الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أخرى متفرقة من البلاد ولكن حالتهم المادية ومستوى معيشتهم ضعيف، والحركة الإسلامية هناك غير نشطة مع الأسف.
ثامنا: روديسيا
توجد أقلية إسلامية ولكن الجهل المطبق بأمور الإسلام يشمل جميع المسلمين الإفريقيين هناك، والحركة الإسلامية ضعيفة مع الأسف، مع أن الحكومة لاتتدخل في شؤون الدين ولا تعارض الداعين إليه.
ومعظم المسلمين هناك قد قدموا في الاصل من اقطار مجاورة مثل نياسالاند.
تاسعا: ملاوي
يوجد في ملاوي أكبر عدد من المسلمين في اقطار شرق إفريقيا ووسطها فيما وراء الصحراء إذ تبلغ نسبة المسلمين 42% ولا يرجع دخول كل هذا العدد من السكان في الإسلام إلى الأزمنة الحديثة، بل يعود ذلك إلى زمن قديم حيث دخل الإسلام إلى إقليم سفالة، (أي شمالي موزامبيق) قبل ألف سنة ولكن حالة المسلمين في تلك البلاد من الضعف والانحطاط بحيث يحتاج علاجها إلى جهود كثيرة وإلى وقت طويل. أيها الإخوان الكرام، لقد تفضلتم فاستمعتم إلى شيء من واقع الإسلام والمسلمين في أفريقيا، وإنني أرجو أن تتفضلوا بسماع بعض المقترحات التي أراها لعلاج الحالة المذكورة.
أولا – إنشاء صندوق إسلامي عالمي لتمويل الدعوة الإسلامية في أفريقيا يساهم فيه المسلمون على مستوى الحكومات والجمعيات والأفراد، خاصة وأن هناك من علماء المسلمين من يرون أن الإنفاق على الدعوة الإسلامية من الإنفاق في سبيل الله الذي هو وجه من أوجه مصارف الزكاة.
ونحن لا نشك مطلقا في أن الوقت الحاضر هو أنسب الأوقات للقيام بحملة إسلامية واسعة للدعوة والارشاد، ونشر محاسن الإسلام أمام الإفريقيين من غير المسلمين، ذلك لأن الدين المسيحي الذي هو المنافس الرئيسي، قد ارتبط في اذهان كثير من ابناء أفريقيا بالاستعمار الأوربي، لأنه جاء إلى أفريقيا مع الرجل الأوربي، ونظرا إلى ضعف سلطان الاستعمار الأوربي، وبالتالي ضعف المنافس، فإن الفرصة سانحة الآن لنجاح الدعوة الإسلامية أكثر من ذي قبل. وذلك كله إضافة إلى
ما هو معروف ومعلوم من أن الإسلام دين الفطرة، وهو ببساطته ووضوحة ويسره الدين الوحيد الملائم لكل زمان ومكان.
ثانيا – الإكثار من المنح الدراسية في الجامعات والكليات والمدراس الإسلامية في البلاد الإسلامية، خارج أفريقيا، وذك حتى تتاح الفرصة لأكبر عدد ممكن من أبناء المسلمين في أفريقيا للتزود من العلوم الإسلامية فيها ثم العودة إلى بلادهم مبشرين ومنذرين، وهادين ومهتدين عملا بقوله تعالى:{فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} .
ثالثا – المساعدة على إنشاء ملاجئ ودور للأيتام في البلاد الأفريقية التي يقطنها مسلمون. وذلك وقاية لأبناء المسلمين من أن يقعوا في احضان التربية الكفرية التي تربيهم على الكفر، وتبعدهم حتى عن اسم الإسلام، خاصة وأنه لوحظ أن تلك الطريقة منتشرة انتشارا واسعا، لأنها تكاد تكون الطريقة الوحيدة العملية لإخراج بعض المسلمين من دائرة الإسلام، بعد أن لوحظ أنه مامن مسلم يدخل الإسلام في قلبه ثم ينبذ الإسلام وينضم علنا إلى صفوف المشركين.
رابعا- أن يختار من المدرسين من مختلف البلاد الإسلامية من ذوي الإستعداد للتضحية والعمل في سبيل الله ويرسلوا إلى الإقطار الإفريقية المحتاجة، مع مراعاة الظروف والملابسات الساسية المحيطة بكل بلد إفريقي، وذلك بلا شك علاج سريع.
خامسا – العمل على كثرة طبع الكتب الإسلامية مترجمة إلى اللغات الإقليمية، واللغات العالمية السائدة في أفريقيا مثل الإنجليزية والفرنسية والسواحلية وغيرها وتوزيعها، حيث لا حظنا قلة الكتب الإسلامية بل ندرتها في بعض الأقطار. هذه بعض المقترحات، وهي ليست بصعبة إذا ما صحت العزائم، وخلصت النيات، خاصة وأن الإسلام دين الدعوة والجهاد، ودين العمل والحركة، بل إن كل مسلم سبيله في الحياة أن يدعوا إلى الله على بصيرة كما قال تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم:{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} وقال تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَة..} . وقال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً..} .
أيها الإخوان: إنه لا بد لي هنا من باب إحقاق الحق، ووضع الأمور في نصابها، من أن اشيد بما قامت به هذه البلاد المقدسة وعلى رأسها حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم فيصل بن عبد العزيز حفظه الله، حيث استجاب لكل الاقتراحات التي رفعتها إليه وئاسة الجامعة الإسلامية حول تخصيص المنح والمقاعد الدراسية لأبناء المسلمين في أفريقيا حتى لقد بلغ عدد الأقطار الأفريقية التي يدرس أبناؤها في الجامعة الإسلامية وحدها أكثر من عشرين قطرا، وقد كان لي شرف المساهمة في تنفيذ بعض ما أمر به جلالته من توزيع الإعانات المالية والمساعدات النقدية وغيرها على مختلف الجمعيات والهيئات والمدراس الإسلامية في أفريقيا.
ثم إن جلالته قد أولى ما عرضه مفتى البلاد السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ حفظه الله من إرسال المدرسين والمرشدين إلى مختلف أنحاء أفريقيا غاية الاهتمام، فأصدر موافقته السامية على كل ذلك، وقد قامت دار الإفتاء بارسال العديد من المدرسين من خريجي الجامعة الإسلامية وغيرهم إلى عدد من الأقطار الإفريقية في شرقي ووسط أفريقيا، وهم الآن يواصلون عملهم بجد ونشاط. كما أننا لا يمكن أن ننسى جهود رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة التي تعمل في هذا الميدان على مختلف المستويات، ولكن العبء ثقيل والميدان واسع، وناهيك بالتخطيط للعمل في قارة من القارات إذا فلا بد من تضافر الجهود، وتكاتف الهمم، نسأل الله تعالى أن ينصر دينه ويعلى كلمته، وأن يوفق المسلمين إلى الرجوع إلى دينهم، والعمل بكتاب ربهم، وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم إنه سميع قريب.
حينما وصل الشاعر محمد إقبال إلى صقلية عائدا من أوروبا قال: "أبك أيها الرجل دما لادمعا فهنا مدفن الحضارة الحجازية".