المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌النبي محمد نبينا وسيدنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم - ديوان الإسلام - جـ ١

[شمس الدين ابن الغزي]

الفصل: ‌النبي محمد نبينا وسيدنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم

الشيخ إبراهيم الجينيني شكر الله سعيهما.

وقد سميت هذا المجموع ديوان الإسلام. لما أنه احتوى على غالب المشاهير من أهل الدين والله أسأل حسن الختام. وأن لا يجعل أعمالنا حسرة علينا يوم تزل الأقدام.

‌النبي محمد نبينا وسيدنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم

محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان هذا النسب الشريف إلى عدنان قال النووي في تهذيب الأسماء واللغات: أجمعت عليه الأمة.

وأما ما بعده إلى آدم فمختلف فيه أشد اختلاف. قال العلماء: ولا يصح فيه شيء يعتمد.

وكنيته صلى الله عليه وسلم أبو القاسم وكناه جبريل عليه السلام أبا إبراهيم.

ولرسول الله صلى الله عليه وسلم أسماء منها: محمد. وأحمد. والحاشر. والعاقب. والمقفي. والماحي. وخاتم النبيين. ونبي الرحمة. ونبي الملحمة. ونبي التوبة والفاتح. وطه. ويس. وعبد الله. والمبشر. والنذير. والداعي إلى الله. والسراج المنير. والرؤوف الرحيم. والرحمة. والنعمة. والهادي. والشاهد.

قال النووي وبعض هذه الأسماء صفات وإطلاقهم الاسم عليها مجاز.

ولد صلى الله عليه وسلم عام الفيل على الصحيح المشهور ونقل الإجماع عليه واتفقوا على أنه ولد يوم الإثنين من شهر ربيع الأول. واختلفوا في تعيين اليوم. فالمشهور أنه في ثاني عشره قيل ليلاً وقيل نهاراً وقيل في ثانيه وقيل في ثامنه. وصححه جماعة من الأئمة. وقيل في عاشره.

وأمه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة.

وأرضعته حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية.

وعندما شق صدره وملىء حكمة وإيماناً بعد أن استخرج حظ الشيطان منه.

ص: 20

وأرضعته أيضاً ثويبة الأسلمية جارية أبي لهب. وحضنته أم أيمن بركة الحبشية. وكان ورثها من أبيه فلما كبر أعتقها زوجها زيد بن حارثة.

ومات أبوه وهو حمل. وماتت أمه وله أربع سنين وقيل ست. وكفله جده عبد المطلب.

فلما بلغ ثمان سنين وشهرين وعشرة أيام مات عبد المطلب. فوليه عمه أبو طالب.

فلما بلغ خمساً وعشرين سنة تزوج خديجة بنت خويلد ولما بلغ خمساً وثلاثين سنة شهد بنيان قريش الكعبة. ووضع الحجر الأسود بيده.

ولما بلغ أربعين سنة ويوماً بعثه الله بشيراً ونذيراً ونزل عليه جبريل بالوحي والقرآن.

ولما بلغ خمسين سنة قدم عليه جن نصيبين فأسلموا. ولما بلغ إحدى وخمسين سنة أسري به من بين زمزم والمقام إلى بيت المقدس ثم أتي بالبراق فركبه وعرج به إلى السماء وفرضت الصلاة.

ولما بلغ ثلاثاً وخمسين سنة هاجر من مكة إلى المدينة يوم الإثنين لثمان خلون من ربيع الأول ودخلها يوم الإثنين.

وغزواته خمس وعشرون. قاتل في سبع منها.

وهي: بدر، أحد، الخندق، بني قريظة، بني المصطلق، خيبر، الطائف.

وكانت بعوثه نحواً من خمسين.

وحج بعد فرض الحج حجة واحدة واعتمر أربع مرات وأما صفته صلى الله عليه وسلم: فكان ربعة بعيد ما بين المنكبين أبيض اللون مشرباً بحمرة يبلغ شعره شحمة أذنيه. ولم يبلغ الشيب في رأسه ولحيته عشرين شعرة.

ظاهر الوضاءة يتلألأ كالقمر ليلة البدر.

حسن الخلق معتدله.

إن صمت فعليه الوقار وإن تكلم سما وعلاه البهاء. أجمل الناس وأبهاه من

ص: 21

بعيد وأحسنه وأحلاه من قريب. حلو المنطق واسع الجبين. أزج الحواجب في غير قرن أقنى العرنين. سهل الخدين. ضليع الفم. أشيب مفلج الأسنان.

بين كتفيه خاتم النبوة.

يقول واصفه لم أر قبله ولا بعده مثله.

وكان يلبس الصوف والقطن وتعجبه الثياب الخضر ويلبس الأبيض والأحمر.

وكان يعتم ويسدل طرف عمامته بين كتفيه.

ويلبس الخاتم من فضة في خنصر يده اليمنى وربما لبسه في اليسرى ونقشه محمد رسول الله ويحب الطيب. ويكره الرائحة الكريهة.

وأول نسائه خديجة. ثم سودة بنت زمعة. ثم الصديقة عائشة ولم يتزوج بكراً غيرها.

ثم حفصة بنت عمر بن الخطاب.

ومن زوجاته أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان. وزينب بنت جحش. وأم سلمة. وجويرية بنت الحارث. وصفية بنت حيي. وميمونة بنت الحارث وزينب بنت الحارث.

وأولاده: القاسم وبه كان يكنى.

وعبد الله ويسمى الطيب. وزينب ورقية. وأم كلثوم وفاطمة. وكلهم من خديجة.

وولد له بالمدينة: إبراهيم من مارية القبطية ومات وهو طفل.

وكلهم ماتوا في حياته صلى الله عليه وسلم. إلا فاطمة فتأخرت بعده ستة أشهر.

وأسلم من أعمامه وعماته: حمزة. والعباس. وصفية. وهي أم الزبير بن العوام ومواليه صلى الله عليه وسلم: زيد بن حارثة. وابنه أسامة. وأبو كبشة سليم. وشقران. وأبو رافع. وسفينة. وغيرهم.

ص: 22

وجواريه: سلمى. وأم رافع. وبركة. ومارية. وريحانة. وخضرة. ورضوى. وغيرهن.

وخدامه من الأحرار: أنس بن مالك. وعبد الله بن مسعود. وعقبة بن عامر. وبلال. وهند وأسماء ابنا حارثة. وربيعة بن كعب. وأبو ذر الغفاري. وغيرهم.

وكان له من الخيل عشرة. ومن البغال ثلاثة ومن الإبل عشرون. ومن الغنم مائة. ومن السيوف تسعة ومن القسي أربعة. ودرعان.

وأما معجزاته صلى الله عليه وسلم فكثيرة منها: القرآن وهو أعظمها.

وشق الصدر. وانشقاق القمر. وسلم عليه الشجر والحجر. وحن إليه الجزع. وأطعم الجيش الكثير من الطعام اليسير. ونبع الماء النمير من بين أصابعه فأروى الجمع الكثير. وآتاه الله مفاتيح خزائن الأرض.

وخيره الله تعالى بين أن يكون ملكاً أو نبياًُ فاختار أن يكون نبياً عبداً.

ومنحه الله تعالى الشفاعة العظمى في فصل القضاء. وخصه بالحوض.

وبأن أمته خير أمة أخرجت للناس.

ولم يفارق الدنيا حتى بَيّن للناس ما نزل إليهم.

وترك الناس على بيضاء نقية ليلها كنهارها وشريعته باقية إلى يوم القيامة والمصيبة بموته عامة لكل مؤمن به إلى يوم القيامة. وأصابه الوعك بالحمى أياماً.

وانتقل إلى الدار الآخرة يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول في السنة الحادية عشرة من الهجرة.

دفن ليلة الأربعاء في بيت عائشة.

ودفن عنده أبو بكر. وعمر.

وهذه نبذة من سيرته صلى الله عليه وسلم ذكرتها لتعود بركتها عليَّ وعلى كتابي.

وأسأل الله تعالى أن يحييني على ملته وأن يحشرني في زمرته تحت لوائه. وأن يجعلني من أهل شفاعته. إنه جواد كريم.

ص: 23