المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌عاقبة ترك متابعة الرسول - دروس للشيخ عبد الرحمن السديس - جـ ٨٧

[عبد الرحمن السديس]

الفصل: ‌عاقبة ترك متابعة الرسول

‌عاقبة ترك متابعة الرسول

فالمتابعة في العقيدة، والمتابعة في العبادة وفي الأخلاق والآداب والمنهج والسلوك، يجب أن تتحقق واقعاً عملياً في سلوك ومنهاج كل مسلم منا.

وإذا حصل للأمة التقصير في هذين الأمرين، فهذا والله أمارة الخسارة والدمار، وفساد العاجل، والتعرض لسخط الله عز وجل عاجلاً وآجلاً، فماذا يكون حال الأمة، وحال الأفراد والمجتمعات إذا غاب الإخلاص لله عز وجل؟! يعيش الناس على النفاق والمجاملات، وعلى المداهنات والمراءاة، وعلى تتبع رضى الناس ومحمدتهم، وفي الحديث:{من أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس، ومن أسخط الناس برضا الله رضي الله عليه وأرضى عنه الناس} .

فالإنسان بإخلاصه لله عز وجل ومتابعته لرسوله صلى الله عليه وسلم يكون صلاح أمره.

وماذا تكون حال الأمة إذا عطلت سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام، فنخرت فيها البدع والضلالات والمحدثات والانحرافات العقدية، والمخالفة لمنهج رسول الله عليه الصلاة والسلام، فيزيد في هذا الدين ما ليس منه؟ وهذه خيانة للأمانة، ونسبة التقصير إلى المبلغ عن الله شرعه، نبينا محمدٍ صلى الله عليه وسلم، كما يقول الإمام مالك رحمه الله:[[من أحدث في هذا الدين حدثاً يرى أنه حسناً فقد زعم أن محمداً خان الرسالة؛ لأن الله يقول: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة:67]]].

فالرسول عليه الصلاة والسلام؛ ما ترك خيراً إلا دلنا عليه، ولا شراً إلا حذرنا منه، يقول أبو ذر رضي الله عنه:[[ما مات رسول الله عليه الصلاة والسلام وطائرٌ يطير بجناحيه في السماء إلا ذكر لنا منه علماً]] وفي الحديث الآخر: {علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كل شيء حتى الخراءة} حتى ما يحتاجه الإنسان في شأن طهارته وآداب الخلاء، كل ذلك جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، فكيف يزعم المحدثون في دين الله أن محمداً عليه الصلاة والسلام لم يبلغ عن الله شرعه؟! أو أن هناك بدعة حسنة وما إلى ذلك من الأقاويل الأفاكة، التي لا مستند لها من كتاب الله ولا سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام، ولا عمل القرون الثلاثة الخيرة، التي شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الصحيح حديث عبادة:{خيركم قرني ثم الذي يلونهم ثم الذين يلونهم} .

فهذه القرون الخيرة التي سارت على نهج الكتاب والسنة، ولم تغير ولم تبدل، حتى زين الشيطان للأمة من بعدهم، واجتهد أعداء الإسلام في بث سمومهم على المسلمين، وأصبح كلٌ ينتحل منهجاً، وكل يدعو إلى فرقة، وكل يدعو إلى بدعة، وكل يدعو إلى منهج، والمنهج واحدٌ، هو منهج كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما سار عليه سلف هذه الأمة رضي الله عنهم وأرضاهم ورحمهم.

فلا يقول قائلٌ: إن هذه الأمور قد لا تكون موجودة في البيئة التي أعيش فيها، فإن المسلم مطالبٌ أن يعي واقعه الذي يعيشه، ويعلم كل ما يناقض من هذين الأمرين العظيمين: الإخلاص والمتابعة لرسوله عليه الصلاة والسلام، فينبغي أن يكون على حذرٍ وفطنة.

نسأل الله عز وجل أن يجعلنا وإياكم من المخلصين المتابعين للرسول صلى الله عليه وسلم، وإن رغب عن ذلك أكثر الناس.

نسأل الله تعالى الثبات على هذا الدين، وأن يجعلنا وإياكم من المخلصين، المتبعين للسنة، إنه جواد كريم، وصلى الله على محمدٍ وآله وصحبه.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ص: 10