المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌كيفية نصح الوالدين وإرشادهم بالتي هي أحسن - دروس للشيخ محمد المختار الشنقيطي - جـ ٤١

[محمد بن محمد المختار الشنقيطي]

فهرس الكتاب

- ‌ففيهما فجاهد

- ‌بر الوالدين في حياتهما

- ‌كيفية الإحسان إلى الوالدين

- ‌بر الوالدين بعد مماتهما

- ‌آثار بر الوالدين

- ‌انشراح الصدور

- ‌إجابة الدعاء

- ‌تقبل العمل

- ‌أسباب بر الوالدين

- ‌عوائق بر الوالدين

- ‌الابتلاء بأبوين قاسيين

- ‌قرناء السوء

- ‌الأسئلة

- ‌لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق

- ‌نصيحة لمن ينهى عن المنكر ويأتيه إذا خلا به

- ‌كيفية توبة عاق الوالدين

- ‌حكم معارضة الأب ابنه في زواجه بامرأة صالحة

- ‌حكم طلب الزوجة للطلاق بسبب وجود مشاكل بينها وبين أم الزوج

- ‌تقديم بر الوالدين على مجالس العلم ونحو ذلك

- ‌حكم السفر إلى بلاد لا يأمن فيها المرء على دينه بأمر من الوالد

- ‌حكم المزاح مع الوالدين

- ‌كيفية بر الزوجة لأبويها وزوجها

- ‌الابتعاد عن الوالدين لطلب الرزق

- ‌المدة التي يجب فيها زيارة الوالدين

- ‌حكم اللقطة

- ‌مسائل الطلاق لا يفتى فيها أمام العامة

- ‌الأصلح للابن المتزوج إذا أراد أن يسكن بمفرده

- ‌حكم رفض الابن إخبار الأم عن حالته المادية إذا سألته

- ‌من أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس

- ‌التفصيل في شراء حاجيات المنزل على الابن الذي ابتلي أبوه بشرب المخدرات

- ‌كيفية نصح الوالدين وإرشادهم بالتي هي أحسن

- ‌حكم الإلحاح على الوالدين

الفصل: ‌كيفية نصح الوالدين وإرشادهم بالتي هي أحسن

‌كيفية نصح الوالدين وإرشادهم بالتي هي أحسن

‌السؤال

ورد في السؤال السابق كيف يرشد والده إلى ترك هذا المنكر ووردت أسئلة كثيرة في الطريقة السديدة في نصح الوالدين وإرشادهم بالتي هي أحسن؟

‌الجواب

أولاً: لا تذكر والديك إلا وأنت مخلص لوجه الله عز وجل، فلا تذكره حمية وتقول هو يشرب المخدرات ويفضحنا ونريد أن نكتفي عار الفضيحة، تذكره وليس في قلبك إلا الله، فإن الكلمة إذا خرجت من القلب استقرت في القلب، والكلمات الصادقات أبى الله إلا أن يجعلها في القلوب، فاصدق مع الله عز وجل بالإخلاص.

الأمر الثاني: أن تنظر إلى أفضل الأوقات التي يكون الوالد فيها مرتاح البال مستجم النفس خالياً.

الأمر الثالث: تقدم عليه في أفضل الأوقات وأنت تحس كأنك أمام غريق يريد الموت، وتحس أنك أمام إنسان عظيم الحق والقدر عليك، فتقدم عليه ولسانك يلهج بأن يشرح الله صدره وأن ييسر لك الأمر في نصحه، فتسأل الله العظيم أن يفتح لك قلبه فإن مفاتيح القلوب بيد الله جل جلاله، فاسأل الله أن يهديه، فإذا جلست معه فخذ بالكلام الطيب والموعظة الحسنة والقول الكريم وقل: يا أبت! إن الذي تفعله لا يرضي الله، إن الذي تفعله يسخط الله، يا أبت! إني أخاف عليك عذاب الله، يا أبت! إني أخاف أن يمكر الله بك، يا أبت! يا أبت وقل ذلك وقلبك يحترق عل الله عز وجل أن يشرح صدره بموعظتك.

فإن نبي الله إبراهيم ينادي أباه وهو على الشرك يقول له: {يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً} [مريم:42] لم تعبد؟ ينكر عليه ذلك الأمر، حتى إذا رد عليه أبوه رداً غليظاً قال:{لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيّاً} [مريم:46] قال بعض المفسرين: (ملياً) إلى الأبد لا تكلمني، هل قال له فعل الله بك وفعل، أنت ما فيك خير أنت ما تقبل النصيحة أبداً، قال:{قَالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً} [مريم:47] فقابل كل ما يكون من الوالد بكل حنان وبكل ذلة كما قال تعالى: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ} [الإسراء:24] اخفض له جناح الذل، فوالله إذا شعر الوالد أنك مشفق عليه فإن ذلك يؤثر فيه، وذلك له أثر عظيم على قلبه، فاصدق مع الله عل الله عز وجل أن يشرح صدره.

الوصية الأخيرة: إذا لم يفتح الله قلب الوالد لك فاطلب من يؤثر على الوالد من القرابة ومن غير القرابة كإمام الحي ونحوهم من أهل الفضل وأهل العلم والصلاح، وبث لهم ما تراه على الوالد من الأخطاء عل الله أن يوفقهم لنصيحة تؤثر فيه، والله تعالى أعلم.

ص: 31