المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أثر الأذكار في تقوية الإيمان - دروس للشيخ محمد المنجد - جـ ٢٠٩

[محمد صالح المنجد]

فهرس الكتاب

- ‌الأذكار الشرعية بين الاهتمام والإهمال

- ‌أثر الأذكار في تقوية الإيمان

- ‌ذكر المنفرد وذكر المجالس

- ‌أثر الذكر في الوقاية من الشيطان

- ‌من أسباب إهمال الأذكار عدم معرفة فوائدها

- ‌ذكر ابن القيم لفوائد الذكر

- ‌فائدة الذكر في تقوية القلب

- ‌فائدة الذكر في علاقة العبد بربه

- ‌نيابة الذكر عن بعض التطوعات

- ‌فائدة الذكر في تقوية البدن

- ‌شهادة الأرض للذاكر

- ‌فوائد الأذكار في الوقاية من الأمراض

- ‌الأذكار فيها تفاعل الحواس مع الأحداث

- ‌الجهل من أسباب إهمال الأذكار

- ‌أذكار الصباح والمساء

- ‌أذكار السفر والنكاح والطعام

- ‌أذكار المطر والريح والفزع

- ‌أذكار الغضب والمصائب

- ‌أذكار أخرى متفرقة

- ‌من أسباب إهمال الأذكار

- ‌الجهل بأجر الأذكار

- ‌الجهل بمعاني الأذكار

- ‌البيئة الفاسدة من أسباب إهمال الأذكار

- ‌التلفظ بالأذكار وإسرارها

- ‌مشكلة التسويف في وقت الأذكار

- ‌إهمال الأذكار بسبب الأعباء والأشغال

- ‌إهمال الأذكار بسبب الذنوب

- ‌إهمال الأذكار بسبب الأسوة

- ‌فوائد مراجعة الأذكار

- ‌تنويع صيغ الأذكار

- ‌بعض الآداب والأحكام المتعلقة بالأذكار

- ‌إسرار الذكر من علامات الإخلاص

- ‌تحذير من الأذكار المبتدعة

الفصل: ‌أثر الأذكار في تقوية الإيمان

‌أثر الأذكار في تقوية الإيمان

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أيها الإخوة! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فإن من عوامل تقوية الإيمان وتقوية الصلة بالله عز وجل ذكر الله تعالى، وما حصل الضعف والوهن في علاقتنا بالله تعالى إلا من وراء نسيان أسباب كثيرة، منها: إهمال الأذكار الشرعية التي شرعها الله لنا في كتابه، وعلمنا إياها نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ولأجل ذلك صارت الأذكار مجهولة منسية مهملة عند الكثيرين من المسلمين، ولأجل هذا صار درسنا هذه الليلة للتذكير بهذا الموضوع الذي نحتاج إليه جميعاً بلا استثناء.

وقد أمرنا الله عز وجل في كتابه بالإكثار من ذكره فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} [الأحزاب:41 - 42] وأخبر أن ذكره أكبر من كل شيء، فقال عز وجل:{وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} [العنكبوت:45]، وأخبر بأنه سبب لطمأنة القلوب:{الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد:28] وامتدح الله أقواماً من المؤمنين لأنهم {يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ} [آل عمران:191] وهكذا كان رسولنا صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه، وقال عليه الصلاة والسلام:(ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأرضاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إعطاء الذهب والورق، ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: ذكر الله) فجعله مفضلاً في وجه العموم على الإنفاق وعلى الجهاد، يعني: أن جنس الذكر أفضل من جنس الإنفاق ومن جنس الجهاد، وهو وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن كثرت عليه شعائر الإسلام:(لما شكا الرجل حاله قال: يا رسول الله! إن شعائر الإسلام قد كثرت عليَّ فأخبرني بأمر أتشبث به، قال: لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله).

ص: 2