المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌موقف الحسن مع الحجاج - دروس للشيخ محمد المنجد - جـ ١٠٤

[محمد صالح المنجد]

فهرس الكتاب

- ‌الإمام الحسن البصري [1، 2]

- ‌الحسن البصري اسمه وكنيته ونشأته

- ‌وصف خلقة الحسن البصري

- ‌شجاعة الحسن البصري وجهاده

- ‌فصاحة الحسن البصري

- ‌لباس الحسن البصري وزينته وطعامه

- ‌الحسن البصري عبادته وخشيته وحسن خلقه

- ‌ثناء العلماء على الحسن البصري

- ‌جرأة الحسن البصري وصدعه بالحق، وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر

- ‌موقف الحسن مع عمر بن هبيرة

- ‌موقف الحسن مع الحجاج

- ‌مواعظ الحسن البصري

- ‌الفنون التي برع الحسن البصري فيها

- ‌فن التفسير وبعض آرائه

- ‌فن الحديث عند الحسن البصري

- ‌فن الفقه وبعض آراء الحسن الفقهية

- ‌درر من كلام الحسن البصري

- ‌من أخبار الحسن البصري ومناقشاته

- ‌موقف الحسن البصري من المبتدعة

- ‌اهتمام الحسن البصري باللغة العربية

- ‌حكاية الحسن البصري لأشياء تاريخية

- ‌حكاية الحسن مع أنس

- ‌الحسن مع الفرزدق الشاعر

- ‌استغلال الحسن البصري للمواقف في التربية والوعظ

- ‌مقاومة الحسن البصري للشرك بأنواعه

- ‌وفاة الحسن البصري رحمه الله

الفصل: ‌موقف الحسن مع الحجاج

‌موقف الحسن مع الحجاج

الموقف من الحجاج لا شك أنه موقف صعب جداً؛ لأن الحجاج كان يقتل على أتفه وأدنى سبب، واخترع أساليب في التعذيب، وبدأ بأشياء من الظلم فتح بها أبواباً شنيعة، وكانوا أحياناً يفعلون بالناس أفعالاً لا تخطر بالبال، مثل: السلخ، يأتون بإنسان يسلخونه، يسلخون جلده عن سائر جسده سلخاً، وربما ولَّوا ذلك لبعض الكفرة، كما أن بعض أهل السنة أتى به أحد هؤلاء الظلمة، فوَلَّى سلخه ليهودي، قال لليهودي: اسلخه، فبدأ بسلخه من الرأس، حتى أن اليهودي رحمه، فضربه بالسكين في قلبه فمات، رحمه من إكمال السلخ.

فكان يحصل ظلم عظيم، وخصوصاً ممن يبطش من أمثال الحجاج! بعث الحجاج بن يوسف الظالم إلى الحسن وقد هَمَّ به -نوى له نية سوء- فلما دخل عليه، وقام بين يديه الحسن، قال: يا حجاج! كم بينك وبين آدم من أب؟ قال: كثير.

قال: فأين هم؟ قال: ماتوا.

فنكس الحجاج رأسه وخرج الحسن.

موعظة بكلمات يسيرة جداً، مثل هؤلاء ربما لا يمكن الكلام معهم، فسؤالان لخص بهما المسألة كلها، انتهت المهمة، وهي بهذه البساطة، والرجل إذا كان صاحب عبادة ودين؛ فإن الله سبحانه وتعالى يلقي في قلوب الأعداء رهبته فلا يجرءون عليه.

ص: 11