المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌عتاب الجليل لنبيه الكريم - سلسلة التفسير لمصطفى العدوي - جـ ٦٧

[مصطفى العدوي]

فهرس الكتاب

- ‌تفسير سورة التحريم

- ‌عتاب الجليل لنبيه الكريم

- ‌وعد الله لنبيه باستبدال أزواجه

- ‌ولاية الله لنبيه

- ‌موقف الزوج من إفشاء الزوجة لأسراره

- ‌كيفية التحلل من الأيمان

- ‌سبب نزول أول آيات سورة التحريم

- ‌أمر الله سبحانه بتقواه والتوبة إليه والغلظة على الكفار والمنافقين

- ‌ضرب الله مثلاً للذين كفروا في أنهم لا تنفعهم قرابتهم من المؤمنين

- ‌ضرب الله مثلاً للذين آمنوا بامرأة فرعون

- ‌ضرب الله مثلاً للذين آمنوا بمريم عليها السلام

- ‌الأسئلة

- ‌الآداب الواجبة على زائر قبر الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌حكم قراءة سورة يس على الميت وتوجيهه إلى القبلة

- ‌وقوع الطلاق الغيابي شرعاً

- ‌حكم إنشاد النساء في الأعراس

- ‌حكم تقبيل المرأة لزوج ابنتها

- ‌ما أعده الله للنساء في الجنة

- ‌ضعف حديث (جنبوا أطفالكم المساجد)

- ‌حكم القنوت في صلاة الفجر

- ‌حكم الإعلان في الزواج

- ‌حكم ما ورد من الآثار والقصص عن السلف في الزهد ونحوه وهي لا توافق السنة

- ‌حكم النافلة في حق المسافر

- ‌قصر المسافر للصلاة وإن طالت مدة سفره

- ‌حكم صلاة الفريضة على الراحلة إلى غير القبلة

- ‌حكم من يعمل في بيع الأغراض النسائية

الفصل: ‌عتاب الجليل لنبيه الكريم

‌عتاب الجليل لنبيه الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم باسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.

وبعد: فسورة التحريم سورة مدنية، يقول الله سبحانه وتعالى فيها:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [التحريم:1] .

قوله: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ) ، خطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم يراد به هو، وتراد به أمته من بعده، فلا ينبغي لأحد أن يحرم شيئاً أحله الله سبحانه وتعالى ابتغاء مرضاة أي شخص كان، وقد عاتب الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم هذا العتاب، كما عاتبه في سورة عبس في قوله سبحانه وتعالى:{عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى} [عبس:1-3] ، لما أقبل النبي صلى الله عليه وسلم على صناديد قريش وترك عبد الله بن أم مكتوم، فعاتب الله النبي هذا العتاب، وهنا عتاب آخر لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله فيه:(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) .

فلا ينبغي أن تطغى العاطفة على ديننا، ولا ينبغي أن يطغى الحب على الشرع، بل الشرع فوق كل شيء، وفوق كل أحد، ومحبة الشرع فوق كل محبة، فلا ينبغي أن تحرص على مرضاة أزواجك وتحرم على نفسك شيئاً أحله الله سبحانه وتعالى لك، أو تحل شيئاً حرمه الله سبحانه وتعالى عليك.

وفي تذييل الآية بقوله تعالى: (وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) حث على الاستغفار، فإذا كان هذا قد صدر منك، وأحللت شيئاً أو حرمت شيئاً ابتغاء مرضاة أزواجك فباب التوبة مفتوح، فاستغفر الله من ذلك؛ فالله سبحانه غفور رحيم.

ص: 2