الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فالسنة المصدر الثاني من التشريع الإسلامي، وتفنن المصنفون في الحديث ما بين شرح غريبه وبيان أحوال رجاله وضبطهم والتمييز بين المتشابه والمختلف وغير ذلك، ومن ذلك الفن التفنن في الأسانيد فتجد الإسناد البصري وهذا كوفي وذاك شامي ومصري.
وأحب أن أشارك في هذا العلم وأدخل في حديث أبي هريرة مرفوعًا الذي رواه مسلم: إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة
…
، ليكون نفعه بعد الموت وزلفى إلى الله سبحانه.
ومن الفن العلمي، جمع الإسناد العالي، فكلما قرب الإسناد من الرسول صلى الله عليه وسلم صار عاليا، فجمع ابن حجر ثلاثيات البخاري والترمذي وغيرهما، فأحببنا جمع أنزل منها وهي الرباعيات وأنزل منها الثمانيات والتساعي، وتعتبر فنًا من فنون التأليف والمشاركة العلمية، فجمعت العالي النسبي وهو الرباعي، والنازل وهو الثماني والتساعي، ليسهل على طالب العلم رباعيات الإسناد، وهذا من أهداف الجمع.
وقد جاءت فكرت هذا الكتاب أثناء قراءتنا في صحيح الإمام البخاري، حيث اقترح عليّ الشيخ عبدالعزيز الفارس أن أقوم بجمع الرباعيات مثل ما جمع الإمام ابن حجر الثلاثيات، فتوكلت على الله في جمعها وسألته التوفيق مع إشراف ومتابعة من الشيخ عبدالعزيز الفارس.
ولذا كانت طريقتنا في الجمع هي:
- رواية الصحابي عن الصحابي تلحق بالرباعيات، لأني أعتبر الصحابة طبقة واحدة.
- قول ابن حجر: يلحق بالرباعيات، لا أتقيد به، وقوله أيضًا: رباعي يلحق بالثلاثي أذكره.
- أي حديث من أربع طبقات على شرطي مقطوعًا كان أو موقوفًا أو مرفوعًا أذكره.
- ما بين معقوفين [] من إضافاتي.
- إذا ذكر الإمام البخاري في الحديث طريقين: رباعي وخماسي، فأكتفي بذكر الرباعي.
- كثيرا ما أجعل مكان المتابعات (وَفِي رِوَايَةٍ)، ولا أشترط أن تكون المتابعة رباعية وذلك لكي يتم معنى الحديث، وليس قصدي جمع كل المتابعات، وإنما هي طريق يسهل على الطالب حفظ الأسانيد.
- أذكر جميع الأسانيد الرباعية في صحيح البخاري ولو كان المتن أو الإسناد مكررا.
- الرقم قبل النقطة السوداء (•) ترقيم الحديث في الرباعيات، وبعدها ترقيمه في الصحيح.
- ترقيم الأحاديث المعتمد هو ترقيم طبعة بولاق العثمانية من النسخة اليونينية.
- أورد في الهامش بعض اللطائف الإسنادية أو تعليقات من كلام الأئمة.
والرباعيات: هي الأحاديث التي تكون بين النبي صلى الله عليه وسلم والمصنف أربعة رجال.
وأتبعت هذه الرباعيات بثمانيات الإمام البخاري وتساعيه، وطريقة الجمع فيها مثل طريقة الجمع في الرباعيات.
وبلغت أحاديثها 1360 حديثًا رباعيًا، و 14 حديثًا ثمانيًا، وحديثًا تساعيًا ذكرته في نهاية الكتاب بعد الثمانيات.
وبقي مشروع وهو جمع الخماسي والسداسي أدعه لمن تحصّل الهمة في جمعه، يجمع مثلًا الرباعيات أو الخماسيات في الكتب الستة أو أحدها، أو خارجة عنها من المسانيد والمصنفات.، وثمّ مشروع آخر وهو جمع مفردات صحيح الإمام البخاري، وأعني بها: ما ذكره الإمام البخاري في موضع واحد من مصنفه، وذكرِ سبب الإفراد.
وقد استقرأت صحيح الإمام البخاري كاملًا ولله الحمد والمنة، وتتبعت فيه الرباعيات والثمانيات، وهذا جهد يعتريه النقص والخلل؛ فإذا فاتني شيء فأفدني أيها القارئ الكريم؛ فالعلم رحب بين أهله.
ومن باب الفائدة سأورد بعضًا من الفوائد الإسنادية في صحيح الإمام البخاري:
في صحيح الإمام البخاري إذا ذكر لفظ سفيان في الإسناد ولم ينسب: فهل سفيان هو الثوري أو ابن عيينة؟ فنحن نذكر الضابط فيه بتوفيق من الله سبحانه.
• فإذا كان الراوي عن سفيان: أبو نعيم الفضل بن دكين، أو قبيصة بن عقبة، أو محمد بن كثير العبدي، أو محمد بن يوسف الفريابي، أو عبيدا لله بن موسى، أو خلاد بن يحيى، أو وكيع بن جراح، أو أبو أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير، أو يحيى بن سعيد القطان، أو عبد الرحمن بن مهدي، أو عبد الله بن المبارك، أو ثابت بن محمد الشيباني، أو موسى بن مسعود، أو عبد الله بن منير، أو خالد بن الحارث، أو إسحاق بن يوسف الأزرق، أو عبدا لله بن الوليد، أو حماد بن أسامة أبو أسامة، أو جعفر بن عون، أو الضحاك بن مخلد ابو عاصم، أو عبيد الله بن عبد الرحمن الأشجعي أو عبدالرزاق
الصنعاني: فسفيان هو الثوري.
• وإذا كان الراوي عن سفيان: علي ابن المديني، أو عبد الله بن الزبير الحميدي، أو قتيبة بن سعيد، أو مسدد بن مسرهد، أو عبد الله بن محمد الجعفي المسندي، أو عبد الرحمن بن بشر، أو الحسن بن الصباح، أو محمد بن المثنى، أو محمد بن سلام البيكندي، أو بشر بن الحكم، أو مالك بن إسماعيل النهدي، أو حجاج بن منهال، أو عبد الله بن مسلمة، أو يحيى بن موسى: فسفيان هو ابن عيينة.
• إلا أن أبا نعيم الفضل بن دكين، وابن المبارك، وقبيصة يروون عن السفيانين: فإن أطلقوا فهو الثوري، وإذا رووا عن ابن عيينة فإنهم يصرحون.
ولا أهتم لسفيان من هو في المتابعات ولا المعلقات.
• واعلم أنه لا يوجد من رجال الإسناد قتيبة في الكتب الستة إلا قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريق الثقفي مولاهم
• وآدم في كتب الستة ثلاثة وليس من شيوخ البخاري آدم إلا آدم بن أبي إياس الذي يروي عنه.
وختامًا، أشكر كل من ساهم في هذا العمل المبارك، وأخص بالشكر شيخي الشيخ عبد العزيز بن عبد الحميد الفارس، وأيضًا أخي وزميلي عبد القادر بن عزير القاسمي.
أسأل الله أن ينفع بهه كما نفع بأصله ويجعلها خالصة لوجهه الكريم
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
عبد الله بن علي العزب
27/ 9/1440 هـ
abd 1234817@gmail.com