الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نماذج في التوازن
الرسول صلى الله عليه وسلم وكذلك كان صحبه الكرام الذين اهتموا بأمر هذا الدين والدعوة ونشرها في الآفاق والجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى، ما كانوا قط مقصرين في الواجب الفردي الشخصي.
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم -كما تعلمون- يقوم الليل، وكان يؤدي النوافل، بل كان يؤدي حقوق الأهل وواجب الزوجات، وكان يستقبل الوفود، وكان يعاشر الناس جميعاً بأفضل وأحسن المعاشرة وكذلك صحبه الكرام، وهذا لم يتعارض قط مع الواجبات العامة أو مع أداء المهام العامة للأمة.
وكذلك نجد سير العلماء رضي الله تعالى عنهم ، فقد كانوا في غاية العلم والعبادة والاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وفي نفس الوقت نجد أنهم كانوا يهتمون بأمر العامة، وبإنكار المنكر، وبإقامة دين الله سبحانه وتعالى، والنصح للحكام والإنكار عليهم، وبالاهتمام بما يجري في الأسواق، وما يظهر من البدع في الآفاق كل ذلك نجدهم معتنين به ومهتمين به دون أن يطغى جانب على جانب.
ومع أن الله سبحانه وتعالى خلق النفوس وجعل لها خصائص فبعض الناس يصلح للجهاد ولا يصلح للعلم، وبعضهم يصلح للعلم ولا يصلح للجهاد، وبعضهم يصلح للدعوة ولعرضها وبسطها وجلب الناس إليها، ولا يصلح لإنكار المنكر؛ لأنه يضعف عن ذلك، وبعضهم يصلح لإنكار المنكر ومواجهة المفسدين؛ ولكنه لا يستطيع أن ينشر الدعوة وأن يبينها لأحد وهكذا ومع وجود ذلك، إلا أنه وجدت أيضاً نماذج من القدوة والأسوة الحسنة ممن استطاعوا أن يستكملوا هذه الخلال، ويستجمعوا هذه الصفات الطيبة.