المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌النبي صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين - دروس للشيخ محمد المنجد - جـ ١٨٣

[محمد صالح المنجد]

فهرس الكتاب

- ‌خصائص النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌بعض من ألّف في خصائصه صلى الله عليه وسلم

- ‌خصائصه صلى الله عليه وسلم في الدنيا

- ‌أخذ الله العهد من الأنبياء والمرسلين باتباع النبي صلى الله عليه وسلم إذا ظهر فيهم

- ‌عمومية رسالته صلى الله عليه وسلم

- ‌النبي صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين

- ‌النبي صلى الله عليه وسلم أمنة لأصحابه

- ‌لم يقسم الله بنبي غيره صلى الله عليه وسلم

- ‌إقسام الله بحياة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌مخاطبة الله له بالنبوة والرسالة لا باسمه صلى الله عليه وسلم

- ‌النبي صلى الله عليه وسلم أوتي جوامع الكلم

- ‌النبي صلى الله عليه وسلم نُصَِر بالرعب

- ‌النبي صلى الله عليه وسلم أعطي مفاتيح خزائن الأرض

- ‌النبي صلى الله عليه وسلم غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر

- ‌حفظ الكتاب الذي أنزل عليه صلى الله عليه وسلم

- ‌الإسراء والمعراج

- ‌خصائصه صلى الله عليه وسلم في الآخرة

- ‌النبي صلى الله عليه وسلم له الوسيلة والفضيلة

- ‌النبي صلى الله عليه وسلم هو صاحب المقام المحمود

- ‌خصائصه في أمته صلى الله عليه وسلم

- ‌خصائصه صلى الله عليه وسلم في بعض الأمور والأحكام

- ‌لا يجوز للنبي صلى الله عليه وسلم أخذ شيء من الزكاة أو الصدقة

- ‌يحرم عليه صلى الله عليه وسلم إمساك أي امرأة لا تريده

- ‌لا يجوز للنبي صلى الله عليه وسلم التراجع عن قرار الحرب

- ‌ليس للنبي صلى الله عليه وسلم خائنة الأعين

- ‌النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف القراءة ولا الكتابة ولا يقول الشعر

- ‌للنبي صلى الله عليه وسلم الوصال في الصيام

- ‌للنبي صلى الله عليه وسلم التزوج بدون ولي ولا شهود

- ‌للنبي صلى الله عليه وسلم أن يجمع أكثر من أربع نسوة

- ‌أحل للنبي صلى الله عليه وسلم القتال في مكة ساعة من نهار

- ‌النبي صلى الله عليه وسلم كان يرى من خلفه وهو يصلي

- ‌النبي صلى الله عليه وسلم لا يورِّث، وأزواجه لا يجوز الزواج بهن، ولا يتمثل الشيطان به في المنام

- ‌دعوة النبي صلى الله عليه وسلم على شخص تنقلب رحمة وبركة

- ‌الأسئلة

- ‌حكم تأخير الزكاة إلى رمضان وقد حال عليها الحول

- ‌حكم الإسراع في المشي

- ‌حكم لبس الخاتم من الفضة

- ‌سنن العادة لا أجر فيها

- ‌حكم توزيع لحم العقيقة

- ‌حكم زكاة إيراد المنزل المؤجر

- ‌حكم من تجاوز مكة محرماً لغرض ما

- ‌حكم من علق طلاقه على امرأته بفعلها لشيء معين

- ‌إعفاء اللحية من هديه وطريقته صلى الله عليه وسلم

- ‌(معنى حديث: (من قام مع الإمام حتى ينصرف

- ‌حكم تسبيح المأموم إذا سمع آية فيها تنزيه لله

- ‌نبي الله يوسف أوتي شطر الحسن

- ‌حكم استخدام الحناء للرجال

- ‌حكم من تجاوز الميقات دون أن يحرم

- ‌حكم استعمال حبوب منع الحمل

- ‌حكم فصل الشارب عن اللحية

- ‌حكم زكاة العمائر المستثمرة

- ‌الأدوات المعدنية كأمواس الحلاقة كانت موجودة في عهده صلى الله عليه وسلم

- ‌وصية لتائب له رفقه سوء

- ‌حكم تغطية المرأة رأسها أثناء قراءة القرآن

- ‌حكم الدخول بعد من يصلي التراويح بنية العشاء

- ‌حكم استخدام البخاخ (علاج ضيق التنفس) للصائم

- ‌حكم الأكل والشرب عند أذان الفجر

الفصل: ‌النبي صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين

‌النبي صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين

من خصائصه عليه الصلاة والسلام أن الله ختم به الأنبياء والمرسلين، فلا نبي بعده فهو آخر نبي، وأكمل به الدين، وأنه صلى الله عليه وسلم خاتم الرسل، فمن ادعى الرسالة بعده فهو كذاب أفاك دجال:{مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب:40] فإذا جاء غلام أحمد القادياني وقال: أنا نبي، وإذا جاء بهاء الله، زعيم البهائية وقال: أنا نبي، وإذا جاء أي واحد دجال كذاب في هذا الزمان أو في غيره وقال: أنا نبي، فنقول: أنت كذاب لأن الله قال: ((وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب:40] فليس بعده نبي.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتاً فأحسنه وجمله إلا موضع لبنة) القطعة من الطين التي تعجن وتعد للبناء، ويقال لها إن لم تحرق لبنةً، وإذا أحرقت صارت آجرة، الآجر: هو اللبن المحروق، (إلا موضع لبنة من زاوية فجعل الناس يطوفون به- بهذا البيت- ويعجبون له، ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة) ما بقي لإكمال البناء إلا هذه اللبنة، لو جاءت هذه اللبنة كان ما أحسن هذا البيت، فالبيت كامل كله إلا أن اللبنة تنقصه (قال: فأنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين) رواه البخاري رحمه الله.

ولذلك يوم القيامة لما يفزع الناس إلى الأنبياء، آخر واحد عيسى عليه السلام فيردهم إلى محمد عليه الصلاة والسلام، فيأتي الناس إلى محمد، يقولون: يا محمد! أنت رسول الله وخاتم النبيين، وكذلك قال عليه الصلاة والسلام:(فضلت على الأنبياء بست- ومنها- وخُتم بي النبيون)، وقال عليه الصلاة والسلام:(إن الرسالة والنبوة قد انقطعت فلا رسول بعدي ولا نبي، فشق ذلك على الناس، قال: ولكن المبشرات) يعني: بقي المبشرات، صحيح أن النبوة انتهت الآن فلا يأتي نبي، لكن بقي المبشرات (قالوا: وما المبشرات يا رسول الله؟ قال: رؤيا الرجل المسلم وهي جزء من أجزاء النبوة) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح، وهو في صحيح الجامع.

وهذا يدل على أن الرؤيا الصالحة الباقية التي قد يكون فيها إنذار من شيء خطير أو تبشير ببشرى لمؤمن يراها أو ترى له حق، حيث أن النبوة فيها وحي وإخبار عن الغيب، واشتركت الرؤيا مع النبوة في مسألة الإشعار بشيء قد يحدث في المستقبل، ولذلك كانت الرؤيا جزءاً من النبوة، وإلا فهناك فرق كبير بين الرؤيا والنبوة لا شك في هذا، ولكن لماذا كانت الرؤيا جزءاً من النبوة؟ ما هو وجه الاشتراك بين الرؤيا والنبوة؟ في النبوة إخبار عن المغيبات والأشياء المستقبلية، وكذلك البشارات والإنذارات، وقد يكون في بعض الرؤى الصالحة التي يراها المؤمن أو ترى له إنذار من شيء سيحدث، أو بشارة لشخص، فلذلك كانت جزءاً من النبوة، والنبي صلى الله عليه وسلم من أسمائه التي أخبر عنها، قال:(وأنا العاقب -والعاقب: فسره، قال:- الذي ليس بعده أحد) رواه البخاري، فليس بعده نبي، وقال صلى الله عليه وسلم:(كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي، وأنه لا نبي بعدي وسيكون بعدي خلفاء) رواه البخاري.

والنبي صلى الله عليه وسلم رحمة مهداة إلى العالمين: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَاّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:107] وهو عليه الصلاة والسلام بالمؤمنين رءوف رحيم.

ص: 6