المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌نقصان أطراف الأرض هو موت العلماء - دروس للشيخ محمد المنجد - جـ ١٥٩

[محمد صالح المنجد]

الفصل: ‌نقصان أطراف الأرض هو موت العلماء

‌نقصان أطراف الأرض هو موت العلماء

والخامس: موت أهلها، وقد أخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة ونعيم بن حماد والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله:(ننقصها من أطرافها) قال: [موت علمائها وفقهائها، وذهاب خيار أهلها].

وروى الحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عز وجل: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا} [الرعد:41] قال: [موت علمائها وفقهائها] هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، قال عكرمة:[لو كانت الأرض تنقص، لم تجد مكاناً تقعد فيه، ولكن هو الموت] وقال مجاهد: هو موت العلماء.

رواه عبد الرزاق عن الثوري عن منصور عن مجاهد في قوله تعالى: {نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا} [الرعد:41] قال: موت علمائها وفقهائها، وفي هذا المعنى:

الأرض تحيا إذا ما عاش عالمها متى يمت عالمٌ منها يمت طرفُ

كالأرض تحيا إذا ما الغيث حل بها وإن أبى عاد في أكنافها التلفُ

قال ابن كثير رحمه الله: والقول الأول أولى، وهو ظهور الإسلام على الشرك قرية بعد قرية كقوله:{وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَى} [الأحقاف:27] وقال القرطبي رحمه الله في تفسيره عن عطاء بن أبي رباح في قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا} [الرعد:41] قال: ذهاب فقهائها وخيار أهلها، قال أبو عمر ابن عبد البر: قول عطاء في تأويل الآية حسنٌ جداً تلقاه أهل العلم بالقبول، قال القرطبي: ومعروفٌ في اللغة أن الطرف الكريم من كل شيء: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا} [الرعد:41] موت الفقهاء والأخيار.

ص: 3