المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌قرابة جعفر بن أبي طالب من النبي صلى الله عليه وسلم ومنزلته عنده - دروس للشيخ علي بن عمر بادحدح - جـ ١٢٦

[علي بن عمر بادحدح]

فهرس الكتاب

- ‌جعفر بن أبي طالب - الشهيد الطيار

- ‌قرابة جعفر بن أبي طالب من النبي صلى الله عليه وسلم ومنزلته عنده

- ‌إسلام جعفر رضي الله عنه

- ‌بعض القصص التي تبين حب النبي صلى الله عليه وسلم لجعفر بن أبي طالب رضي الله عنه

- ‌تضحية جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه وهجرته في سبيل الله

- ‌فطنة جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه ودعوته إلى الحق

- ‌مسائل مهمة في مواجهة جعفر بن أبي طالب لعمرو بن العاص رضي الله عنهما أمام النجاشي

- ‌كرم جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه وجوده

- ‌شجاعة جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه وإقدامه

- ‌رثاء الشعراء لجعفر رضي الله عنه وثناء العلماء عليه

- ‌معالم من حياة جعفر رضي الله عنه

- ‌الخصال التي يعظم بها أجر المؤمن

- ‌المسلم والدعوة إلى الله عز وجل

- ‌ارتباط الإسلام والإيمان بالحق لا بالأشخاص

- ‌الأجر والفضل بالعمل والكسب لا بالنسب والقرب

- ‌الأسئلة

- ‌الكتب التي ترجمت لجعفر بن أبي طالب رضي الله عنه

- ‌حكم الهجرة في هذا الزمان إلى بلاد أهل الكتاب

- ‌تعريف الأدم

- ‌الحكمة في اختيار جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه لقيادة معركة مؤتة

- ‌بيان أن النجاشي الذي هاجر إليه الصحابة هو الذي صلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌عدد قتلى الروم في غزوة مؤتة

- ‌معنى اسم جعفر

- ‌تعريف البطارقة

- ‌بلاد الحبشة

- ‌حال الرواية التي فيها أن جعفراً يطير

- ‌أسماء أولاد جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه

- ‌بعض سيرة أسماء بنت عميس رضي الله عنها

- ‌وقت موت أبناء جعفر بن أبي طالب رضي الله عنهم

- ‌نظرة الغرب نحو المسلمين وواجب المسلمين نحو ذلك

- ‌حال حديث طالب الشهادة بصدق

- ‌بيان الشهيد الذي يشفع في سبعين من أهله

- ‌عدد الغزوات التي حارب فيها جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه

الفصل: ‌قرابة جعفر بن أبي طالب من النبي صلى الله عليه وسلم ومنزلته عنده

‌قرابة جعفر بن أبي طالب من النبي صلى الله عليه وسلم ومنزلته عنده

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد: فباسم الله نبدأ، وعليه نتوكل، ونسأله سبحانه وتعالى التوفيق في كل ما نأتي وما نذر، ونسأله الإخلاص في القول والعمل، وأن يجنبنا الفتنة والزلل، ونسأله أن يجمعنا في مستقر رحمته ودار كرامته في مقعد صدق عند مليك مقتدر إخواناً على سرر متقابلين.

أخي الكريم! حديثنا عن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه الشهيد الطيار.

وجعفر رضي الله عنه واحدٌ من خريجي مدرسة النبوة المباركة، المدرسة التي خرجَّت لنا معالم القمة والقدوة في سائر جوانب الحياة، في العقيدة صفاءً وعمقاً وثباتاً، وفي العبادة كثرةً وإخلاصاً وخشوعاً، وفي الفكر إدراكاً ونضجاً ووعياً، وفي المعاملات المالية ورعاً وبذلاً وزهداً، وفي سائر جوانب الحياة المختلفة.

ووقفاتنا مع الصحابي الجليل جعلتها في خمس محطات: الأولى: في الحب والقرب.

والثانية: في التضحية والهجرة.

والثالثة: في الفطنة والدعوة.

والرابعة: في الجود والكرم.

والخامسة: في الشجاعة والإقدام.

ولقد نال جعفر رضي الله عنه في كل هذه الجوانب قصباً من السبق عظيماً، وقدراً وافراً كريماً، ولعل هذه الوقفات الموضوعية تعيننا على الانتفاع من سيرة جعفر رضي الله عنه، وهي كذلك لا تخلو أو لا تقطع سير وسرد الحياة التي كانت له في صورة قصص وأحداث.

ونبدأ بمحطتنا الأولى محطة القرب والحب، فـ جعفر قريب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وحبيب.

وأما قربه فمن وجوهٍ كثيرة، فهو ابن عم رسول الله عليه الصلاة والسلام؛ إذ هو جعفر بن أبي طالب، واسم أبي طالب: عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم، وهو الأخ الشقيق لـ علي وعقيل ابني أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين، وأمهم جميعاً فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، فالنسب موصولٌ برسول الله صلى الله عليه وسلم من جهة الأب ومن جهة الأم.

وقد أسلم جعفر بن أبي طالب -كما ذكر ابن عبد البر في الاستيعاب- بعد علي رضي الله عنه بقليل.

وروى ابن إسحاق -كما نقل عنه ابن عبد البر وكذلك ابن حجر في الإصابة- أنه أسلم بعد واحد وثلاثين رجلاً، وكان هو الثاني والثلاثين.

وفي روايةٍ أخرى أنه كان الخامس والعشرين، فهو من السابقين الأوائل إلى الإسلام.

وورد في بعض الروايات أن الذي دعاه هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه.

وفي روايات أخرى -وإن كانت الروايتان السابقتان أشهر وأظهر- أنه كان في أوائل من أسلم بعد خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وعلي بن أبي طالب وزيد وبلال والمقربين القريبين من رسول الله عليه الصلاة والسلام.

وبالجملة فإن الذين سبقوا إلى الإسلام كانت لهم مزايا ومحاسن هي التي جاءت بهم إلى الإسلام دون غيرهم ممن أعرضوا وصدوا وممن قاوموا وآذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالذين أسلموا وأقبلوا على الإسلام كان لهم زكاء نفس، ورجاحة عقل، وطهر قلب، ثم أراد الله عز وجل قبل ذلك بهم الخير، فأقبل بقلوبهم على الإسلام ومتابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ص: 2