الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا هو الجزء الثاني من ديوان الهُذَليّين.
نجتزيء في تقديمه، مكتفين بما جاء في
مقدمة
الجزء الأوّل، فالطريقة هنا هي ذات الطريقة هناك، والمَراجع والمَظانّ في هذا هي هي بعينها نفس المَراجع أو المَظانّ في ذاك.
لم يَبقَ إلّا كلمة نحسبها من أحقّ ما يقال الآن:
لقد كان العمل في إخراج ديوان الهُذَليّين بجميع أجزائه موكولا للشاعر الراوية الأديب الكبير الأستاذ أحمد الزين بوصفه أحد موظفي القسم الأدبي بدار الكتب وإذا به يوافيه القَدَرُ المحتوم وهو لم ينته بعدُ إلّا من إخراج الجزء الأوّل، وإلّا بعد إتمام الملازم السبع الأُول من هذا الجزء.
ويشاء الله أن يُسنَد إنجازُ الباقي من هذا الديوان إلى كاتب هذه السطور فإذا كان من الحق أن أعترف بفضل سَلَفي الصالح، فلعلّه لا يكون من الباطل إذا قلتُ: إنّي لم آلُ المستطاع في انتهاج طريقته، والتزام دستوره الذي أجمله في مقدّمة الجزء الأوّل، حيث يقول:
"فلم ندع تفسيرًا لبيت ولا روايةً فيه إلَّا ذكرناه في حواشي هذا الكتاب منبِّهين على مصدره الّذي نقلناه عنه، كما أنّنا لم نَدَع في هذا الشرح تفسيرًا للفظ غريبٍ إلّا رجعنا إليه فيما بين أيدينا من كتب اللغة، فإن لم نجد هذا التفسير أو وجدنا ما يخالفه نبّهنا على ذلك في الحواشي، وذَكَرْنا عبارة اللغويين في تفسير هذا اللفظ ولم نَدَعْ كذلك بيتا غامضَ المعنى لا يستطاع فهمه إلّا أوضحناه وأبنّا المرادَ منه".
علي أنّي لا أزعم أن الطريق كان معبَّدًا دائما، أو أنّ المَراجع كانت مسعِفةً أبدا.
ففى هذا الجزء الثاني -بالذات، وعلي الأخص- قدرٌ ليس بالقليل لم يكن له مراجع قطّ (انظر الصفحات من 197 إلي 222 من هذا الكتاب).
ولو أن الصعب في قِلّة المراجع فَحسْبُ لهان، وإنما البلاء المبين كان في أفاعيل النسّاخين، وما يجيئون به من التحريف الذي هو أشبه بالتخريف.
أترى هذا البيت؟ لقد أثبتوه هكذا في الأصل:
أضربه ضاخ قبيطا اساله
…
فمر فأحلى جوزها فخصورها
في حين أن صوابه إنما هو هكذا:
أَضَرَّ به ضاجٍ فَنبْطَا أُسالَةٍ
…
فَمَرٌّ فأعلى حوزِها فخُصورُها
انظر صحيفة 213 من هذا الجزء.
على أن هذا البيت ليس بالشاهد الوحيد، وإنما هناك من أمثاله شواهد {وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ} ، {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} .
وكلُّ ما نرجوه أن نكون قد وفِّقنا في هذا الجزء إلي ما نقصد إليه من إصلاح تحريفاته، وتكميل ما نقص من عباراته، وتفسير غريبه، وشرح ما أَشكَل في جُمَلِهِ وأبياته، وضبطِ ما التبس من ألفاظه، وتحقيق ما اشتمل عليه من أسماء الأماكن والبلاد والقبائل والشعراء، وإخراج ذلك كلِّه على الوجه الصحيح.
محمود أبو الوفا
دار الكتب المصرية