المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌محبة النبي صلى الله عليه وسلم في حياة المؤمنين - دروس للشيخ صالح المغامسي - جـ ٢٠

[صالح المغامسي]

فهرس الكتاب

- ‌محبة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌منزلة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌محبة النبي صلى الله عليه وسلم في حياة المؤمنين

- ‌محبة النبي صلى الله عليه وسلم في حياة المؤمنين

- ‌مواقف من محبته صلى الله عليه وسلم في قلوب أتباعه

- ‌موقف أبي بكر الصديق رضي الله عنه في طريق الهجرة

- ‌موقف الأنصار رضي الله عنهم في يوم القدوم

- ‌موقف خبيب عند الصلب

- ‌موقف الصديق على منبر رسول الله

- ‌مواقف من محبته صلى الله عليه وسلم في قلوب أتباعه

- ‌موقف أبي بكر الصديق رضي الله عنه في طريق الهجرة

- ‌موقف الأنصار رضي الله عنهم في يوم القدوم

- ‌موقف خبيب عند الصلب

- ‌موقف الصديق على منبر رسول الله

- ‌إرث التابعين من المحبة لرسول الله

- ‌إرث التابعين من المحبة لرسول الله

- ‌عوض المحرومين من صحبة النبي ورؤيته

- ‌سبب حبنا لنبينا صلى الله عليه وسلم

- ‌دلائل محبة رسول الله

- ‌توحيد الله وإجلاله ومحبته

- ‌اتباع هدي رسول الله واقتفاء أثره

- ‌تعظيم سنن رسول الله

- ‌محبة ما يحبه الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌محبة آل بيت رسول الله

- ‌محبة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌الاشتياق إلى رؤيته صلى الله عليه وسلم

- ‌ترك التقدم بين يديه صلى الله عليه وسلم

- ‌ثمار محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌محبة الله لمحب رسوله

- ‌مرافقة رسول الله في الجنات

- ‌ذكر ما يحتاج إليه المرء للنجاة

- ‌نوح ولوط عليهما السلام من الصالحين

- ‌وصف النجاشي بالصلاح

- ‌وصف ابن عمر بالصلاح

- ‌وصف سعد بن معاذ بالصلاح

- ‌ذكر ما يحتاج إليه المرء للنجاة

- ‌نوح ولوط عليهما السلام من الصالحين

- ‌وصف النجاشي بالصلاح

- ‌وصف ابن عمر بالصلاح

- ‌وصف سعد بن معاذ بالصلاح

- ‌الرحمة في حياة رسول الله وحياة أتباعه وأثرها

الفصل: ‌محبة النبي صلى الله عليه وسلم في حياة المؤمنين

‌محبة النبي صلى الله عليه وسلم في حياة المؤمنين

أيها المؤمنون! إن نبيكم أشار إلى القمر فانفلق ليكون شاهداً على نبوته، وأشار إلى الغمام فتفرق بأمر الله جل وعلا إكراماً لإشارته، وصعد على أحد فارتجف فرحاً به وبأصحابه، وترك الجذع حيناً فحن الجذع إليه وإلى كلماته وعظاته صلوات الله وسلامه عليه، فإذا كان هذا حال غيرنا معه، فما الذي ينبغي على المؤمنين من أمته به؟ لا ريب في أن المؤمنين به صلوات الله وسلامه عليه أولى بمحبته، وأجدر بطاعته، وأحق باتباعه، فما أكرمه من حبيب مصطفى، وعبد مجتبى، ورسول مرتضى.

منَّ الله جل وعلا عليه بأن جعله إلينا من الخلق أحب حبيب، وأكمل قريب، وأرسله الله جل وعلا رحمة للخلائق، فقال سبحانه:{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:107]، وهدى به لأمثل الطرائق، فقال سبحانه:{وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الشورى:52].

ومحبته صلى الله عليه وسلم حق من حقوقه على أمته، دل عليها العقل والنقل، وجاءت بها الأخبار والآثار، وتلبَّس بها السابقون الأولون من المؤمنين الأخيار، فقاموا بها حق قيام، وأدوها على نحو أتم ووجه أكمل.

ومحبة الناس قد تكون محبة ينتابها الإشفاق، كمحبة الوالد لولده ومحبة ينتابها الإجلال، كمحبة الولد لوالده، ومحبة يعتريها المشاكلة والاستحسان، كمحبة الناس بعضهم لبعض ممن يكمل في العين، ويرتفع قدره أما محبة المؤمنين لنبيهم صلى الله عليه وسلم فإنها في مجملها محبة شرعية أوجبها الله جل وعلا علينا له صلوات الله وسلامه عليه، وقد دل عليها الكتاب، ودلت عليها أقواله صلوات الله وسلامه عليه، قال تعالى:{قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ} [التوبة:24]، فبين جل وعلا أنه لا ينبغي لأحد أن يقدم شيئاً من متاع الدنيا ولا النفس على محبة الله، ثم على محبة رسوله صلى الله عليه وسلم.

وقد تبين لكل أحد بما نص عليه العلماء -كـ القرطبي وغيره- أنه ما من أحد يؤمن بالله تبارك وتعالى وبنبوة محمد صلى الله عليه وسلم إلا وفي قلبه محبة راجحة لنبينا عليه الصلاة والسلام، ولكن هذه المحبة يختلف الناس فيها، ويتفاوتون فيما بينهم في تحقيقها، فمنهم من ينال منها النصيب الأوفر، ومنهم -والعياذ بالله- من يرضى بالحد الأدنى، فكلما طغت الغفلة والشهوات نأى الإنسان بمحبته لرسوله صلى الله عليه وسلم عنه، وكلما عظم ذكر الله والاتباع والطاعة علت تلك المحبة في النفوس، وسمت في الأفئدة، وارتقت في القلوب، فيقرب العبد بعد ذلك من ربنا غلام الغيوب.

ص: 4