المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌السخرية بالدين معشر الإخوة! ومما يحسب أنه هينٌ وهو عند الله - دروس للشيخ علي القرني - جـ ٣٩

[علي القرني]

فهرس الكتاب

- ‌حروف تجر الحتوف

- ‌حالة الأمة اليوم تقتضي الاستيقاظ والتأهب

- ‌مقدمة ترحيبية وابتهالات

- ‌وجوب التلاحم والاتحاد وشكر نعمة الإسلام

- ‌اللسان سلاح ذو حدين

- ‌أم المؤمنين تهجر ابن الزبير بسبب كلمات

- ‌خطر اللسان وعاقبته على الأعمال

- ‌المقصودون بمحاضرة (حروف تجر الحتوف)

- ‌أولاً: الرافضة

- ‌ثانياً: من يترقون المناصب عند أعدائهم على أعراض العلماء

- ‌ثالثاً: الشباب الصالح الذي قد يقع في هذا الوباء

- ‌حرمة وشناعة الاستطالة على الحرمات

- ‌حالقة الدين

- ‌الفرق بين الغيبة والبهتان

- ‌أربى الربا

- ‌السخرية بالدين

- ‌الوشاية

- ‌من أخبار الصالحين في تحاشي الغيبة

- ‌الشنقيطي يرى قتل الولد ونهب المال أهون من أخذ الحسنات

- ‌البخاري وابن دقيق العيد يحذران الغيبة

- ‌ما يصنعه من ابتلي بمجلس غيبة

- ‌إزالة المنكر قدر الاستطاعة أو الانعزال

- ‌الذب عن عرض المسلم

- ‌وجوب الذب عن أعراض العلماء وبيان عظم حرماتهم

- ‌تنكر الطالب لشيخه شنيعة شنعاء

- ‌عقاب الطاعنين في الأعراض

- ‌توجيهات تحذيرية ونصائح للمغتابين

- ‌حروف تجر لخير منيف

- ‌ذكر الله

- ‌تبيين الحق عند رواج الشائعات

- ‌تفنيد الشبهات

- ‌كلمة ذي جاه يقود بها أتباعه إلى الجنة

- ‌كلمة حق عند سلطان جائر

- ‌الجهاد بالأدب نظماً ونثراً

- ‌كلمات عطرة في الثبات عند البلاء

- ‌كل يعمل قدر جهده وفيما يحسنه

الفصل: ‌ ‌السخرية بالدين معشر الإخوة! ومما يحسب أنه هينٌ وهو عند الله

‌السخرية بالدين

معشر الإخوة! ومما يحسب أنه هينٌ وهو عند الله عظيم: السخرية بالدين وما اتصل به من تقليد خلق أهله، ومحاكاة أفعالهم وحركاتهم لإضحاك الناس وتسليتهم، وجعل ذلك مهنةً أو زينة مجلس، وربما قالوا بقول سلفهم:{إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} [التوبة:65 - 66].

إليهم ما قال صلى الله عليه وسلم فيما ثبت في مسند أحمد: {إن الرجل ليتكلم بالكلمة ليضحك بها جلساءه يهوي بها في النار أبعد من الثريا} وفي رواية: {ألا عسى رجلٌ يتكلم بالكلمة ليضحك بها أصحابه، فيسخط الله عليه بها لا يرضى عنه حتى يدخله النار} فإلى الهازئين الضاحكين المضحكين، مختلقي الأكاذيب لذلك، من يصدق على أحدهم:

ما زلت أعرفه قرداً بلا ذنب صفراً من البأس مملوءاً من النزق

أقول لهم: دونكم دونكم! كم ضاحكٍ بملء فيه والله ساخطٌ عليه.

تالله لو علمت ما وراءكا لما ضحكت ولأكثرت البكا

وكم من حروف تجر الحتوف!

ص: 16