المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفرق بين الحب في الله والحب مع الله - دروس للشيخ عبد الرحمن المحمود - جـ ٦

[عبد الرحمن بن صالح المحمود]

فهرس الكتاب

- ‌المحبة في الله

- ‌مقدمة عن أهمية المحبة في الله عز وجل

- ‌حقيقة المحبة في الله والفرق بينها وبين الحب مع الله

- ‌تعريف المحبة

- ‌الفرق بين محبة الله ومحبة غيره

- ‌الفرق بين الحب في الله والحب مع الله

- ‌أنواع الحب مع الله

- ‌النوع الأول: محبة الأنداد مع الله

- ‌النوع الثاني: محبة النساء والبنيين والذهب وغير ذلك

- ‌مستلزمات المحبة في الله

- ‌أسس الحب في الله وما يتعلق بها

- ‌الأساس الأول: محبة الرسول صلى الله عليه وسلم ولوازمها

- ‌الأساس الثاني: محبة المؤمنين في الله وآثارها ومميزاتها

- ‌علامات المحبة في الله ومظاهرها

- ‌العلامة الأولى: التواد والتراحم والتعاطف بين المؤمنين

- ‌العلامة الثانية: البعد عن ظلم المؤمنين وخذلانهم وحسدهم

- ‌العلامة الثالثة: العفو عن زلات الأخ المؤمن

- ‌العلامة الرابعة: الرفق بالمؤمنين

- ‌العلامة الخامسة: التزاور في الله

- ‌العلامة السادسة: التنفيس عن كربات المسلمين

- ‌العلامة السابعة: الحرص على نصح المسلمين

- ‌العلامة الثامنة: محبة من أسدى المعروف والنصح

- ‌الأمور الجالبة للمحبة في الله تعالى

- ‌حب الله وحب كلامه ودينه

- ‌حب الرسول صلى الله عليه وسلم وتوقيره وتعظيمه

- ‌معرفة فضل الحب في الله وأجره

- ‌سلامة الصدر

- ‌التواضع وعدم التكبر

- ‌أهمية البغض في الله ومدى ارتباطه بالحب في الله

- ‌أقسام من يجب بغضهم في الله

الفصل: ‌الفرق بين الحب في الله والحب مع الله

‌الفرق بين الحب في الله والحب مع الله

ننتقل إلى الفقرة الثانية: وهي الفرق بين الحب في الله والحب مع الله، وهذه قاعدة مهمة لابد من إدراكها وفهمها؛ حتى نميز هذه القضايا التي نتحدث عنها.

فالحب في الله هو كمال الإيمان، والحب مع الله هو عين الشرك، والفرق بينهما كما يقول ابن القيم رحمه الله تعالى في كتاب (الروح): إن الحب في الله تابع لمحبة الله، فإذا تمكنت محبته من قلب العبد أوجبت تلك المحبة أن يحب ما يحبه الله، فإذا أحب ما أحبه ربه ووليه كان ذلك الحب له وفيه، كما يحب رسله وأنبياءه وملائكته وأولياءه لكونه تعالى يحبهم، ويبغض من يبغضهم لكونه تعالى يبغضهم، وعلامة هذا الحب والبغض في الله ألا ينقلب بغضه لبغيض الله حباً؛ لإحسانه إليه وخدمته له وقضاء حوائجه، ولا ينقلب حبه لحبيب الله بغضاً إذا وصل إليه من جهته ما يكرهه ويؤلمه، إما خطأ وإما عمداً، مطيعاً لله فيه، أو متأولاً، أو مجتهداً، أو باغياً نازعاً تائباً.

وهذا الذي ذكره ابن القيم رحمه الله تعالى مهم جداً، فإن بعض الناس قد يكون عنده حب في الله، لكن سرعان ما ينتكس هذا الحب في الله إذا وجد ممن يحبه ما يكرهه، وأحياناً يكون ذلك لأمر شرعي، مثل أن يأمره بمعروف أو ينهاه عن منكر أو نحو ذلك، وكذلك أيضاًً العكس؛ فإن بعض الناس قد يبغض في الله لكن سرعان ما ينتهي هذا البغض إذا أحسن إليه ذلك المبغض، وهذا هو أساس مشكلة الحب في الله والبغض فيه في زماننا الحاضر، فإن انتكاس الموازين في هذه المسألة إنما ينشأ من الإحسان أو أنواع من العداوة الدنيوية.

فالكافر إذا أحسن إلى بعض الناس ربما انتقل بغضه له وكرهه له إلى محبة، وكذلك أيضاً المؤمن الصادق إذا بدرت منه لأخيه بادرة يكرهها فلربما انتقل في حبه إلى بغض، وهكذا تنتكس الموازين في هذه المسألة العقدية العظيمة ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ثم ينبغي أن نعلم جميعاً ونحن نفرق بين الحب في الله والحب مع الله، أن الحب في الله تابع لحب الله، فالإنسان يحب الرسول صلى الله عليه وسلم، ويحب المؤمنين، ويحب الطاعات؛ لأن الله تبارك وتعالى يحب هذه الأشياء جميعاً.

ص: 6