادة تتغير من حال إلى حال ولا تنتهي، ولكن هو الخالق وهو الذي يقلبها ويسيرها، لو فسرت على هذا القول يكون الخلاف فقط في الأولية.

أما النهاية فنحن نعلم أن أهل الجنة خالدون فيها أبداً لا نهاية لوجودهم، فالجنة لا تفنى، والله سبحانه وتعالى لا يفنى {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص:88] فمع ذلك نقول: بقاء الله سبحانه وتعالى ليس كبقاء الجنة، أي أن بقاء الجنة ليس كبقاء الله، لأن بقاء الله ذاتي منه سبحانه وتعالى، أما بقاء الجنة فهو بإبقاء الله سبحانه وتعالى لها.

ونحن نعتقد - أهل السنة والجماعة - أن السماوات والأرض هذه لن تعدم عدماً كاملاً مطلقاً ثم تخلق من جديد، وقد أوضحنا هذا من قبل، وهذه عقيدة أهل السنة والجماعة أنها تبدل، والإنسان يفنى ويبقى منه عجب الذنب، ثم يركب منه خلق آخر، كذلك السماوات والأرض لا تفنى بالكلية وإنما تبدل:{يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ} [إبراهيم:48].

فهم يقولون: إنها لا تفنى، ولكنها تتحول من نسب كمية إلى نسب كيفية أو العكس، فهو كلام قد يكون فيه شيء من الصحة، لكن إذا فسر بمعنى يخالف الكتاب والسنة فهو مرفوض مرجوع، أما من الناحية العلمية البحتة فلا شك أن مثل هذه النظرية كانت من أسباب هدم المبدأ الشيوعي من الناحية الفلسفية.

ص: 22