المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أحداث عودة إخوة يوسف إلى أبيهم - سلسلة التفسير لمصطفى العدوي - جـ ٢٨

[مصطفى العدوي]

الفصل: ‌أحداث عودة إخوة يوسف إلى أبيهم

‌أحداث عودة إخوة يوسف إلى أبيهم

قال الله عز وجل: {وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُواْ بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ * فَلَمَّا رَجِعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُواْ يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ} [يوسف:62-63] ، وهل منع منهم الكيل حقاً؟ لا، ذلك أن يوسف عليه السلام جهزهم بجهازهم -كما سبق- وزيادة في الفضل منه رد إليهم أموالهم وبضاعتهم، فكيف قالوا إذاً:(يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ) ؟ وجه

‌الجواب

أنهم قالوا: منع منا الكيل باعتبار ما هو آتٍ، أي: يا أبانا! سيمنع منا الكيل، ولهذا نظائر في كتاب الله، فيطلق الشيء واللفظ باعتبار ما هو آتٍ كما قال تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} [النساء:10] ، فأطلق على أموال اليتامى ناراً باعتبار ما ستئوول إليه، وكذلك تقدم قول السجين ليوسف عليه السلام:{إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا} [يوسف:36]، أي: أراني أعصر عنباً فيئول العنب إلى خمر، فأطلق على العنب خمراً باعتبار ما ستئول إليه.

فقولهم: (يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ)، أي: يا أبانا سيمنع منا الكيل.

ص: 8