المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌خطر اللسان وعاقبته على الأعمال - دروس للشيخ نبيل العوضي - جـ ٢

[نبيل العوضي]

فهرس الكتاب

- ‌حروف تجر الحتوف

- ‌حالة الأمة اليوم تقتضي الاستيقاظ والتأهب

- ‌مقدمة ترحيبية وابتهالات

- ‌وجوب التلاحم والاتحاد وشكر نعمة الإسلام

- ‌اللسان سلاح ذو حدين

- ‌أم المؤمنين تهجر ابن الزبير بسبب كلمات

- ‌خطر اللسان وعاقبته على الأعمال

- ‌المقصودون بمحاضرة (حروف تجر الحتوف)

- ‌أولاً: الرافضة

- ‌ثانياً: من يترقون المناصب عند أعدائهم على أعراض العلماء

- ‌ثالثاً: الشباب الصالح الذي قد يقع في هذا الوباء

- ‌حرمة وشناعة الاستطالة على الحرمات

- ‌حالقة الدين

- ‌الفرق بين الغيبة والبهتان

- ‌أربى الربا

- ‌السخرية بالدين

- ‌الوشاية

- ‌من أخبار الصالحين في تحاشي الغيبة

- ‌الشنقيطي يرى قتل الولد ونهب المال أهون من أخذ الحسنات

- ‌البخاري وابن دقيق العيد يحذران الغيبة

- ‌ما يصنعه من ابتلي بمجلس غيبة

- ‌إزالة المنكر قدر الاستطاعة أو الانعزال

- ‌الذب عن عرض المسلم

- ‌وجوب الذب عن أعراض العلماء وبيان عظم حرماتهم

- ‌تنكر الطالب لشيخه شنيعة شنعاء

- ‌عقاب الطاعنين في الأعراض

- ‌توجيهات تحذيرية ونصائح للمغتابين

- ‌حروف تجر لخير منيف

- ‌ذكر الله

- ‌تبيين الحق عند رواج الشائعات

- ‌تفنيد الشبهات

- ‌كلمة ذي جاه يقود بها أتباعه إلى الجنة

- ‌كلمة حق عند سلطان جائر

- ‌الجهاد بالأدب نظماً ونثراً

- ‌كلمات عطرة في الثبات عند البلاء

- ‌كل يعمل قدر جهده وفيما يحسنه

الفصل: ‌خطر اللسان وعاقبته على الأعمال

‌خطر اللسان وعاقبته على الأعمال

إنها الحروف لو قُدِّر كون بعضها سائلاً ثم مزج بماء البحر لأفسده وغيَّره، بحروفٍ ملفوظةٍ أو مكتوبة يهوي المرء أو يرفع، ويرضى عنه أو يسخط عليه، قال صلى الله عليه وسلم فيما ثبت عنه كما في الصحيحين:{إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفعه الله بها درجاتٍ في الجنة -وفي رواية: يكتب الله له رضوانه بها إلى أن يلقاه- وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً؛ يهوي بها في جهنم} وفي رواية: {يكتب الله له بها سخطه إلى أن يلقاه} .

ضوابط دقيقة وزواجر عظيمة: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق:18]{إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} [الإسراء:36]!

وكم من الحروف تجر الحتوف!

وإن الإنسان -معشر الإخوة- يهون عليه التحفظ والاحتراز من أكل الحرام والظلم والربا والسرقة وشرب الخمور والنظر المحرم وغير ذلك، ومع ذلك يصعب عليه التحفظ من حركة لسانه، حتى إنك لترى الرجل يشار إليه بالدين والزهد والعبادة، وهو يتكلم الكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يزل بها أبعد مما بين المشرق والمغرب كما قال ابن القيم رحمه الله.

فكم رجلٍ متورعٍ عن الفواحش والظلم ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات لا يبالي ما يقول، وإن أردت أن تعرف ذلك، فانظر إلى ما رواه الإمامان مسلم وأحمد:{أن رجلاً مجتهداً وجد أخاه على ذنب فقال له: أقصر، فاستمر على ذلك، فلم يزل يكرر عليه أقصر أقصر، فغضب منه ذلك، وقال: خلني وربي، أبعثت علي رقيبا؟ فقال هذا الغيور: والله لا يغفر الله لك يا فلان، فقال الله: من ذا الذي يتألى علي ألا أغفر لفلان، أكان بي عالماً وعلى ما في يدي قادراً؟ قد غفرت له وأحبطت عملك يقول أبو هريرة رضي الله عنه: والذي نفسي بيده لقد تكلم بكلمة أوبقت دنياه وأخراه}

فكان أضيع من لحمٍ على وضم وصار يقرع منه السن في ندم

وفي صحيح الترغيب للألباني بسندٍ حسنٍ لغيره: {أن غلاماً استشهد يوم أحد، فوجد على بطنه صخرة مربوطة من شدة الجوع، فمسحت أمه التراب عن وجهه، ثم قالت: هنيئاً لك يا بني الجنة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وما يدريك لعله كان يتكلم فيما لا يعنيه} يالله!

يستحسن البعض ألفاظاً إذا امتحنت يوماً فأحسن منها العجم والخرس

ص: 7