الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعاذلة جاءت بلوم كأنه
…
نعاب غراب للفؤاد عذابيري
ولست بسال لو أطلت ملامتي
…
فكفى عن الإسفاف والمنطق الهجر
وكيف سلوى بعد ما شاب مفرقي
…
وأنفقت في حبي لها زهرة العمر
ألم تعلمي أن الملام وأن غدا
…
عديما من الجدوى فبالحب قد يغرى
وطفت بلاد الله شرقاً ومغرباً
…
على قدمي طورا وطورا على مهر
وأنضيت بعرانا وحلقت في السما
…
على جائبات الجو كالنجم إذ يسرى
وطورا على فلك عظيم كأنه
…
ثبير يروع الحوت في لجة البحر
حليف اغتراب في ثواء ورحلة
…
وإن كنت في أهل كثير ذوي وفر
(وما غربة الإنسان من شقة النوى
…
ولكنه) في الدين والخلق والبر
إلى الله أشكو غربة الدين والهدى
…
وطغيان أهل الكفر والفسق والغدر
وأرعن غمر جاء يرعد مبرقا
…
يحرق أنيابا من الغيظ والكبر
فقلت له شؤشؤ لك الويل إنما
…
وعيدك تطنان الذباب على النهر
وليس يضير النهر صوت ذبابة
…
ومهما دنت تردى وتهوى إلى القعر
أتوعد سنات الرسول بمحوها
…
تعرضت للتدمير ويلك والثبر
ومن يقل سنات الرسول فإنه
…
يعذب في الدنيا وفي فتنة القبر
ويسأله فيه نكير ومنكر
…
وما من جواب عنده غير لا أدري
وذي سنة الجبار في كل من غدا
…
يحارب دين الله في السر والجهر
ألم تدر أن الله ناصر دينه
…
وموقع أهل البغي في دارة الخسر
وكم قد سعى ساع لإطفاء نوره
…
بكيد فرد الله كيده في النحر
وتنصر إشراكا وفسقا وبدعة
…
وناصر هذي خاسر أبد الدهر
دعا المصطفى قدما عليه بلعنة
…
ومن يلعن المختار فهو إلى شر
وتلعنه الأملاك من فوق سبعة
…
كذلك أهل الارض في السهل والوعر
تحدد للوعاظ ما يدرسونه
…
وأنت يمين الله أجهل من حمر
(لقد هزلت حتى بدا من هزالها
…
كلاها) وحتى سامها كل ذي عسر
تدس جواسيسا لئاما بوعظهم
…
لتلفيق أخبار من المين والمكر
لقد فقت الاستعمار في اللؤم والخنا
…
وفي الكيد والبهتان والختل والختر
تحارب من يدعو لسنة أحمد
…
وتلك لعمرو الله قاصمة الظهر
فيا ناطح الطود المتين بهامة
…
مدورة جوفا حذار من الكسر
وليس يحيق المكر إلا بأهله
…
وحافر بئر الغدر يسقط في البئر
وكم حافر لحدا ليدفن غيره
…
على نفسه قد جر في ذلك الحفر
وكم مشرك طاغ تردى بشركه
…
وسادن قبرياء بالخزي والخسر
وكم رائش سهما ليصطاد غيره
…
أصيب بذاك السهم في ثغرة النحر
هل أنت يا مغرور إلا معبد
…
حقير كفأر صال في غيبة الهر
وقبرة أضحى لها الجو خاليا
…
من النسر والثعبان والباز والصقر
فلا تفرحن يوما سيأتيك صائد
…
ويسقيك كأس الحتف كالصاب والصبر
(فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة
…
وإن كنت تدري) زدت وزرا على وزر
(وإن أنت لم يفخر عليك كفاخر
…
ضعيف ولم يغلبك) كالساقط القدر
(فيا عجبا حتى كليب تسبني
…
كأن أباها) من لؤي ومن فهر
أتغتر بالإمهال تحسب أنه
…
عدمتك إهمالا وذا ديدن الغمر
وما نحن إلا خادمون لسنة
…
أتت عن نبي الله ذي الفتح والنصر
وخادم سنات الرسول حياته
…
كخادمها من بعد ما صار في القبر
وما غاب إلا شخصه عن عيوننا
…
وأنواره تبقى إلى الحشر والنشر
فيا مبغضي هدى النبي ألا أبشروا
…
بخزي على خزي وقهر على قهر
سلكتم سبيلا قد قفاها إمامكم
…
أبو جهل المقصوم في ملتقى بدر
وعاقبة المتبوع حتم لتابع
…
كما لزم الإحراق للقابض الجمر
فإن أنتم كذبتم بوعيده
…
فكم كذبت من قبلكم أمم الكفر
فصب عليهم ربهم سوط نقمة
…
فصاروا أحاديث المقيمين والسفر
(فيارب هل إلا بك النصر يرتجى
…
عليهم) إليك الأمر في العسر واليسر
قلوا سنة المختار يبغون محوها
…
وكادوا لها فاجعل لهم كيدهم يفري
هم استضعفونا اليوم من أجل أننا
…
قليل وقد يعلو القليل على الكثر
ولا سيما أن كاد لله قائما
…
وأعداؤه للبغي من جهلها تجري
وإدراك إحدى الحسنين محقق
…
لمن يقتدي بالمصطفى من ذوي الحجر
ومن ظن أن الله مخلف وعده
…
وخاذل أنصار النبي بذا العصر
فذاك غليظ الطبع أرعن جاهل
…
عريض القفا بين الورى مظلم الفكر
تكفل بالنصر العلي لحزبه
…
حياتهم هذى وفي موقف الحشر
ففي غافر قد جاء ذلك واضحا
…
ولكنه يخفى على الفدم والغمر
سلام على أنصار سنة أحمد
…
فهم أولياء الله في كل ما دهر
إليهم أجوب البر والبحر قاصدا
…
فرؤيتهم تشقى السقيم من الضر
هم حفظوا الدين الحنيف وناضلوا
…
عن الحق بالبرهان والبيض والسمر
هم خلفوا المختار في نشر سنة
…
بفعل وأقوال تلألأ كالدر
هم جردوا التوحيد من كل نزعة
…
من الشرك والإلحاد والزيغ والمكر
فلا قبة تبنى على قبر ميت
…
ولم يعبدوا قبرا بذبح ولا نذر
ولا بطواف أو بتقبيل تربة
…
فذلك فعل المشركين ذوي الكفر
ولا رحلوا يوما لغير ثلاثة
…
مساجد خصت بالفضائل والأجر
ولم يستغيثوا في الشدائد كلها
…
بغير إله الناس ذي الخلق والأمر
ولم يصفوا الرحمن إلا بما أتى
…
بنص كتاب الله والسنن الزهر
يقرون آيات الصفات جميعها
…
كما فعل المختار مع صحبة الغر
فلو كان في التأويل خير لبادروا
…
به فهم الفرسان في النظم والنشر
(أولئك آبائي فجئني بمثلهم
…
إذا ما) اجتمعنا في المجالس للفخر
وقد أكمل الرحمن من قبل دينه
…
فلم يبق من زيد لزيد ولا عمرو
بمائدة قد جاء بالنص ختمه
…
وإتمام أنعام يجل عن الحصر
وكم زائد في الدين أصبح ناقصا
…
يبدل دين الله بالحدس والحذر
ومن ظن تقليد الأئمة منجيا
…
فأفتى بتقليد فياله من غر
كمنتحل عذرا ليغفر ذنبه
…
أضاف له جرما تجدد بالعذر
ألا إنما التقليد جهل وظلمة
…
وطالبه خلو من العلم والخير
كطالب ورد بعدما شفه الظما
…
جرى خلف آل لاج في مهمة قفر
فإن قمت بالإفتاء أو كنت قاضيا
…
فإياك والتقليد فهو الذي يزري
وجرد سيوفا من براهين قد سمت
…
عن الحدس والتخمين والسخف والهتر
وطرفك سرح بالكتاب فإنه
…
رياض حوت ما تشتهيه من الزهر
ومن بعده فاعلق بسنة أحمد
…
فأنواره تسمو على الشمس والبدر
ولا تحكمن بالرأي إلا ضرورة
…
كما حلت الميتات أكلا لمضطر
ومهما بدا أن القضاء على خطا
…
أقيم فبادر للرجوع على الفور
ومن يقض بالتقليد فهو على شفا
…
كهشوا غدت في كافر حالك تسري
ومن يفت بالتقليد فهو قد افترى
…
وفي النحل نص جاء في غاية الزجر
لعمرك ما التقليد للجهل شافيا
…
وأما نصوص الوحي فهي التي تبري
وصل وسلم يا إله على النبي
…
صلاة تدوم الدهر طيبة النشر
فدونكما بكرا عروبا خريدة
…
مهفهفة غيدا عروسا من الشعر
يضئ ظلام الليل نور جمالها
…
وليس لها إلا القراءة من مهر
قصدت بها نصرا لسنة أحمد
…
وناصرها لا شك يظفر بالنصر
وعدتها تسعون من بعد خمسة
…
وأختمها بالحمد لله والشكر