الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حاجة البشر إلى دين الله
أيها المسلمون: إن بني الإنسان حين يضلون عن سبيل الله يتخبطون في فوضى التديُّن، ويغرقون في ألوان الشرك، وأوحال الجاهلية:{وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [الروم:31 - 32].
{وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً} [النساء:116].
البشر عقولهم قاصرة عن أن تدرك طريق الصلاح بمفردها، أو تستبين سبيل الرشاد بذاتها، إنها لا تستطيع أن تجلب لنفسها نفعاً أو تدفع ضراً.
لا يرتفع عن النفوس الشقاء، ولا يزول عن العقول الاضطراب، ولا ينزاح عن الصدور القلق والحرج إلا حين توقن البصائر، وتسلِّم العقول بأنه سبحانه هو الله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الجبار المتكبر، له الملك كله، وبيده الأمر كله، وإليه يرجع الأمر كله {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة:112].
{وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً} [النساء:125].
أيها الإخوة: إن إسلام الوجه لله وإفراده بالعبادة يرتقي بالمؤمن في خُلُقه وتفكيره، وينقذه من زيغ القلوب وانحراف الأهواء وظلمات الجهل وأوهام الخرافة، ينقذه من المحتالين والدجالين وأحبار السوء ورهبانه، ممن يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً، التوحيد الخالص المخلص يحفظ الإنسان من الانفلات بلا قيد أو ضابط.