المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تأجيل علم لم يفهم في الحال - دروس للشيخ محمد المنجد - جـ ١٢٠

[محمد صالح المنجد]

فهرس الكتاب

- ‌المزيد من المنهجية في طلب العلم

- ‌الحث على الجدية في طلب العلم

- ‌المقصود من طالب العلم والمنهج

- ‌تنبيهات لأصحاب التخصصات

- ‌أمور يجب ملاحظتها على خريجي الثانوية

- ‌التخصصات التجريبية

- ‌نبوغ أصحاب التخصصات

- ‌الجمع بين العلوم الشرعية والدنيوية

- ‌المنهج السويّ لطلب العلم

- ‌أصناف العلوم النقلية

- ‌كيف تتدرج في دراسة فن

- ‌من أسباب القصور في تحصيل الفقه

- ‌طرق التحصيل لكل فن

- ‌التصرف مع المتون الصعبة

- ‌المواصلة والاستمرارية

- ‌استعجال النتيجة

- ‌إفناء العمر في علوم الآلة

- ‌تقييد العلم بالكتابة

- ‌الانشغال بالكتابة عن الحفظ والتدبر

- ‌تأجيل علم لم يُفهم في الحال

- ‌استقبال العلم بالتفكير والإبداع السوي

- ‌عقد قران بين الأثر والنظر

- ‌الفقه عمدة العلوم

- ‌أمور يجب على دارس الفقه مراعاتها

- ‌أمور لابد أن تراعى لطالب الحديث

- ‌الحذر من إهمال التفسير والقرآن

- ‌أهمية دراسة علم النحو

- ‌أمور يجب الانتباه إليها عند القراءة

- ‌منهج مختصر لطالب العلم

- ‌الأسئلة

- ‌أخذ العلم عن الثقات

- ‌الجمع بين علوم الدنيا والدين

- ‌القراءة المتميزة

- ‌التسديد والمقاربة وفهم الأولويات

- ‌الشعر الحسن والشعر القبيح

الفصل: ‌تأجيل علم لم يفهم في الحال

‌تأجيل علم لم يُفهم في الحال

ومن القواعد كذلك في الطلب أنه إذا استغلق عليك فهم علم، أجِّله حتى تتهيأ لك فرصة أخرى للفهم، فبعض الشباب مثلاً يريد أن يدرس النحو، فيبدأ بكتاب ويقرأ في شرحه، فيجد أنه لا يفهم في النحو ولا يجيده، ولم يفقه فيه، ما زال عنده التباس بين الفاعل والمفعول، وبين الحال والتمييز وهكذا من أنواع الأشياء وأقسامها.

فإذا ما وجد انطلاقة في البداية فإنه في هذه الحالة يؤجل دراسة هذا العلم فترة من الزمن لعله أن يلاقي أو يصادف انفراجاً في نفسه، وفرصة للإتيان عليه، كما يُحكى عن الخليل فيما ذكر الأصمعي أنه اجتمع بـ الخليل بن أحمد -رحمهما الله- وحرص على فهم علم العَروض من الخليل فأعياه ذلك، حاول وحاول، فما وجد فائدة، فقال له الخليل يوماً: قطِّع لي هذا البيت:

إذا لم تستطع شيئاً فدعه وجاوزه إلى ما تستطيعُ

لم يكن مقصود الخليل أن يقطِّع الطالب هذا البيت، لكن كان مقصوده هو المعنى الذي انطوى عليه البيت: وقد حصلت مثل هذه القصة مع العلامة محمد بن الأمين الشنقيطي -رحمه الله تعالى- فإنه كان يدرس عليه بعض الطلاب علم النحو، وكان أحد هؤلاء الطلاب يدرس عليه النحو، ويحاول أن يفهم مع الشيخ لكن دون فائدة، فقال له الشيخ محمد الأمين رحمه الله أعرب هذا البيت:

إذا لم تستطع شيئاً فدعه وجاوزه إلى ما تستطيعُ

والفرق أنَّ الأصمعي فهم المقصود والطالب لم يفهم المقصود، فجلس يُعرب، ويحاول أن يُعرب، لكنه لم يفهم المقصود.

ص: 20