المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌شهادة أهل الكفر بصدق النبي عليه الصلاة والسلام - دروس للشيخ مصطفى العدوي - جـ ١٣

[مصطفى العدوي]

الفصل: ‌شهادة أهل الكفر بصدق النبي عليه الصلاة والسلام

‌شهادة أهل الكفر بصدق النبي عليه الصلاة والسلام

يجب عليك -يا عبد الله- أن تتحلى بهذه الحلة الكريمة، وتتمثل بهذه الخصلة القويمة خصلة الصدق، فهي دعوة رسولك، فقد سأل هرقل أبا سفيان: بماذا يأمركم محمد؟ قال: يأمرنا محمد بالصدق فـ هرقل الكافر علم أن الصدق من خصال الرسل، فقال: والله ما كان ليصدق مع الناس ويكذب على الله، فإذا كان محمد يعلمكم الصدق فكيف يصدق في حديثه مع الناس ويكذب على الله؟! فما كان عليه الصلاة والسلام ليكذب على الله، وشهد له بذلك أهل الكفر من المشركين، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما:(لما نزلت: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} [الشعراء:214]، ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جبل الصفا ونادى: يا معشر قريش، يا بني عبد المطلب، يا صفية عمة رسول الله، فاجتمعت له قريش، فقال عليه الصلاة والسلام لهم: يا معشر قريش: لو أخبرتكم أن خيلاً وراء هذا الوادي تريد غزوكم أكنتم مصدقي؟ قالوا: نعم، ما جربنا عليك كذباً قط عليه الصلاة والسلام قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد).

فالزم هذه الخصلة -يا عبد الله- مهما كلفتك، والزم هذه الخصلة الطيبة، وتخلق بهذه الخصلة الجميلة تسعد في الدارين، وتعرف نفسك -إذا كنت صادق الحديث- بأن ترى الرؤيا في الليل فتصبح وقد تحققت الرؤيا كما رأيتها، كما قال صلى الله عليه وسلم:(أصدقكم رؤيا أصدقكم حديثاً)، أي: إذا كنت صادقاً في الحديث فرؤياك تتحقق، ولما كان نبينا محمد أصدق الناس لهجة كان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح.

ص: 10